لجنة حماية الصحفيين تطالب بالإفراج عن مراسل صحيفة غارديان؛ في حين تتواصل مساعي إعاقة وسائل الإعلام

نيويورك، 11 آذار/مارس 2011 -تطالب لجنة حماية الصحفيين بالإفراج الفوري عن غيث عبد الأحد، مراسل صحيفة ‘غارديان’ التي تتخذ من لندن مقرا لها، والتي تقر السلطات الليبية الآن باحتجازه. كما تطالب اللجنة بأن تتوقف السلطات الليبية عن مساعيها لإعاقة عمل الصحفيين وتهديدهم. وقد أوردت تقارير إخبارية أنه قد تم منع عدد من الصحفيين الأجانب من تغطية التظاهرات المناهضة للحكومة في أحد أحياء طرابلس، على الرغم من أنهم موجودون في طرابلس بناء على دعوة من السلطات الليبية.

 

بعد أن أصدرت صحيفة ‘غارديان’ في هذا الأسبوع مناشدة عامة لتقديم معلومات حول مصير الصحفي غيث عبد الأحد، أقرت وزارة الخارجية الليبية في طرابلس أن الصحفي محتجز لدى السلطات، وذلك وفقاً لما أوردته الصحيفة في وقت متأخر من يوم الخميس. ولكن السلطات لم تبيّن أسباب احتجاز الصحفي. وكان عبد الأحد، وهو مراسل صحفي حربي حائز على جوائز، يغطي الأخبار من منطقة قريبة من مدينة الزاوية الساحلية حيث كان يدور قتال عنيف بين الثوار وبين قوات موالية لمعمر القذافي. ولم ترد منه أية  أخبار بعد أن اتصل بالصحيفة عبر طرف ثالث في يوم الأحد، وذلك وفقا لما أوردته الصحيفة.

وقال روبرت ماهوني، نائب مدير لجنة حماية الصحفين، “نحن نشعر بارتياح كون السلطات الليبية أقرت أخيرا بأنها تحتجز غيث عبد الأحد. ويجب أن تكون الخطوة التالية هي أن تفرج عنه فوراً. لقد دعت الحكومة الليبية الصحفيين الأجانب ولكنها سعت لتوجيه تحركاتهم وتحديد ما يمكن لهم أن يروه. يجب على السلطات الليبية أن تسمح للإعلام أن يعمل بحرية، وعليها أن تتوقف عن احتجاز الصحفيين”.

واليوم، تم منع مجموعة من الصحفيين الأجانب من إيراد أخبار عن عدد من المتظاهرين تجمعوا في مسجد في منطقة تاجوراء في طرابلس، وذلك وفقاً لما أوردته وكالة ‘رويترز’. فقد طلب رجال يرتدون ملابس عسكرية من الصحفيين مغادرة المكان ثم اقتادوهم إلى الفندق الذي يقيمون فيه. كما أوقفت الشرطة صحفياً آخر حاول الوصول إلى تاجوراء باستخدام سيارة أجرة، ومنعته من التوجه إليها، وذلك وفقاً لما أوردته وكالة ‘رويترز’ للأنباء.

وعلى الرغم من أن السلطات الليبية دعت صحفيين دوليين لتغطية الأخبار من العاصمة، إلا أنها سعت منذ ذلك الوقت إلى تقييد نشاطاتهم الصحفية. فقبل أسبوع، في 4 آذار/مارس، منعت السلطات صحفيين دوليين من تغيطة الأخبار حول حملة القمع الحكومية ضد المتظاهرين في منطقة تاجوراء. كما أفاد صحفيون أجانب أنهم يخضعون لرقابة لصيقة من قبل موظفين حكوميين، وأنهم تعرضوا للاحتجاز أحيانا على يد قوات الأمن والجيش.

ووصف الصحفي بورزو درجاهي من صحيفة ‘لوس أنجلوس تايمز’ الجو “شبه السريالي” حيث يظل “عملاء للحكومة يرتدون معاطف جلدية ونظارات شمسية يحومون عند مداخل الفندق”. وأورد درجاهي في يوم الأربعاء أن موظفين إعلاميين يعملون في ثمانية مؤسسات إعلامية، بما فيها صحيفة ‘لوس أنجلوس تايمز’ ومحطة ‘بي بي سي’، ووكالة الأنباء الفرنسية، قد تعرضوا للاحتجاز يوم السبت خارج مدينة الزاوية لمدة تقارب سبع ساعات.

كما أورد الصحفي بيتر بيومونت الذي يعمل في صحيفة ‘غارديان’ في يوم الثلاثاء أن “الصحفيين لا يمكنهم العمل بحرية إطلاقا في طرابلس، وذلك على الرغم من وعود متكررة أطلقها عدة أشخاص من بينهم سيف الإسلام القذافي، ونائب وزير الخارجية، خالد خيام”. وأضاف إنه تعرض للاحتجاز مرتين منذ وصوله إلى ليبيا. وكان بيومونت من بين الصحفيين الذين اعتقلوا قرب مدينة الزاوبية لمدة عدة ساعات في يوم السبت، كما أنه احتجز مجددا لمدة ثلاث ساعات من قبل قوات الجيش عند نقطة تفتيش عسكرية في طرابلس، وقال إن ثلاث صحفيين آخرين احتجزوا معه في المرة الثانية. وكتب بيومونت، “مع ازدياد صعوبة التغطية الإخبارية من البلاد، تزداد فعالية الرقابة على التغطية الصحفية بشأن ما يحدث للمواطنين العاديين. وعند نقطة ما، فإن وجودنا هنا وعدم قدرتنا على تغطية الأخبار بفعالية، يجعلنا شركاء في فرض هذه الرقابة رغماً عن إرادتنا”.

ومنذ اندلاع الاضطرابات السياسية في ليبيا في الشهر الماضي، وثقت لجنة حماية الصحفيين أكثر من 40 اعتداء على الصحافة، وكان منها 25 عملية احتجاز، وأربعة اعتداءات على صحفيين، واعتدائين على مرافق صحفية، والتشويش على ترددات البث لقناتي ‘الجزيرة’ و ‘العربية’، وما لا يقل عن ثلاث حالات من إعاقة عمل الصحفيين، وتعطيل خدمات الإنترنت. وكذلك ثمة ستة صحفيين ما زالوا مجهولي المصير لغاية اليوم. كما أفاد عدد كبير من الصحفيين عن عمليات مصادرة لمعداتهم. للاطلاع على التفاصيل، يرجى الرجوع إلى تغطيتنا اليومية:

10 آذار/مارس

9  آذار/مارس

4  آذار/مارس

 1 آذار/مارس

25  شباط/فبراير

24  شباط/فبراير

23  شباط/فبراير

22  شباط/فبراير

18  شباط/فبراير

16  شباط/فبراير