اعتداءات على وسائل الإعلام في الشرق الأوسط مع تواصل التظاهرات

نيويورك، 16 شباط/فبراير 2011 – تعرب لجنة حماية الصحفيين عن انشغالها جراء تواصل الاعتداءات على الصحفيين الذين يغطون التظاهرات المناهضة للحكومات في الشرق الأوسط. فخلال الأيام الأخيرة، تعرض صحفيون لاعتداءات واعتقالات وتمت إعاقتهم عن القيام بعملهم في ليبيا والبحرين وإيران واليمن. كما عمدت السلطات إلى إبطاء سرعة خدمات الإنترنت وقامت بحجب مواقع إلكترونية، وذلك وفقاً لصحفيين محليين.

وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “إن مما يثير القلق أن نرى ليبيا والبحرين واليمن وإيران تنتهج نهج مصر وتونس إذ تستخدم العنف والرقابة من أجل إيقاف التغطية الإخبارية للاضطرابات السياسية. يجب على المجتمع الدولي أن يعارض علناً هذه التصرفات المقصودة لإعاقة عمل الإعلام”.

لقد ظلت الاضطرابات تتنامى منذ أواخر كانون الثاني/ديسمبر عندما ثار التونسيون على حكم الرئيس زين العابدين بن علي الذي امتد 23 عاماً، ومنذ سقوط نظام مبارك في مصر في شباط/فبراير.

وقامت السلطات الليبية اليوم بمداهمة منزل الكاتب والمدون محمد أسحيم، حيث اعتقلته وصادرت حاسوبه الشخصي وهاتفه المحمول، وذلك فقاً لتقارير إخبارية. كما استدعت قوات الأمن الداخلي تقي الدين الشلوي، مدير الموقع الإلكتروني الإخباري المستقل “ايراسا”، وعبد الفتاح بورواق، رئيس تحرير الموقع، للتحقيق معهما، وذلك حسب ما أوردت الصحيفة “ليبيا اليوم”. وشهدت مدينة بنغازي اليوم، وهي ثاني كبرى المدن الليبية، تظاهرات واسعة النطاق مناهضة للحكومة. وأفادت تقارير إخبارية أن ثمانية وثلاثين شخصاً أصيبوا بجراح. وقد دعا النشطاء إلى مزيد من التظاهرات في جميع أنحاء ليبيا في يوم الخميس، فيما أطلقوا عليه “يوم الغضب”.

وفي البحرين، عمدت الحكومة خلال اليومين الماضيين إلى إبطاء سرعة خدمة الإنترنت بصفة انتقائية في داخل البلاد، وذلك وفقاً لما أفاد به ناشطون في البلاد للجنة حماية الصحفيين. وحالياً، تم إبطاء سرعة روابط الإنترنت بصفة انتقائية في مكاتب الصحف والفنادق والمنازل، ولكن ليس في المؤسسات الحكومية، وذلك وفقاً لما أفاد به صحفيون محليون للجنة حماية الصحفيين. كما أفادت مصادر لجنة حماية الصحفيين أنه تم حجب عدد من الحسابات الإلكترونية على موقع “بامبيوزر” لنشر مقاطع الفيديو. وفي يوم الثلاثاء، استدعت وزارة الداخلية المصور الصحفي حسن جمالي الذي يعمل مع وكالة أسوشيتد برس للتحقيق معه بعد أن قام بالتقاط صور لأشخاص أصيبوا بجراح خلال التظاهرات المناهضة للحكومة، وذلك حسب ما أفاد به أحد زملائة للجنة حماية الصحفيين وطلب عدم الكشف عن هويته. وطلبت السلطات من المصور عدم التقاط صور أخرى للمصابين.

وفي اليمن، تعرض صحفيان للضرب بعد اتهامهما بأنهما يعملان مع قناة “الجزيرة”، وذلك وفقاً لما قاله صحفيون محليون للجنة حماية الصحفيين. وكان أحد المعتدى عليهما هو حسن الوطاط؛ ولم تتمكن لجنة حماية الصحفين من تحديد هوية الصحفي الآخر. وفي يوم الثلاثاء، تعرض مراسل قناة “بي بي سي” الناطقة بالعربية عبدالله غراب والمصور الذي يرافقه، محمد عمران، للضرب على يد “رجال من الحزب الحاكم” بينما كانا يغطيان التظاهرات المناهضة للحكومة في صنعاء، وذلك حسب ما قاله عبدالله غراب لوكالة الأنباء الفرنسية. وقد ظهر هذا الصحفي على شاشة قناة “بي بي سي” وشاشة قناة “الجزيرة” وأثر الدماء على وجهه ويديه بعد الاعتداء مباشرة.

وفي إيران، جرت إعادة خدمة الهواتف المحمولة بعد أن تم قطعها يومي الأحد والأثنين. إلا أن خدمة الإنترنت تظل بطيئة جداً في جميع أنحاء البلاد، وذلك وفقاً لتقارير إخبارية، مما يجعل من العسير تحميل صور ومقاطع فيديو على شبكة الإنترنت حول المواجهات التي تجري في الشوارع. ووفقاً لصحفيين وتقارير إخبارية، تم حجب عدد كبير من المواقع الإلكترونية الإخبارية الإصلاحية بصفة متقطعة خلال الأسبوع الماضي.