ليبيا تحتجز صحفيين وتشوش على بث قنوات فضائية

نيويورك، 1 آذار/مارس 2011 – قالت لجنة حماية الصحفيين اليوم إن قوات الأمن الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي واصلت احتجاز صحفيين والتشويش على ترددات البث للقنوات الفضائية.

وقال روبرت ماهوني، نائب مدير لجنة حماية الصحفيين، “إنها لمفارقة غريبة أن توجه السلطات الليبية دعوات لمراسلين صحفيين أجانب للمشاركة في جولات موجهة في العاصمة بينما تشن حملة اعتقالات ضد الصحفيين الليبيين الذين يتجرأون على التحدث مع وسائل البث الأجنبية. نحن نشعر بانشغال عميق بشان مصير ستة صحفيين ليبيين تم احتجازهم أو أنهم اختفوا منذ بدء الاضطرابات. نحن نحمل السلطات الليبية المسؤولية عن سلامة هؤلاء الصحفيين”.

اعتقلت قوات الأمن الليبية في يوم الأُثنين في طرابلس رئيسة نقابة الصحفيين الليبيين، سالمة الشعاب، ومراسلة صحيفة ‘الجماهيرية’ المؤيدة للحكومة، سعاد الطرابلسي، وذلك وفقاً لتقارير إخبارية. بيد أن صحفيين محليين أفادوا للجنة حماية الصحفيين أن سالمة الشعاب اختفت منذ نحو عشرة أيام بعد أن تحدثت مع قناة ‘الجزيرة’. ويعتقد أن عمليتي الاعتقال مرتبطتان بعمل الصحفيتين مع قناة الجزيرة، وذلك حسبما أوردت صحيفة ‘قورينا’ الليبية الخاصة. وأضافت صحيفة ‘قورينا’ أن قوات الأمن تشن حملة اعتقالات واسعة النطاق ضد الصحفيين الذين يتصلون بوسائل إعلام غير ليبية.

تم الإفراج عن المدون الليبي والكاتب السياسي جلال الكوافي في يوم السبت بعد أن طرد المتظاهرون القوات المؤيدة للقذافي من مدينة نبغازي، وكان الكوافي قد اعتقل قبل فترة وجيزة من يوم 17 شباط/فبراير، وذلك حسبما أفاد الصحفي المحلي من بنغازي، نعيم إبراهيم العشيبة، للجنة حماية الصحفييين. ولا يزال مكان وجود أربعة صحفيين على الأقل مجهولاً، وهم: عاطف الأطرش، وإدريس المسمار، ومحمد السهيم، ومحمد الأمين.

تواصل السلطات الليبية أيضاً التشويش على محطتي ‘الجزيرة’ و ‘الحرة’، فقد ظلت ترددات بث قناة الجزيرة تتعرض للتشويش بصفة متقطعة منذ 2 شباط/فبراير، وفقاً لما أوردته القناة، إلا أن التشويش ازداد بعد بدء التظاهرات المناهضة للحكومة في البلاد. وأوردت قناة الحرة أن بثها عبر قمر نايلسات يتعرض للتشويش.

وقال الصحفي نعيم العشيبة أن محطة إذاعة ‘صوت ليبيا الحرة’، والتي كانت تخضع سابقا لسيطرة الحكومة ولكنها أصبحت الآن بيد المحتجين، تلقت اتصالات هاتفية تهددها بإمكانية تعرضها لتفجير انتحاري. وقالت حنان جلال للجنة حماية الصحفييين، وهي ناشطة محلية من بنغازي وعضوة في المكتب الإعلامي للثوار الذي تشكل حديثاً في بنغازي، إن السلطات اليبية تحاول تشويش راديو ‘صوت ليبيا الحرة’

وفي مصراتة، والتي تبعد 200 كيلومتر عن طرابلس، حاولت طائرة مروحية في يوم الأثنين تدمير هوائيات البث التابعة لمحطة إذاعة محلية وقعت تحت سيطرة المحتجين، وذلك وفقاً لتقارير إخبارية دولية. وقد سيطر المحتجون المناهضون لنظام القذافي على المدينة في يوم الخميس، حسبما أوردت تقارير أخبارية. ومصراتة هي ثالث أكبر مدينة في ليبيا بعد طرابلس وبنغازي.