صحفي ليبي في عداد المفقودين بينما يتواصل القمع في ليبيا واليمن والعراق

نيويورك، 22 شباط/فبراير 2011 – تعرب لجنة حماية الصحفيين عن قلقها جراء التدهور المتلاحق في ظروف وسائل الإعلام في الشرق الأوسط، بما في ذلك اختفاء الصحفي الليبي الناقد عاطف الأطرش منذ بدء التظاهرات المناهضة للقذافي في 17 شباط/فبراير. ووفقاً لتقارير صحفية دولية، تم إيقاف خدمة الإنترنت بصفة متقطعة منذ يوم السبت، ويتواصل منع الصحفيين الأجانب من دخول البلاد. كما أوردت قناة “الجزيرة” أن التشويش على بثها مستمر في ليبيا. وفي اليمن قامت قوات الأمن بمصادرة النسخ المطبوعة من صحيفة يومية مستقلة، كما أصيب صحفي واحد على الأقل بجراح مع تحول التظاهرات إلى العنف. وفي العراق، أوردت التقارير أن ما يقارب 50 مسلحاً أطلقوا نيران أسلحتهم في مبنى تلفزيون مستقل، في حين أجبر موظفو صحيفة محلية على إخلاء مكاتبهم.

وقال روبرت ماهوني، نائب مدير لجنة حماية الصحفيين، “يجب على السلطات الليبية ومؤيديها أن يعلموا أنه لا يمكن التسامح مع ممارسة العنف ضد الصحفيين الذين يغطون أخبار الاضطرابات السياسية. ونحن نشعر بالقلق حيال سلامة جميع الصحفيين، وخصوصاً عاطف الأطرش”.

وقد أوردت قناة الجزيرة أن عاطف الأطرش اختفى يوم الخميس بعد أن قدّم الأخبار في بث مباشر على قناة “الجزيرة” من التظاهرات في بنغازي. وقد تحدث عن اعتقال “عدة صحفيين” في بنغازي، ثاني كبرى المدن  الليبية، ولكنه لم يقدم أية اسماء. وأضاف أثناء البث المباشر أنه تم قطع الخدمة عن هاتفه الخلوي، وتحدث عن شعوره بوجود محاولات واضحه لعزله، إلا أنه لم يحدد الجهة التي تقوم بملاحقته. ويساهم عاطف الأطرش في عدة مواقع إلكترونية ليبية بما فيها “ليبيا وطننا” و “ليبيا المستقبل”، حيث كثيرا ما ينشر مواد ينتقد فيها الحكومة الليبية. كما أنه كان يغطي الأخبار المحلية من بنغازي.

وفي حين منعت السلطات الليبية دخول الصحفيين الأجانب، قامت عدة مؤسسات إخبارية بإرسال مراسلين إلى الحدود المصرية الليبية، حيث ينتظرون أن تتاح الفرصة لدخول ليبيا، وذلك وفقاً لصحيفة “غارديان” البريطانية. وأفاد عدة صحفيين، من بينهم بن ويدمان من محطة “سي أن أن” الذي يغطي الأخبار من شرق ليبيا، أن خدمة الإنترنت ظلت تتعطل بصفة متقطعة منذ عدة أيام. وأوردت قناة “الجزيرة” في يوم الأثنين أنه تم قطع خطوط الهاتف الأرضية والخلوية، كما أوردت أن الحكومة تقوم بالتشويش على بث القناة انطلاقاً من مبنى تابع لقوات الأمن في جنوب طرابلس. وقد ظل بث القناة يتعرض للتشويش بصفة متقطعة منذ 2 شباط/فبراير، إلا أن التشويش اشتد بعد بدء التظاهرات المناهضة للحكومة في ليبيا.

كذلك ما زال الصحفيون يتعرضون لمضايقات في الوقت الذي تستمر فيه التظاهرات المناهضة للحكومة في اليمن والعراق. ففي يوم الأحد، أدخل إلى المستشفى الصحفي عبد الكريم سالم، مراسل الموقع الإلكتروني “سوِيس إنفو” الذي يتخذ من سويسرا مقرا له، وذلك جراء تعرضه للضرب على يد مناصرين للحكومة بينما كان يغطي التظاهرات المناهضة للحكومة أمام جامعة صنعاء. وفي يوم السبت قامت قوات الأمن بمصادرة نسخ صحيفة “اليقين” الأسبوعية المستقلة، وذلك بعد أن نشرت قائمة بأسماء المصابين والقتلى أثناء التظاهرات التي حدثت في اليمن، كما أوردت تغطية مكثّفة للتظاهرات الأخيرة.

تواصلت الاعتداءات على الصحافة في العراق أيضاً. ففي يوم الأحد، اقتحم خمسون مسلحاً محطة تلفزيونية مستقلة جديدة تتخذ من السليمانية مقراً لها، تدعى محطة “ناليا” للإذاعة والتلفزيون، وذلك وفقاً لما أورده مركز مترو للدفاع عن الصحفيين، وهي مجموعة محلية للدفاع عن حرية الصحافة. وقد بدأ تلفزيون “ناليا” البث في 17 شباط/فبراير عند بدء الاحتجاجات في السليمانية. وقد تم تدمير أجهزة البث بإطلاق الرصاص عليها وتخريبها، وفقا لما أورده مركز مترو. وأورد تلفزيون “برس تي في” الإيراني أن حارسين وعامل تنظيف تعرضوا لإصابات أثناء الاعتداء.

وقال توانا عثمان، مدير تلفزيون “ناليا” لمحطة برس تي في الإيرانية، “لقد أتوا وهم يرتدون ملابس عسكرية، كما كانوا يرتدون قبعات خاصة تخفي وجوههم، وكانوا يعلمون تماماً أين يطلقوا نيرانهم وماذا عليهم أن يدمروا، ثم قاموا بسكب بنزين وأشعلوا النيران بكل شيء.”

وأفاد رحمان غريب للجنة حماية الصحفيين، وهو صحفي محلي يعمل مع مركز مترو، “أعتقد أن الاعتداء على المحطة التلفزيونية مرتبط بسياستها التحريرية في تغطية التظاهرات وتوفير صوت للمتظاهرين”.

وفي 17 شباط/فبراير، اضطرت الصحيفة الكردية المستقلة “هولاتي” إلى إخلاء مكاتبها بعد ورود تهديدات من حراس بناية الحزب الديمقراطي الكردستاني، وذلك وفق ما أفاد به طارق فاتح، مدير الصحيفة، للجنة حماية الصحفيين. وقال، “إن مكاتبنا قريبة للمكان الذي تحدث فيه التظاهرات. وكان حراس مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني يصيحون من أمام باب الصحيفة بأننا خونة وأننا نقف وراء التظاهرات ونقودها”.