صحفيان مصريان يبلغان عن تعرضهما لمعاملة وحشية اثناء احتجازهما

نيويورك، 7 أيار/مايو 2012 – طالبت لجنة حماية الصحفيين اليوم المجلس الأعلى للقوات الملسحة في مصر أن يجري تحقيقات فورية بشأن التقارير حول تعرض صحفيين لمعاملة وحشية بينما كانا محتجزين لدى الجيش، وأن يقدم مرتكبي الاعتداء للعدالة.

قال الصحفيان أحمد رمضان وإسلام أبو العز، وهما يعملان مع صحيفة ‘البديل’ الإلكترونية اليومية، إنهما تعرضا لضرب وحشي على يد جنود يوم الجمعة بينما كانا يغطيان المصادمات التي جرت في حي العباسية في القاهرة، حسبما أوردت تقارير إخبارية. وقد جرى اعتقال الصحفيين ثم تعرضا لاعتداء على يد الشرطة العسكرية بينما كانا قيد الاحتجاز، حسبما أوردت صحيفة ‘البديل’.

 

وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “يجب على المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يجري بسرعة تحقيقا شاملا بشأن التقارير التي تشير إلى تعرض الصحفيين أحمد رمضان وإسلام أبو العز لتعذيب وحشي أثناء الاحتجاز. إن هذه التقارير تشير إلى أن السلطات العسكرية تفعل ما يحلو لها وبحصانة تامة من المساءلة. يجب على المجلس العسكري أن يُصدر رسالة واضحة بأنه لن يتغاضى عن مثل هذه الأفعال”.

 

احتُجز أحمد رمضان وإسلام أبو العز في التظاهرة من قبل بلطجية مسلحين مجهولين اعتدوا على الصحفيين باستخدام سيوف ثم سلموهما للجيش، حسب تقارير الأخبار. ثم اقتيدا إلى مكتب النيابة العامة العسكرية حيث تعرضا بصفة متكررة للضرب بالعصي والركل والإهانات، حسبما أفاد الصحفيان. وقد منعت الشرطة الصحفي أبو العز من الحصول على دواء يحتاجه، وصادرت المعدات التي كانت بحوزة الصحفيين، حسب تقارير الأخبار.

 

نقلت السلطات الصحفيين إلى سجن طرة الذي يقع في جنوب شرق القاهرة، حيث احتجزا في جناح يضم مئات المجرمين وتعرضا هناك لاعتداءات متكررة، حسبما أوردت صحيفة ‘البديل’. وأمرهما الجنود بأن يزحفا على بطنيهما ويديهما خلف ظهريهما بينما قام الجنود بضربهما وركلهما بصفة متكررة. وحدد الصحفيان هويتي ضابطين وزعما أنهما أشرفا على الاعتداءات.

 

وتعرض أحمد رمضان لكسور في أصابعه وفي يده اليمنى مما تطلب إجراء عملية جراحية له، كما أصيب برضوض في أنحاء متفرقة من جسده، حسبما أفادت الصحيفة. وأصيب إسلام أبو العز بجرح في رأسه تطلب غرزاً لإغلاقه إضافة إلى عدة رضوض في أنحاء متفرقة من جسده، حسبما أفادت الصحيفة.

 

وأفاد خالد البلشي، رئيس تحرير صحيفة ‘البديل’ للجنة حماية الصحفيين أن وكلاء النيابة العسكرية أمروا بحبس الصحفيين لمدة 15 يوما للتحقيق معهما بزعم اعتدائهما على وزارة الدفاع. ولكن أُفرج عن الصحفيين مساء يوم الأحد بعد احتجاجات نظمتها صحيفة ‘البديل’ ونقابة الصحفيين المصريين، حسبما أفاد البلشي.

 

وأفادت الصحفية عبير سعدي، وهي عضوة في مجلس نقابة الصحفيين، للجنة حماية الصحفيين أن السلطات أفرجت عن جميع الصحفيين الذين احتجزوا منذ يوم الجمعة نتيجة للاحتجاجات التي نظمتها النقابة بسبب احتجاز الصحفيين. وأضافت أن النقابة سوف ترفع شكوى شاملة ضد الجيش بشأن كافة الاعتداءات التي تعرض لها الصحفيون. وقال البلشي للجنة حماية الصحفيين إن صحيفة ‘البديل’ تخطط أيضاً لرفع شكوى.

 

وفي تطور منفصل، أوردت تقارير إخبارية معلومات بشأن اعتداءات أخرى ضد صحفيين في القاهرة وفي مدينة السويس. فقد تعرض المصور الصحفي سيد شاكر الذي يعمل مع الصحيفة اليومية المستقلة ‘المصري اليوم’ للضرب في يوم الجمعة على يد عنصرين من الجيش بينما كان يصور مقر مديرية الأمن في السويس، حسبما أفادت الصحيفة. وأضافت الصحيفة أن الصحفي احتُجز لفترة وجيزة. وفي يوم السبت اعتدى عناصر من الجيش يرتدون ملابس مدنية على المصور الصحفي المستقل حمادة الرسام، الذي يساهم بصور لوكالة ‘أسوشيتد برس’، حيث لاحقه الجنود واعتدوا عليه بالضرب وصادروا الكاميرا التي كانت بحوزته ووبخوه على قيامه بتصويرهم، حسبما أفاد حمادة الرسام للجنة حماية الصحفيين. وقال الصحفي إنه كان يغطي الاحتجاجات التي جرت أمام المحكمة العسكرية في القاهرة.

 

وقد وثّقت لجنة حماية الصحفيين ما لا يقل عن 18 حالة من الاعتداءات والاحتجاز ضد الصحفيين في القاهرة خلال ثلاثة أيام. وقد شهد الأسبوع الماضي أوسع سلسلة من الاعتداءات ضد الصحفيين في مصر منذ أن وثقت لجنة حماية الصحفيين موجة الاعتداءات التي جرت في شباط/فبراير. وفي شهري كانون الأول/ديسمبر و تشرين الثاني/نوفمبر وحدهما وثقت لجنة حماية الصحفيين 50 اعتداءً ضد الصحافة خلال المصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن في مصر.