لجنة حماية الصحفيين تستنكر تواصل الاعتداءات على الصحافة في ليبيا واليمن ومصر

نيويورك، 9 آذار/مارس 2011 -تعرب لجنة حماية الصحفيين عن انشغالها جراء الاعتداء الذي جرى يوم الثلاثاء على فندق أوزو في مدينة بنغازي الواقعة في شرق ليبيا والتي تخضع لسيطرة الثوار. فقد ألقى مهاجمون مجهولون في وقت مبكر من الصباح مواد متفجرة على الفندق الذي كان مقرا رئيسيا للصحفيين في المدينة، وذلك وفقاً لتقارير إخبارية دولية. كما احتجزت السلطات الليبية عددا من الصحفيين الأجانب في عدة مدن في ليبيا، وقد تم الإفراج عنهم جميعاً في وقت لاحق. وفي اليمن، تعرض مراسل صحفي لاعتداء، كما تم توجيه تهديدات ضد قناة الجزيرة. وفي مصر، قام عناصر أمن بضرب صحفي محلي مما أدى إلى إصابته بجراح.

في الساعات المبكرة من صباح يوم الثلاثاء، ألقى مهاجمون مجهولون قنبلة يدوية في بهو فندق أوزو في وسط بنغازي ولاذوا بالفرار، وقال شهود عيان إن المهاجمين قد يكونوا من عناصر الحرس الثوري الليبي، وذلك وفقاً لتقارير إخبار ية دولية وإقليمية. وأوردت وكالة الأنباء الألمانية ‘دي بي آيه’ أن الهجوم لم يؤدي إلى خسائر في الأرواح أو إصابات. وقال متحدث باسم محطة إذاعة ‘بي بي سي’ يوم الثلاثاء إن السلطات احتجزت ثلاثة من العاملين في المحطة حيث أمضوا ليلتهم في الاحتجاز ثم أفرج عنهم، ولم تعلن المحطة عن أية معلومات إضافية. ونقلت وكالة ‘رويترز’ عن المتحدث باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم، قوله “لا يوجد لدى الجيش أية خبرات في التعامل مع وسائل الإعلام، فهو منهمك في عمليات أرضية، ولا يريد أن يتواجد الإعلام في ساحة العمليات”.

وقال روبرت ماهوني، نائب مدير لجنة حماية الصحفيين، “لقد وجهت حكومة العقيد القذافي دعوة إلى صحفيين لزيارة طرابلس، ولا يجوز لها أن تنتقي ما يمكنهم تغطيته وما يجب عليهم تجاهله. إن الاعتداء على فندق أوزو يسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها الصحفيون الذين يغطون هذا النزاع. يجب على الجهات المسؤولة عن الأمن في بنغازي والمناطق الأخرى الخاضعة للثوار أن تضمن سلامة الصحفيين”. وأضاف ماهوني، “إن الصحفيين الأجانب، وخصوصاً في طرابلس، موجودون بناء على دعوة من السلطات، فمن غير المعقول أن تقوم السلطات ذاتها بمنعهم عن القيام بعملهم”.

وفي اليمن، قام عناصر من الشرطة في صنعاء بالاعتداء جسديا على مراسل قناة ‘العربية’ جمال نعمان بينما كان يغطي اعتصاما نظمه عمال النظافة في العاصمة في يوم الأثنين، وذلك وفقاً لما أفاد به صحفيون محليون للجنة حماية الصحفيين. وحاول عناصر الشرطة مصادرة الكاميرا التي كانت بحوزة الصحفي، ولكنهم لم يفلحوا في ذلك. وفي يوم الثلاثاء، اتصل شخص مجهول الهوية بمراسل قناة ‘الجزيرة’ في اليمن، أحمد الشلفي، وهدده بأنه سيتم اختطاف أطفاله إذا لم يتوقف عن تغطيته الإخبارية الناقدة، وذلك وفقاً لما أفاد به صحفيون محليون للجنة حماية الصحفيين. وتأتي هذه التهديدات على أثر التغطية الإخبارية التي أوردها الشلفي بشأن الاضطرابات التي وقعت في السجن المركزي. وقال المتصل المجهول، “هل تريدنا أن نفرج عن السجناء حتى يعتدوا عليك؟” وكان الشلفي قد تلقى في السابق تهديدات شبيهة بعد أن قام بتغطية صحفية حول التظاهرات واسعة النطاق التي تطالب بتخلي الرئيس اليمني عن السلطة.كما تلقى الصحفيان عبد الحق صداح وأحمد زيدان اللذان أوفدتهما قناة ‘الجزيرة’ مؤخرا لتغطية الاضطرابات في اليمن، تهديدات شبيهة تطالبهما بمغادرة البلاد،وذلك وفقاً لصحفيين محليين.

وقال مروان دماج، الأمين العام لنقابة الصحفيين اليمنيين، في بيان صحفي إنه يشعر بخيبة الأمل لأن السلطات تجاهلت الشكاوى التي رفعتها نقابة الصحفيين وتلك التي رفعها صحفيون أفراد بشأن مثل هذه التهديدات.

وفي يوم الأحد، تعرض محمد السيد سليمان، مراسل الصحيفة اليومية المستقلة ‘المصري اليوم’ لاعتداء وحشي في بلدة الغردقة الواقعة على البحر الأحمر، وذلك على يد عناصر تابعين لمباحث أمن الدولة. وكان الصحفي يصور عناصر أمن أثناء قيامهم بحرق وثائق تابعة لمباحث أمن الدولة في منطقة ‘الأحياء’ في ضواحي الغردقة، وحينها قام بعض العناصر بتهديده بالقتل مما دفعه للفرار من المكان، ولكن قام أربعة من عناصر الأمن بملاحقته وأمسكوا به وقاموا بضربه على رأسه باستخدام قارورة زجاجية. ووفقاً للصحيفة، كان الصحفي قد تلقى إخبارية حول قيام ضباط بحرق وثائق بعد حدوث عمليات شبيهة في مدن وبلدات مصرية عديدة. وقد أغمي على الصحفي بسبب الضرب، وقام ثلاثة من عناصر الأمن بنقله إلى عيادة خاصة حيث تلقى علاجاً طبياً.

ومنذ حدوث الاعتداء، أصدر النائب العام في مصر أمرا بإغلاق جميع مرافق مباحث أمن الدولة، وعلّق نشاطات هذا الجهاز الأمني السري الذي ظل مرهوب الجانب على نطاق واسع.

وقال روبرت ماهوني، “من الضروري أن تقوم السلطات في اليمن وفي مصر بإجراء تحقيقات فورية وموثوقة بشأن الاعتداءات التي تزداد خطورة ضد الصحفيين. ومن شأن الامتناع عن إجراء تحقيقات أن يعرض وسائل الإعلام لخطر التعرض لمزيد من العنف”.