تعليق على الصورة صحفي قناة ’الجزيرة‘، وائل الدحدوح، يمسك بيد ابنه حمزة، الذي يعمل مع قناة ’الجزيرة‘ أيضاً، والذي قُتل في قصف إسرائيلي في جنوب غزة في 7 كانون الثاني/ يناير 2024. وكان وائل الدحدوح قد فقد زوجته واثنين من أبنائه وحفيداً في تشرين الأول/ أكتوبر. (الصورة: وكالة ’أسوشيتد برس‘/ حاتم علي)

لجنة حماية الصحفيين تدعو إلى إجراء تحقيق لتحديد ما إذا كان الصحفيان حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا قد استُهدفا بالقصف

نيويورك، 7 كانون الثاني/ يناير 2024 – دعت لجنة حماية الصحفيين إلى إجراء تحقيق مستقل بشأن عملية قصف شنتها طائرة مسيرة إسرائيلية وأدت إلى مقتل الصحفي حمزة الدحدوح الذي يعمل في قناة ’الجزيرة‘، وهو نجل وائل الدحدوح رئيس مكتب القناة في غزة، ومقتل الصحفي المستقل مصطفى ثريا، وذلك في يوم الأحد بينما كانا يستقلان سيارة أثناء مهمة صحفية في جنوب غزة.

وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “يجب إجراء تحقيق مستقل في مقتل حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا وإخضاع المسؤولين عن قتلهما للمساءلة. ويجب أن ينتهي القتل المستمر للصحفيين وأفراد عائلاتهم على يد الجيش الإسرائيلي، فالصحفيون مدنيون وليسوا أهدافاً”.

خسر وائل الدحدوح خمسة من أفراد عائلته في هجمات إسرائيلية، ففي 25 تشرين الأول/ أكتوبر، قُتل كل من زوجته وابنته وابنه وحفيده في غارة جوية وقعت في مخيم النصيرات للاجئين في وسط غزة، وفقاً لبيان من قناة ’الجزيرة‘ ومن موقع ’بوليتيكو‘ الإخباري الأمريكي. وقال شريف منصور، “إن عائلة الدحدوح وزملاءها الصحفيين في غزة يعيدون كتابة ما يعنيه أن يكون المرء صحفياً اليوم، وذلك بشجاعة هائلة وتضحيات لم نشهدها من قبل”.

كان حمزة الدحدوح صحفياً ومصوراً في قناة ’الجزيرة‘، وقُتل بمعية مصطفى ثريا، وهو مصور فيديو مستقل عمل مع وكالة الأنباء الفرنسية، وفقاً لتقارير إخبارية متعددة. وأصيب رجل آخر على الأقل بجراح في عملية القصف التي جرت خارج خان يونس، وفقاً لتقارير إخبارية.

وكانت لجنة حماية الصحفيين قد أعربت مراراً عن قلقها إزاء الاستهداف الظاهر للصحفيين الذين يغطون أخبار الحرب. وقد أجرت منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومان رايتس ووتش ووكالة ’رويترز‘ الإخبارية ووكالة الأنباء الفرنسية تحقيقات بشأن غارة جرت في 13 تشرين الأول/ أكتوبر في جنوب لبنان وأدت إلى مقتل المصور عصام عبدالله الذي يعمل مع وكالة ’رويترز‘ وإصابة ستة صحفيين آخرين، ووجدت التحقيقات أن الهجوم كان على الأرجح اعتداءً متعمداً من قوات الدفاع الإسرائيلية ضد مدنيين، مما يشكل جريمة حرب.

وقال شريف منصور، “تقول إسرائيل إنها لا تستهدف الصحفيين، ولكن عليها أن توضح ما إذا كانت قد استخدمت إحدى طائراتها المسيرة لشن هجوم دقيق على هذين الصحفيين، ولماذا شنت هجمات على صحفيين من قبيل الصحفي عصام عبدالله الذي يعمل مع وكالة ’رويترز‘ وذلك بينما كان يرتدي سترة عليها شعار ’صحافة‘ وبعيداً عن أي قتال مباشر”.

وقد أرسلت لجنة حماية الصحفيين رسالة إلكترونية لطلب تعليق حول هذا الأمر إلى مكتب أمريكا الشمالية في جيش الدفاع الإسرائيلي، إلا أن اللجنة لم تتلقَ رداً سريعاً.

لقد أدت حرب إسرائيل على غزة إلى خسائر غير مسبوقة في صفوف الوسط الإعلامي، فقد قُتل عشرات الصحفيين وأفراد عائلاتهم منذ بدء القتال في 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وقُتل خلال الأسابيع الـ 10 الأولى للنزاع عدد من الصحفيين يفوق أي عدد للصحفيين القتلى في بلد واحد على امتداد سنة بأكملها، حسب بيانات لجنة حماية الصحفيين.

ملاحظة من المحرر: منذ صدور هذا البيان، قال ناطق باسم قوات الدفاع الإسرائيلية لصحيفة ’تايمز أوف إسرائيل‘ إن الدحدوح وثريا كانا يستقلان سيارة بصحبة “إرهابي كان يشغّل طائرة مسيرة بطريقة شكلت خطراً على قوات الدفاع الإسرائيلية”. وفي مقابلة أجرتها محطة ’إن بي سي نيوز‘ الإخبارية الأمريكية، جرى سؤال ناطق باسم قوات الدفاع الإسرائيلية فيما إذا كان يوجد أي دليل يدعم هذا الزعم أجاب بأن الحادثة “مؤسفة” وأن التحقيق ما زال جارياً. وأفادت قناة ’الجزيرة‘ لمحطة ’إن بي سي نيوز‘ أن مصطفى ثريا كان يعمل مشغلاً مستقلاً لطائرة مسيرة صغيرة تستخدم لتغطية الأخبار، ولكن الصحفيين المعنيين لم يكونوا يستخدمون تلك الطائرة المسيرة أثناء وجودهم في السيارة في طريق عودتهم إلى رفح.