نيويورك، 4 أيار/مايو 2012 – تعرض ما لا يقل عن 18 صحفياً لاعتداءات وإصابات أو الاحتجاز خلال الأيام الثلاثة الماضية بينما كانوا يغطون المصادمات بين متظاهرين وبين بلطجية وعناصر من الجيش باللباس العسكري أمام وزارة الدفاع في حي العباسية في القاهرة، حسب تقارير الأخبار.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “لا يجوز أن تقف السلطات مكتوفة الأيدي بينما يتعرض الصحفيون للضرب – وأحيانا بقسوة شديدة مما عرض حياتهم للخطر. نحن نطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يحكم البلاد أن يكشف عن المهاجمين وأن يقدمهم للعدالة فوراً، وكذلك أن يفرج عن جميع الصحفيين المحتجزين. ويجب السماح للصحفيين بالقيام بعملهم دون تعرضهم لخطر الاعتداء الجسدي أو الاحتجاز”.
وقعت في يوم الأربعاء مصادمات عنيفة أمام وزارة الدفاع بين متظاهرين من جانب وبين بلطجية مسلحين وعناصر من الجيش باللباس العسكري من جانب آخر، وأدت إلى مقتل 11 شخصاً على الأقل وإصابة مئات الأشخاص بجراح، حسب تقارير الأنباء. بدأت التظاهرات كاعتصام للاحتجاج على إقصاء مرشح للانتخابات الرئاسية، ولكن انضمت للاعتصام جماعات أخرى بعد فترة وجيزة. وكان الدافع الرئيسي لتظاهرات اليوم هو الاحتجاج على الخسائر في الأرواح التي حدثت في المصادمات التي جرت يوم الأربعاء، حسب تقارير الأخبار. وقد تدخل الجيش اليوم لإخراج المتظاهرين من ميدان العباسية؛ وإضافة إلى عناصر الجيش الذين يرتدون ملابس عسكرية، شارك في الاعتداء على المتظاهرين بلطجية مجهولو الهوية يحملون بنادق وهراوات، حيث أطلقوا رصاص حي وطلقات خرطوش على مئات الأشخاص واعتدوا عليهم، حسب تقرير الأنباء.
وقد أصيب الصحفي محمد رأفت بأسوأ إصابة، وهو يعمل مراسلا للموقع الإلكتروني الإخباري ‘مصرواي’، فقد تعرض للضرب وأصيب بلطقات خرطوش أطلقها ثلاثة رجال مسلحين مجهولي الهوية شاهدوه وهو يصورهم بينما كانوا يعتدون على المتظاهرين في يوم الأربعاء في العباسية، حسبما أورد موقع ‘مصراوي’. وصادر المعتدون الثلاثة الكاميرا التي كانت بحوزته واستمروا بضربه لمدة ساعة، حسبما أفاد محمد رأفت في مقابلة عبر الهاتف من سريره في المستشفى مع قناة ‘أون تي في’ التلفزيونية الخاصة. ونشر موقع ‘مصراوي’ عدة صور للصحفي بعد الاعتداء، وتُظهر أن الصحفي تعرض لضرب مبرح. وقد أصيب بعدة جراح في الرأس والظهر والوجه والزند، حسبما أفاد الصحفي. وقد نُقل الصحفي إلى المستشفى حيث تلقى 25 غرزة لإغلاق جرح في رأسه، حسبما أفاد في المقابلة.
واليوم، كان المصور الصحفي عبد الرحمن يوسف الذي يعمل مع الموقع الإلكتروني الإخباري ‘حقوق’ يلتقط صوراً للمصادمات حينما هاجمه رجل يحملاً سكيناً وقطع جزءاً من إذنه، حسبما أورد موقع ‘حقوق’. ولم يتمكن المصور من التوجه إلى المستشفى لأن الجيش كان يحاصر الميدان ومنع أي شخص من الخروج، حسب تقرير موقع ‘حقوق’.
واعتقلت السلطات اليوم الصحفيين أحمد رمضان وإسلام أبو العز، ويعملان مع صحيفة ‘البديل’ اليومية المستقلة، وذلك بينما كانا يغطيان المصادمات في العباسية، حسبما أوردت الصحيفة. وقد تعرض الصحفيان لاعتداء وتم احتجازهما من قبل بلطجية مجهولي الهوية قاموا بتسليمهما للجيش، حسبما أفاد تقرير الصحيفة. ونُقل الصحفيان في سيارة عسكرية إلى مكتب النيابة العسكرية، حسبما قال محرر الصحيفة، خالد البلشي، على حسابه على موقع تويتر.
واحتجزت السلطات اليوم طاقما مؤلفاً من سبع مصورين ومراسلين يعملون مع قناة ‘مصر 25’ الفضائية بينما كانوا يغطون المصادمات (وهم أحمد لطفي، وحسن خضري، وأحمد فاضل، ومصعب حامد، وأحمد عبد العليم، ومحمد ربيع، ومحمد أمين)، حسبما أفادت القناة في بث حي. وقال أحمد عبد العليم للقناة إنه نُقل مع 70 شخصاً آخرين في مركبة تابعة لقوات الأمن وأن المحتجزين تعرضوا لضرب مبرح أثناء نقلهم، حسبما أفادت القناة.
أصيبت المصورة الصحفية البلجيكية فيرين نيوجين بإصابة في وجهها بينما كانت تغطي المصادمات في العباسية اليوم، وهي تعمل مع صحيفة ‘إيجبت إنديبندنت’ المصرية اليومية الناطقة بالإنجليزية، وقد نُقلت الصحفية إلى مستشفى عين شمس لتلقي العلاج، حسب تقارير الأنباء. بعد ذلك دخلت قوات عسكرية إلى المستشفى واعتقلت المصورة الصحفية ونقلتها إلى مكتب نيابة أمن الدولة، حسبما أفاد عدة صحفيين محليين عبر موقع تويتر. وقد تم التحقيق معها ثم أفرج عنها بعد ثلاث ساعات، وفقا للمصادر ذاتها. كما اعتقلت السلطات الصحفي محمد الشامي الذي يعمل مع صحيفة ‘المصري اليوم’، حسبما أفادت عضوة مجلس نقابة الصحفيين المصرين، عبير سعدي، لصحيفة ‘البديل’.
وقامت الشرطة العسكرية اليوم بضرب الصحفي عبد الرحمن مشرف مراسل صحيفة ‘الوطن’ اليومية، وهي أحدث صحيفة مصرية، ثم احتجزته بينما كان يغطي المصادمات في العباسية، وهو ما يزال محتجزاً، حسبما أوردت الصحيفة. كما نُقل ثلاثة صحفيين آخرين يعملون في الصحيفة نفسها إلى المستشفى جراء إصابتهم بالاختناق أثناء تغطيتهم للمصادمات بسبب الغاز المسيل للدموع، وهم محمد كامل وأحمد عبده وأحمد بهنسي، حسبما أفادت الصحيفة.
وكان محمد كامل قد تعرض أيضاً لاعتداء من قبل مجموعة من المتظاهرين بينما كان يغطي المصادمات يوم أمس، حسبما أفادت صحيفة ‘الوطن’. وأضافت الصحيفة أن مصورها محمد عمرو أُصيب بحجارة ألقاها مهاجمون مجهولون بينما كان يلتقط صورا للمصادمات يوم أمس. وقد تطلب علاجه ثلاث غرز لإغلاق جرح أصيب به.
وتعتبر الاعتداءات وعمليات الاحتجاز التي جرت في هذا الأسبوع في مصر أكبر موجة اعتداءات على الصحافة منذ أن وثّقت لجنة حماية الصحفيين تصاعد الاعتداءات على الصحافة في شباط/فبراير في القاهرة والسويس. وفي شهري كانون الأول/ديسمبر وتشرين الثاني/نوفمبر وحدهما، وثقت لجنة حماية الصحفيين 50 اعتداءً على الصحافة خلال مصادمات بين متظاهرين وقوات الأمن في مصر.