نيويورك، 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2001 – أدت المصادمات بين قوات الأمن والمتظاهرين في القاهرة ومدن مصرية أخرى إلى ما لا يقل عن 17 اعتداء ضد الصحافة خلال اليومين الماضيين، بما في ذلك إطلاق رصاص واعتقالات والضرب أثناء الاحتجاز من قبل عناصر أمن لم تحدد هوياتهم. تعرب لجنة حماية الصحفيين عن شجبها لهذه الاعتداءات وتطالب السلطات المصرية بإنهائها فوراً.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “يجب السماح للصحفيين القيام بعملهم دون تعرضهم للاعتداء. وعلاوة على ذلك، ثمة التزام على النيابة العامة بالتحقيق في مزاعم الأساءات التي يرتكبها الجيش والشرطة ضد الصحفيين”.
منذ يوم السبت، ظل ميدان التحرير في القاهرة محتلاً من قبل متظاهرين يطالبون بإنهاء الحكم العسكري. وقد تصدت لهم قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي والرصاص المطاطي وإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع والاعتداء على عشرات الأشخاص، وفقاً لتقارير إخبارية. وبحلول يوم الأثنين، بلغ عدد القتلى 33 شخصاً على الأقل إضافة إلى آلاف الأشخاص أصيبوا بجراح نتيجة للمصادمات، حسبما أوردت عدة وسائل إعلامية.
وأصيب اليوم المصور الصحفي ماهر إسكندر الذي يعمل في صحيفة ‘اليوم السابع’ اليومية برصاصة في فخذه الأيسر بينما كان يصور المصادمات في ميدان التحرير، حسبما أفادت الصحيفة. وقد تم نقل ماهر إسكندر إلى مستشفى ميداني قريب من ميدان التحرير.
وقد اعتدت وحدات تابعة للجيش والشرطة 10 صحفيين على الأقل في ميدان التحرير والشوارع المحيطة به في يوم الأحد حسبما أفاد كارم محمود، الأمين العام لنقابة الصحفيين المصريين، للجنة حماية الصحفيين. ومن بين الصحفيين الذين تعرضوا لاعتداءات: رشا عزب، محررة الصحيفة المستقلة ‘الفجر’؛ وعمر الزهيري ومعتز زكي، وهما مصوران يعملان في الصحيفة اليومية المستقلة ‘التحرير’؛ ومحمود الحفناوي، وهو محرر يعمل في صحيفة ‘اليوم السابع’؛ ومحمد كامل، وهو محرر يعمل في الصحيفة اليومية المستقلة ‘المصري اليوم’، وأدنوب عماد وطارق وجيه وأحمد عبد الفتاح، وهم مصورون يعملون مع صحيفة ‘المصري اليوم’؛ وعمر جمال، وهو محرر موقع الإنترنت ‘الحرية والعدالة’ التابع لحركة شبابية ناشئة؛ وسعد عبيد، وهو مصور مستقل.
وأفادت نقابة الصحفيين المصريين أن أحمد عبد الفتاح الذي أصيب في عينه، ورشا عزب ما زالا في المستشفى يتلقيان العلاج. وأضافت النقابة أن عمر جمال ومعتز زكي احتجزا لعدة ساعات.
وفي الإسكندرية، اعتدت الشرطة على ستة صحفيين في يوم الأحد من بينهم الصحفي سرحان سنارة الذي احتجز لمدة ست ساعات حيث تعرض للضرب بصفة متكررة، حسبما أفاد كارم محمود للجنة حماية الصحفيين. ويعمل الصحفي في صحيفة ‘أخبار اليوم’ وقد تم احتجازه والاعتداء عليه من قبل عناصر أمن مجهولي الهوية حيث تعرض للضرب باستخدام هرواه، حسبما أفاد الأمين العام لنقابة الصحفيين المصريين. ويتماثل الصحفي للشفاء حاليا في منزله.
أما الصحفيو الخمسة الآخرون الذين تعرضوا لاعتداءات في الإسكندرية وإصيبوا بجراح فهم: أحمد طارق، وهو محرر في وكالة الشرق الأوسط للأنباء؛ وأحمد رمضان، وهو مصور في صحيفة ‘التحرير’؛ ومحمد فؤاد وعصام عامر وهما على التوالي مدير مكتب الإسكندرية ومحرر في صحيفة ‘الشروق’؛ ورافي محمد شاكر، وهو مصور في صحيفة ‘الشروق’، وذلك حسبما أفادت نقابة الصحفيين للجنة حماية الصحفيين وفي بيان صحفي أصدرته اليوم.
ولم تتمكن لجنة حماية الصحفيين من تحديد النوع المحدد للاعتداءات التي تعرض لها الصحفيون، كما لم تتمكن من تحديد طبيعة الجراح التي أصيبوا بها.
وقد قدم الصحفيون الستة الذين تعرضوا لاعتداءات في الإسكندرية شكوى رسمية اليوم إلى النيابة العامة حيث اتهموا مديرية الأمن في الإسكندرية بالمسؤولية عن الاعتداءات البدنية، حسمبا أفادت وسائل إعلام محلية. وتقول الشكوى إن الصحفي سرحان سنارة تعرض للضرب بصفة متكررة قبل قيامه بإبراز بطاقة اعتماده الصحفية وبعد إبرازها. كما تم منعه من تناول دواء كان بحوزته أثناء احتجازه، حسبما أفادت التقارير.
ولم تقدم القيادة العسكرية أية توضيحات بشأن الاعتداءات على الصحفيين.