السلطات المصرية تفرض تعتيماً إعلامياً، والشرطة تستهدف الصحفيين

نيويورك، 28 كانون الثاني/يناير 2011 – اتخذت السلطات المصرية خطوات غير مسبوقة بحجب التغطية الإعلامية للتظاهرات الاحتجاجية واسعة النطاق المناهضة للحكومة، والتي دخلت يومها الرابع. وتعرب لجنة حماية الصحفيين عن استنكارها للتعتيم الإعلامي الذي فرضته السلطات المصرية وتطالبها بإعادة خدمات الإنترنت والهواتف الخلوية، وإنهاء استهداف الصحافة، وإتاحة المجال لوسائل الإعلام للقيام بعملها بحرية

شهدت مصر منذ يوم الثلاثاء تظاهرات واسعة النطاق احتجاجاً على الفقر والفساد وطالبت بإجراء إصلاحات ديمقراطية. وقامت السلطات بتعليق خدمات الإنترنت والهواتف الخلوية، وذلك وفقاً لتقارير إخبارية و شركات الهواتف، وذلك سعياً منها لحجب التغطية الإعلامية ووسائل الاتصال بين المتظاهرين. كما واصلت قوات الأمن اليوم اعتداءاتها الجسدية العنيفة ضد الصحفيين.

وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “نحن نشعر بقلق شديد حيال جهود الحكومة لفرض تعتيم إعلامي في مصر. وكذلك فقد أخذ عنف قوات الأمن يتزايد ضد المتظاهرين وضد الصحفيين. ويبدو أن السلطات المصرية لم تتعلم شيئاً من التجربة التونسية التي جرت قبل أسبوعين فقط”.

وتعمل لجنة حماية الصحفيين على تتبّع الكيفية التي تقوم بها الحكومة المصرية بإيقاف خدمات الإنترنت والرسائل النصية الهاتفية. انظر المقال الذي كتبه منسق نشاطات المناصرة عبر الإنترنت في لجنة حماية الصحفيين، داني أوبراين، على هذا الرابط.

وقال مراسل قناة الجزيرة، سمير علي، في بث مباشر “لا يمكن أن يوجد تعطيل لعمل الصحفيين يفوق التعطيل الناجم عن توقف خدمات الهواتف الخلوية والرسائل النصية؛ وهذا الأمر بحد ذاته يمثل اعتداء على الصحفيين وحريتهم في تغطية الأحداث التي تهز مصر حالياً”.

وفيما يلي قائمة باعتداءات استهدفت فيها قوات الأمن صحفيين:

  • أصيب مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أسد الله الصاوي، بجراح عندما قام عناصر من قوات الأمن بضربه على ظهره ورأسه، وذلك وفقاً لما أفادت به خدمة بي بي سي باللغة العربية للجنة حماية الصحفيين. وقد نقل الصاوي للمستشفى وهو يتماثل للشفاء. (انظر هنا شريط فيديو أذاعته هيئة الإذاعة البريطانية للصحفي يصف فيه تعرضه للضرب).
  • تم احتجاز الصحفي المخضرم في قناة الجزيرة، أحمد منصور، لمدة تزيد عن ساعة من باحة نقابة الصحفيين في القاهرة، وذلك وفقاً لما أوردته قناة الجزيرة. وأفادت القناة التي تتخذ من قطر مقرا لها أنه تم منع عدة صحفيين من دخول مصر عبر مطار القاهرة الدولي، بما في ذلك مراسلها ياسر أبو هلاله.
  • احتجزت السلطات أربعة صحفيين فرنسيين بينما كانوا يغطون التظاهرات في القاهرة، وذلك وفقاً لتقارير إخبارية. ويعمل هؤلاء الصحفيون مع صحيفة “فيغارو” و “جورنال دو ديمانش”، ووكالة “سيبا” للتصوير، وصحيفة “باريس ماتش”.
  • تعرّض صحفيون يعملون مع محطة “سي أن أن” لاعتداء كما جرت مصادرة معداتهم بينما كانوا يغطون التظاهرات في الشوارع، وذلك وفقاً لما أوردته المحطة. فقد أحاط عناصر من قوات الأمن يرتدون ملابس مدنية بالمراسل الدولي لمحطة “سي أن أن”، بين ويدمان، ومصورة برفقته هي ماري روجرز، ثم قاموا بالاعتداء عليهما ومصادرة كاميرات كانت بحوزتهما.

وأفاد جمال فهمي، وهو عضو في نقابة الصحفيين المصريين، للجنة حماية الصحفيين أن المصورين كانوا مستهدفين بصفة واضحة منذ بدء التظاهرات في يوم الثلاثاء. وقال، “ثمة نزعة واضحة بالاعتداء على المصوريين الفواتوغرافيين والمصورين العاملين في المحطات التلفزيونية ومصادرة معداتهم أو مسح بطاقات تخزين البيانات منها، وذلك لتحقيق هدف واضح: التدخل في محتوى الصور والأفلام التي يتم التقاطها أثناء التظاهرات”.

ملاحظة من المحرر: سيتم تحديث هذا التنبيه مع توارد الأخبار والتطورات. يرجى النقر على هذا الرابط للاطلاع على أحدث الأخبار.