نيويورك، 26 كانون الثاني/يناير 2011– تعرب لجنة حماية الصحفيين عن استنكارها لاستخدام العنف ضد الصحفيين الذين يعملون على تغطية التظاهرات الاحتجاجية في مصر. فقد قام عناصر من قوات الأمن يرتدون ملابس مدنية وملابس رسمية بضرب ما لا يقل عن 10 صحفيين ما بين يوم الثلاثاء وهذا اليوم، كما اعتقلت الشرطة صحفيين آخرين. وقامت السلطات المصرية أيضاً بإغلاق المواقع الإلكترونية التابعة لصحيفتين مستقلتين رائجتين إضافة إلى عدد من المواقع الإعلامية الاجتماعية.
بدأت التظاهرات يوم الثلاثاء بعد أن دعت حملة على شبكة الإنترنت إلى الخروج في “يوم غضب” وطني عبر تنظيم تظاهرات مناهضة للحكومة، وذلك وفقاً لما أوردته تقارير إخبارية. وكانت هذه التظاهرات هي الأكبر منذ تظاهرات الخبز التي جرت في عام 1977.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفين، “نحن ندعو السلطات المصرية إلى إنهاء جميع أشكال العنف ضد وسائل الإعلام، والإفراج عن الصحفيين المحتجزين، ورفع الرقابة عن المواقع الإلكترونية”.
وقد قامت السلطات الرسمية بحجب ما لا يقل عن موقعين لصحيفتين إلكترونيتين محليتين، وهما “الدستور” و “البديل”، وذلك وفقا لما أفاد به صحفيون محليون للجنة حماية الصحفيين.وأوردتتقارير إخبارية متعددة أن الحكومة حجبت الموقعين الاجتماعيين “تويتر” و “فيسبوك” إضافة إلى موقع “بامبوسر” المتخصص بعرض أفلام الفيديو، إلا أن مصادر لجنة حماية الصحفيين على الأرض أفادت أن إمكانية الوصول إلى موقع فيسبوك متقطعة. وقال جمال عيد للجنة حماية الصحفيين، وهو المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان التي تتخذ من القاهرة مقرا لها، “إن ذلك يمثل محاولة للتعتيم على المعلومات ولإيقاف استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية ووسائل الاتصال بهدف حجب أولئك المطالبين بالديمقراطية”.
وقد تم استهداف الصحفيين المحليين والدوليين على نطاق واسع أثناء التظاهرات، فقد تعرض ستة صحفيين على الأقل يعملون مع صحيفة “المصري اليوم” لاعتداءات على يد قوات الأمن، وهم: أحمد الهواري، ومصطفى المرصفاوي، ونشوى الحوفي، وهشام عمر عبد الحليم، ومها البهنساوي، وذلك وفقا لما أوردته هذه الصحيفة اليومية المستقلة. كما جرى الاعتداء على لينا عطاالله، مديرة تحرير النسخة الإنجليزية من صحيفة “المصري اليوم”، فبينما كانت تغطي التظاهرات في وسط القاهرة أطلقت الشرطة مدافع المياه والغازالمسيل للدموع. وقالت لينا عطاالله للجنة حماية الصحفيين، “بدأت بالركض ولكن أمسك بي أربعة من عناصر الشرطة وشدوني من شعري وبدأوا بركلي على وجهي وظهري. وحاولت إخبارهم بأنني صحفية ولكنهم كانوا منشغلين بالضرب والركل”. وقد انكسرت النظارات التي كانت ترتديها كما صادرت الشرطة هاتفين محمولين كانا بحوزتها.
وتعرض مراسل قناة “الجزيرة” مصطفى كفافي للضرب أيضاً، وقال كفافي للجنة حماية الصحفيين اليوم “سقطت في الشارع وبدأت بالصراخ ‘دعوني أذهب، فأنا صحفي’ ولكنهم لم يكترثوا”. وأضاف بالقول، “لم يدعوني وشأني إلا عندما عرفوا أنني أعمل مع قناة الجزيرة”. ووفقا لتقارير إخبارية محلية، تعرض صحفيان آخرانللاعتداء والضرب، وهما محمد عبد القدوس ويحيى قلاش، وكلاهما عضو في نقابة الصحفيين المصريين. وكان الصحفيان ضمن سبعة أو ثمانية صحفيين تم احتجازهم أمام مدخل نقابة الصحفيين. وأوردت قناة “الجزيرة” أن الصحفي المخضرم كارم يحيى كان من بين الذين تم احتجازهم.
وأورد تلفزيون “الحياة” اليوم أن أخبار أحد الصحفيين العاملين فيه، وهو أحمد حسن كامل، قد انقطعت منذ أن قام بتغطية التظاهرات في القاهرة مساء يوم الثلاثاء، ويُعتقد أنه محتجز.
وكان من بين الصحفيين العاملين مع وسائل الإعلام الدولية ممن تعرضوا للاعتداء والضرب، الصحفي جاك شينكر، مراسل صحيفة “غارديان” البريطانية في القاهرة، وقد اعتقل ثم تم الإفراج عنه يوم الثلاثاء، حسب ما أوردت الصحيفة. وأوردت وكالة “أسوشيتد برس” أن الشرطة المصرية احتجزت مصور يعمل مع الوكالة ومساعده، وهما هريدي حسين هريدي وهيثم بدري، وذلك بينما كانا يغطيا التظاهرات في القاهرة اليوم.