في العراق , مصور وكالة سي بي اس ينتظر محاكمة يوم الأربعاء

نيويورك في 21 مارس 2006

ذكرت وكالة سي بي اس الإخبارية و المتحدث الرسمي باسم الجيش الأمريكي في وقت متأخر اليوم أن المصور العراقي الذي احتجزته القوات الأمريكية منذ ما يقارب السنة دون تهمة سوف تجري محاكمته يوم الأربعاء في بغداد , و أخبر الفريق كير كيفن كاري لجنة حماية الصحفيين من موقعه في العراق أنه سيتم التحقيق مع عبد الأمير يونس حسين المصور الحر الذي كان يعمل لدى وكالة سي بي اس الإخبارية في محكمة الجنايات المركزية بالعراق في تمام التاسعة صباحا , و لم يفصح كاري عن التهم الموجهة ضد حسين.
و أخبرت ليندا ماسون نائب رئيس وكالة سي بي اس الإخبارية لجنة حماية الصحفيين بأن من المحتمل إدانة المصور بموجب قانون العقوبات العراقي لمكافحة الإرهاب و الأنشطة المناهضة للتحالف , و قالت إن وكالة سي بي اس الإخبارية لم تتسلم كلمة عن الإجراءات حتى العاشرة مساء اليوم في بغداد , وقالت ماسون أنها تتوقع السماح للصحافة بحضور إجراءات المحاكمة.

فقد تم القبض على حسين بعد إصابته بنيران القوات الأمريكية بينما كان يصور الاشتباكات في الموصل شمال العراق في الخامس من ابريل 2005 , وذكرت وكالة سي بي اس الإخبارية أن الجيش الأمريكي قال أن الشريط الذي عثر عليه في الكاميرا الخاصة بالمصور دفعتهم للشك في أن لديه معرفة مسبقة بالاعتداءات على قوات التحالف , كما استشهدت وكالة الأنباء الفرنسية أيضا بأقوال المسئولين الأمريكيين بأن الصحفي “أظهر نتائج إيجابية في اختبار بقايا المتفجرات”. 

و لم تعلن أية اتهامات على الجمهور و مازال الدليل المستخدم لاحتجاز حسين محجوبا عن الجمهور , و ذكرت نيويورك تايمز العام الماضي أن الجيش الأمريكي رفع قضية حسين إلى المسئولين بالقضاء العراقي و الذين اطلعوا على ملف حسين و لكن تنحوا عن التحقيق , كما لم يحدد المسئولون في الجيش الأمريكي التهم التي قد تشير إلى أن حسين “متورطا في أي نشاط مناهض للتحالف” و انه كان “يعين و يحرض المواطنين العراقيين على العنف ضد قوات التحالف و شارك في هجمات ضد قوات التحالف”.

و قالت آن كوبر المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين: “يتحتم على المحكمة التأكد من نزاهة و عدالة الإجراءات , كما تحتاج السلطات إلى إثبات القضية” 
و أضافت “حتى الآن ما زال تناول هذه القضية يسترعي انتباهنا , فمن غير المقبول احتجاز حسين دون أية اتهامات أو على ذمة القضية طوال هذه الفترة” .

في سنة 2005 قامت لجنة حماية الصحفيين بتوثيق سبع حالات احتجاز لمراسلين و مصورين فوتوغرافيين و مصوري فيديو لفترات طويلة على أيدي القوات الأمريكية في العراق دون اتهامات و دون الإعلان عن أي دليل مدعم , وقد تضمنت حالات الاحتجاز صحفيين يعملون لدى وكالة سي بي اس الإخبارية و وكالة رويترز و الاسوشيتد بريس و وكالة الأنباء الفرنسية و غيرها, و قد تجاوزت ثلاثة حالات احتجاز على الأقل مدة المائة يوم , بينما امتدت الأخرى إلى أسابيع عدة , و قد تم الإفراج عن كافة المحتجزين دون توجيه أية اتهامات إليهم باستثناء حسين.

و قد ذكرت رويترز في كلمة للقائد الأمريكي الأعلى أنه قال إن هناك خطط عسكرية للتعجيل بإجراءات التعامل مع الصحفيين المحتجزين في المستقبل , وقال اللواء جاردنر إن مكتبه سيحاول استعراض كافة الحالات التي تتضمن صحفيين محتجزين في خلال 36 ساعة , كما اخبر المتحدثين باسم الجيش الأمريكي في واشنطن و بغداد لجنة حماية الصحفيين انهم لا يستطيعون التعليق الفوري على التغير المذكور في السياسة.