لبنان: طواقم عمل تليفزيونية تدعي استهدافها من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية في الجنوب

نيويورك 27 يوليو 2006 
أعربت لجنه حماية الصحفيين اليوم عن قلقها إزاء ادعاءات عدة طواقم عمل تليفزيونية أن الطائرات الحربية الإسرائيلية هاجمتهم , مما أدى عمليا إلى وقف التغطية التلفزيونية الحية من جنوب شرق لبنان. و أخبرت أربعة طواقم عمل من أربع محطات تليفزيون عربية لجنة حماية الصحفيين بأن الطيران الإسرائيلي أطلق قذائف على بعد 80 ياردة (75 متر) منهم يوم 22 يوليو لمنعهم من تغطية أثار القصف الإسرائيلي على محيط بلدة الخيام في القطاع الشرقي من الحدود الإسرائيلية اللبنانية. 

قال غسان بن جدو مدير مكتب الجزيرة في لبنان “إن الطائرات الإسرائيلية استهدفت في غارة جوية طواقم العمل التليفزيونية خاصةً تلك التابعة لقناة الجزيرة و قناة العربية و قناة المنار” و أخبر لجنة حماية الصحفيين بـ “أن نجاة طاقمنا من الهجوم يعد معجزة”

و أنكر المتحدث باسم قوات الدفاع الإسرائيلية (IDF) أن إسرائيل كانت تستهدف الصحفيين, فقد قال الكابتن يعقوب دلال للجنة حماية الصحفيين “نحن نستهدف الطرق بسبب استخدام حزب الله لهذه الطرق , و لا نقوم تحت أي ظروف باستهداف المدنيين ، بما في ذلك وسائل الإعلام” و أضاف “من المعروف أن الصحفيين العاملين في تلك المناطق معرضين للمخاطر”.

و ذكرت رويترز مقتل 434 لبناني و 51 إسرائيلي على الأقل في الصراع , حيث شنت إسرائيل هجوما في جنوب لبنان منذ ستة عشر يوما بعد غارة عابرة للحدود شنتها جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية. و قال جويل سيمون المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين “لقد أزعجتنا هذه الإدعاءات و نطالب بالتحقيق الفوري” و أضاف “من حق الصحفيين العمل في مناطق الصراعات و من حقهم الحصول على نفس القدر من الحماية مثلهم مثل غيرهم من المدنيين , بمعنى أنه لا يجوز استهدافهم عمدا” 

و بينما أصبح بوسع الصحفيون المتواجدون في إسرائيل تغطية عمليات قوات الدفاع الإسرائيلية بوجه عام , فإن أخذ الصور التليفزيونية الحية للعمليات الإسرائيلية على طول الحدود من الجانب اللبناني مستحيلة عمليا الآن حسب ما ذكره الصحفيون , و ذكرت محطات البث أن بضعة صحفيين تليفزيونيين منفردين و عمال إعلاميين مساعدين مازالوا باقين في بعض المدن والقرى بجنوب لبنان و لكن الحصول على اللقطات التليفزيونية منهم أمر في غاية الصعوبة.

و أخبر العديد من المذيعين و المؤسسات الإخبارية الدولية لجنة حماية الصحفيين بأنهم اتخذوا من ميناء “صور” الذي يطل على البحر المتوسط قاعدة لهم في الجنوب , و قال الصحفيون في المدينة التي تقع على بعد 55 ميل (90 كم) جنوب بيروت, أن أي سيارة بما في ذلك سيارات التليفزيون تسافر بين المدن و القرى يتم استهدافها من قبل الطائرات الإسرائيلية إن شوهدت على الطريق , و كانت المصورة الحرة ليال نجيب البالغة من العمر 23 سنة و تعمل لصالح مجلة “الجرس” اللبنانية و وكالة الأنباء الفرنسية هي أحد الصحفيين الذين توغلوا في المنطقة , فلقت حتفها يوم 23 يوليو بفعل قذيفة إسرائيلية ضربت التاكسي [سيارة أجرة] التي كانت تستقلها لتغطية هروب اللبنانيين إلى الشمال, لتكون بذلك أولى ضحايا الصراع من الصحفيين.

و منذ يوم 22 يوليو انسحبت معظم طواقم العمل التلفزيونية و معهم شاحنات التواصل مع الأقمار الصناعية من مدينة مرج عيون الجنوبية الإستراتيجية , و ما تبقى منها يضم القنوات الفضائية الدولية ؛ العربية و الجزيرة و المؤسسة اللبنانية للإرسال (LBC) و قناة المنار الفضائية التابعة لحزب الله , و قد اعترفت إسرائيل باستهداف المنشآت التابعة للمنار متهمةً المحطة بالدعاية و التحريض.

و صلت ثلاث سيارات من LBC ، و التي انفصلت عن الفرق الأخرى في مرجعيون , إلى قرية هاسب باياه ، حيث يوجد الصليب الأحمر اللبناني , إلا أن قافلة السيارات التي تضم سيارات الجزيرة و العربية و المنار تعرضت لملاحقات الطائرات الإسرائيلية المقاتلة التي أطلقت صواريخ علي الطريق وراءهم حتى وصلوا إلى جسر تم قصفه بالفعل , و قال الصحفيون أنهم تمكنوا من الخروج إلى الطرقات الخلفية و لكن الطائرات تتبعتهم و حاكت مصيدة للسيارات مرة أخرى عن طريق إطلاق صواريخ علي الطريق أمامها و وراءها.

ترك الصحفيون والعاملون الفنيون سياراتهم و ساروا إلى هاسب باياه , و في اليوم التالي قامت القوات المؤقتة لحفظ السلام في لبنان التابعة للأمم المتحدة بإصلاح الطريق و من ثم تمكنت طواقم العمل من القيادة عائدين إلى بيروت ،حسب ما ذكر الصحفيون.

و قال نبيل خاطب رئيس التحرير التنفيذي بقناة العربية للجنة حماية الصحفيين “إن سياراتهم كانت مميزة بوضوح بعلامتي “PRESS” [صحافة] و “TV” [تليفزيون] ” 
و قد اتهمت النشرات الإذاعية الناطقة بالعربية العديد من الصحفيين بمساعدة حزب الله, و منها إذاعة “المشرقية” التي يعتقد الصحفيون أنها تبث من خارج إسرائيل و تتبع أفراد منفيين من الجيش اللبناني الجنوبي و كانت حليف عسكري لإسرائيل في أثناء احتلالها لجنوب لبنان في الثمانينات والتسعينات, حيث خصت الإذاعة مراسلي الجزيرة كاتيا ناصر و عباس ناصر، و مراسل العربية علي نون , و قد استمعت لجنة حماية الصحفيين إلى تسجيل من النشرة ضد كاتيا ناصر و عباس ناصر تتهمهما بمعاونة حزب الله , حيث أتهم عباس بإعطاء حزب الله تغطية وافية لضمان الحصول على وظيفة بقناة المنار , و قال مذيع إذاعة المشرقية “على اللبنانيون الشرفاء محاسبة الذين يدعمون حزب الله في تدمير لبنان”.