القوات الأمريكية تحتجز مصور أسوشيتد بريس منذ شهور دون اتهامات

نيويورك 17 سبتمبر 2006 

علمت لجنة حماية الصحفيين بأخبار تفيد بأن المصور الصحفي الحر الحائز على جائزة بوليتزر و يعمل لدى وكالة الأسوشيتد بريس في العراق محتجز منذ خمسة أشهر لدى القوات العسكرية الأمريكية دون توجيه أي اتهام إليه.
و قال جويل سيمون المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين “على السلطات الأمريكية التي قامت باحتجاز بلال حسين في العراق إما توجيه اتهام له أو الإفراج عنه” و أضاف “ليست تلك حادثة فردية, ففي أخر ثمانية عشر شهرا فقط أحتجز سبعة صحفيين عراقيين لفترات طويلة تتراوح بين أسابيع وأشهر قبل الإفراج عنهم, و لم يستدل على أنهم متهمين في أي من هذه الحالات, كما أن الاحتجاز طويل المدى لحسين هو أمر مزعج خاصة نظرا للالتزامات الواضحة التي أعلنها المسئولين الأمريكيين بشأن النظر الفوري في حالات الصحفيين المحتجزين” 

و في مارس أعلن المسئولين العسكريين الأمريكيين في كل من بغداد و واشنطن دي سي السياسة الجديدة التي قالوا أنها ستعمل على تحاشي احتجاز الصحفيين لفترات طويلة دون توجيه اتهامات إليهم, و في 23 مارس أخبر الجنرال جون جاردنر وكالة رويترز في بغداد بأن العسكرية الأمريكية وضعت هدفا جديدا للاطلاع على حالات الصحفيين المحتجزين في خلال 36 ساعة. 

قال جاردنر لوكالة رويترز “بمجرد أن يتم احتجاز صحفي فإن الأمر يمر علي” و أضاف أن التعديل, على حد قوله, صمم بغرض التأكيد على أن “لا نحتجز شخص ما لمدة ستة أو ثمانية أشهر” و في اليوم التالي 24 مارس, أخبر المتحدث الرسمي باسم البنتاجون براين وايتمان لجنة حماية الصحفيين في واشنطن بأن: “المقصود هو الحصول على رؤية أفضل و سرعة انتباه من قبل القيادة [العسكرية الأمريكية] عندما يتم احتجاز صحفي”

و قال كلا المسئولين أيضا أن العسكرية أقرت بحقوق الصحفيين في نقل الأخبار من العراق بشكل مستقل, حيث أكد جاردنر لوكالة رويترز “إننا لا نرغب قطعا في تخويف الصحفيين من التواجد”, و قال وايتمان للجنة حماية الصحفيين “إننا نعي بأن الصحفيين, نظرا لطبيعة عملهم, سيتواجدون في مسرح الأحداث عند وقوعها”

و قد أكد الجيش الأميركي على أن حسين يعتقد أنه مشتبه في كونه على علاقة وثيقة بالمتمردين العراقيين, “و له علاقات وثيقة مع أشخاص المعروف عنهم أنهم مسئولين عن عمليات الخطف و التهريب و التفجيرات, فضلا عن هجمات أخرى طالت قوات التحالف” حسب ما نقلته الأسوشيتد بريس عن رسالة إليكترونية كان جاردنر قد أرسلها في يوم 7 مايو إلى جون دانيزفيسكي المحرر الدولي بالأسوشيتد بريس, و ذكر أيضا أن “المعلومات المتوفرة تؤكد أن له علاقات وثيقة مع المتمردين بما سمح له بالوصول إلى أنشطة المتمردين خارج النطاق الطبيعي المسموح به للصحفيين الذين يقومون بإجراء أنشطة مشروعة” 

و قد قرر المسئولين و المحررين بالأسوشيتد بريس الإعلان عن طول فترة حجز حسين بعد أن كانوا يعملون في هدوء حتى الآن “للضغط علي السلطات العسكرية الأمريكية و إطلاق سراحه, وقال توم كيرلي رئيس اسوشيتد بريس و المسئول الرئيسي بها “نظرا لأن العسكرية الأمريكية لم تعطي أي تلميح بأنها سوف تغير موقفها, فقد قرر المنسق الإخباري الإعلان عن حبس حسين” و أضاف “إننا نرغب في سيادة حكم القانون, نريد فقط إما إدانته أو الإفراج عنه, لكن الحبس الغير معرف هو أمر غير مقبول” كما قال مسئول في أسوشيتد بريس أيضا: “لقد توصلنا لاستنتاج يفيد بأن هذا الأمر غير مقبول بموجب القانون العراقي أو معاهدات جنيف أو أي ضوابط عسكرية” 

و الجدير بالذكر أن حسين هو مواطن عراقي بدأ العمل مع الأسوشيتد بريس في سبتمبر 2004, و ذكرت الأسوشيتد بريس أنه كان يصور الأحداث في الفالوجة و الرمادي حتى تم احتجازه في 12 أبريل من العام الحالي, و كانت أحدى الصور التي ألتقطها حسين جزء من مجموعة مكونة من 20 صورة فازت بجائزة بوليتزر للصور الصحفية الإخبارية, و كانت مشاركته عبارة عن صورة لأربعة متمردين في الفالوجة يطلقون النار من مدافع هاون و أسلحة صغيرة في أثناء الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة في المدينة في نوفمبر 2004. 

و قد وثقت لجنة حماية الصحفيين ستة حالات في سنة 2005 فقط قامت فيها القوات الأمريكية باحتجاز الصحفيين العراقيين لفترات تمتد لعدة أسابيع أو أشهر دون تهمة أو سبب, و قد تم الإفراج مؤخرا عن ستة من بين سبعة كانوا محتجزين دون اتهام, و في أبريل قضت هيئة مكونة من ثلاثة قضاة من المحكمة المركزية بالعراق بالإفراج عن المحتجز السابع و هو عبد الأمير يونس مصور سي بي إس نيوز الذي احتجز لمدة عام قبل إعلان الاتهامات الموجهة إليه, حيث وجهت إليه العسكرية الأمريكية في نهاية الأمر تهمة التعاون مع المتمردين, و لكن المحكمة العراقية سحبت الاتهام نظرا لانعدام الأدلة. و في الوقت الحالي, لا توجد أدلة على وجود أي اتهامات رسمية ضد حسين.

لجنة حماية الصحفيين هي منظمة مستقلة غير هادفة للربح, و مقرها نيويورك , تعمل من أجل حماية حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم , لمزيد من المعلومات يرجى زيارة الموقع الإليكتروني www.cpj.org