نيويورك في 16 يناير 2006
رحبت لجنة حماية الصحفيين بقرار الإفراج عن صحفيين عراقيين كانا محتجزين لدي الجيش الأمريكي دون اتهامات لعدة أشهر , و لكنها دعت مرة أخري المسئولين الأمريكيين لتحديد التهم الموجهة إلي ما لا يقل عن ثلاثة صحفيين آخرين ما زالوا في الحبس أو الإفراج عنهم فوراً , حيث مازال هناك صحفيان محتجزان دون اتهامات في العراق و أخر مسجون في قاعدة الأسطول الأمريكي في جوانتنامو بكوبا.
و قد تم إطلاق سراح كل من علي المشهداني المصور التليفزيوني الذي يعمل لدي رويترز و ماجد حميد مراسل رويترز و قناة العربية التي تبث من دبي من سجن أبو غريب في بغداد يوم الأحد حسبما ذكرت رويترز , وقد تم الإفراج عنهما دون أية اتهامات كجزء من الإفراج عن العدد الأكبر من السجناء الذي شمل حوالي 500 سجين عراقي.
و كانت القوات الأمريكية قد احتجزت المشهداني المصور الحر دون مبرر أو تفسير منذ الثامن من أغسطس , حيث أقتيد المشهداني من منزله في الرمادي في أثناء المسح العام للمناطق المجاورة بواسطة البحرية الأمريكية ، حيث تم الاشتباه به بعد رؤية صور علي الكاميرا الخاصة به , و بعد احتجازه حدد” المجلس المشترك للمراجعة والإفراج عن المعتقلين (CRRB) ” أن المشهداني يشكل “تهديدا” و أمر باستمرار حبسه , ولم يقدم المسئولون دليل عام كأساس لهذا الاحتجاز .
تم القبض علي حميد مع عدة رجال آخرين في تجمع بعد جنازة أحد أقربائه في 15 سبتمبر في مقاطعة الأنبار , وذكرت كل من رويترز و العربية أن قبض القوات الأمريكية عليه بدا و كأنه مرتبط بالآثار الموجودة علي الكاميرا الخاصة به , و لم يحدد المسئولين الأمريكيين مطلقاً الأساس الذي تم عليه احتجازه.
و دائما ما تحث لجنة حماية الصحفيين القوات الأمريكية على الإعلان عن دليل لتجريم الصحفيين أو الإفراج عنهم .
قالت المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين آن كوبر “بينما سعدنا باستعادة زملائنا لحريتهم , فمن الواجب التنبه إلي أن كل من الصحفيين كان محتجزاً لعدة أشهر دون اتهامات أو تفسير أو أي من المظاهر التي تدعو لتأخير العملية” و أضافت كوبر “يحتاج المسئولين الأمريكيين إلي تقديم التفسيرات التي تأخرت ، عن السبب في احتجاز هؤلاء الصحفيين في المقام الأول و لابد أيضا أن يشرحوا الأساس الذي يتم عليه احتجاز الصحفيين الثلاثة الآخرين أو الإفراج عنهم علي الفور”
و بناءا علي الإحصاء السنوي للجنة حماية الصحفيين ، في 1 ديسمبر 2005 حول الصحفيين المحتجزين فقد ارتفعت نسبة الولايات المتحدة لتكون السادسة بين الدول التي تحتجز الصحفيين حول العالم – تحتجز ما لا يقل عن خمسة -,كما انه بعد الإفراج الذي تم يوم الأحد , هناك ما لا يقل عن ثلاثة صحفيين آخرين مازالوا رهن الاحتجاز الأمريكي ,
وهم :
عبد الأمير يونس حسين , CBS الإخبارية .
حسين هو مصور عراقي يعمل لصالح CBS الإخبارية ، و تم احتجازه بعد أصابته بنيران القوات الأمريكية عند تصويره للاشتباكات في الموصل شمال العراق في 5 أبريل , حيث ذكرت CBS الإخبارية في وقتها أن الجيش الأمريكي قال إن الآثار الموجودة علي كاميرا الصحفي أدت به إلي الاشتباه في انه علي دراية مسبقة بالاعتداء علي قوات التحالف , كما استشهدت وكالة الأنباء الفرنسية أيضاً بقول القوات الأمريكية بأن الصحفي “أختبر إيجابيته للنفايات المتفجرة” و لم يتم توجيه أي اتهامات بوجه عام و قضت الأدلة بجعله ضمن التصنيف , وذكرت نيويورك تايمز أن الجيش الأمريكي رفع قضية حسين إلي المسئولين بالقضاء العراقي الذين أطلعوا علي ملفه و لكن رفضوا مقاضاته و قد قام المسئولين بالجيش العراقي بتوجيه اتهامات غير محددة بأن حسين كان “متورطاً في نشاط مناهض للتحالف” و أنه كان “يوظف و يحرض المواطنين العراقيين علي ممارسة العنف ضد قوات التحالف و المشاركة في اعتداءات ضد قوات التحالف” و لم يعلن المسئولين العسكريين عن أي دليل لدعم هذه الاتهامات.
سمير محمد نور , رويترز .
و هو مصور حر تم القبض عليه بواسطة القوات العراقية في منزله في شمال مدينة تل عفر في مايو 2005 , حيث أخبر أحد المتحدثين باسم الجيش الأمريكي وكالة الأخبار بان نور وصف بأنه “تهديد قوي لقوات التحالف و أمن العراق ” و لم يذكر المسئولون الأمريكيون أية اتهامات ضده أو أية دلائل تدعم حجتهم و قالت رويترز انه تم احتجازه في معسكر كامب بوكا جنوب العراق.
سامي محي الدين الحاج , الجزيرة . احتجزت القوات الباكستانية الحاج- 35 سنة مواطن سوداني- و مصور مساعد بقناة الجزيرة بعد أن قام هو و مراسل الجزيرة بمحاولة الدخول مرة أخري إلى جنوب أفغانستان عند حدود شامان عبر باكستان في ديسمبر 2001 , وقالت الجزيرة أنها علمت باحتجاز الحاج – أولا في معسكر اعتقال أمريكي في أفغانستان و بعد ذلك لدي الجيش الأمريكي في جوانتنامو – من خلال خطابات أرسلت إلي المحطة و إلي زوجته لعناية “قناة الجزيرة” بدأت في إبريل 2002 , و أخبر كليف ستافورد سميث محامي الحاج لجنة حماية الصحفيين في أكتوبر 2005 بأن موكله كان قد تم احتجازه بتهمة أنه “محارب عدو “, وقال سميث إنه لم يتم إقامة أي حجة محددة و أنكر موكله ارتكاب أي خطأ ,
كما أن عميد الأسطول الأمريكي كريس لاندرمون المتحدث الرسمي باسم القيادة الأمريكية في الجنوب التي تدير سجن جوانتنامو العسكري لم يقدم أية معلومات عن الحاج و لم يؤكد حتى علي اعتقال الصحفي و قال أن معلوماته تخضع للمخابرات السرية , وذكرت صحيفة الجارديان التي تصدر في لندن في سبتمبر 2005 أن المحققين الأمريكيين العسكريين حاولوا تعيين الحاج كجاسوس , حيث زعم المحققين أنه سيتم الإفراج عنه إذا وافق علي إعلام سلطات المخابرات الأمريكية بأنشطة الشبكات الإخبارية التليفزيونية حسب ما قال سميث لصحيفة الجارديان.