مقتل صحفيين أثنين في العراق

نيويورك في 2 أغسطس 2006 
تدين لجنة حماية الصحفيين مقتل الصحفيين العراقيين اللذين قتلا في هجمات منفصلة وقعت في نهاية الأسبوع على يد معتدين مقنعين, ليصل عدد الصحفيين و المساعدين الإعلاميين الذين قتلوا في العراق منذ بداية الحرب في 20 مارس 2003 إلى 75 صحفي و 27 مساعد إعلامي ليصبح بذلك الصراع الأكثر قتلا في تاريخ لجنة حماية الصحفيين الذي يمتد لخمسة و عشرين عاما.

أطلق مسلحون مجهولون النار باتجاه عادل ناجي المنصوري البالغ من العمر 34 سنة و يعمل مراسل لدى قناة “العالم” الفضائية الناطقة باللغة العربية و المملوكة للدولة الإيرانية , بينما كان يقود سيارته في حي العامرية غرب بغداد مساء السبت ، وفقا لما ذكره الزميل عبد الله حمد الله باردان الربيعي للجنة حماية الصحفيين , و قال الربيعي أن المنصوري كان يقود سيارته متوجها إلى مقر المحطة عندما تعرض للهجوم.

و قال الربيعي أن المسلحين أخذوا الهاتف المحمول الخاص بالمنصوري و هاتف الاتصال بالقمر الصناعي و بطاقة هوية الصحافة و أموالنا , و أضاف أن زميله نقل سريعا إلى المستشفي و لكنه مات بعد ذلك بفترة قصيرة , و قد ذكر الربيعي و كذلك مصادر لجنة حماية الصحفيين أنهم يتشككون في أن السبب في قتله هو كونه صحفي.

تلقي المنصوري الذي يتبع المذهب الشيعي تهديدات بالقتل منذ ما يقارب العام عندما كان يقيم مع عائلته في بغداد حيث يتركز العنف الطائفي ؛ حسب ما ذكره الربيعي , و أفادت وكالة الأسوشيتد بريس أن الصحفي كان قد نقل زوجته وابنته إلي مدينه كربلاء التي يسيطر عليها الشيعة بعد تلقي التهديدات و لكنه آثر لنفسه البقاء في بغداد , و ذكرت المصادر أنه قام بتوصيل زوجته التي كانت تزوره لبيت والديها في العامرية في حوالي الساعة السابعة من نفس الليلة التي وقع فيها الاعتداء.

و قال الربيعي أنه هو أيضا تلقي تهديدات بالقتل لأنه يعمل لدي قناة العالم الإيرانية , أخرها كان في أبريل 2006 عبر البريد الإليكتروني , و جدير بالذكر أن المنصوري هو أول صحفي يقتل من قناة إيرانية فضائية ناطقة باللغة العربية. و تقع المحطة التي بدأت أعمال البث بشكل منتظم في مارس 2003 في طهران و يديرها كل من إذاعة الجمهورية الإسلامية في إيران IRIB , خدمة الإذاعة و التليفزيون التابعة لدولة إيران , حسب ما ذكرت وكالة بي بي سي , و هي تتخذ موقفا معارضا لغزو العراق بزعامة امريكا و في نشراتها الإخبارية على مدار الساعة تعرض أفلاما شاملة لأشلاء المدنيين العراقيين في المناطق السكنية أو الذين يعالجون في المستشفيات , وفقا لما ذكرته وكالة بي بي سي. و تعمل لجنة حماية الصحفيين على التحقيق في التفاصيل المحيطة بمقتل رياض محمد على مراسل صحيفة “تلعفر اليوم” و الذي قتل رميا بالرصاص علي يد معتدين غير معروفين في منطقة وادي عجب بالموصل يوم الأحد , و تسعى لجنة حماية الصحفيين إلى تحديد إذا ما كان مقتل علي يتعلق بشكل مباشر بطبيعة عمله. 

و ذكر مصدر محلي واحد أن علي كان مستهدفا لأنه شيعي المذهب و لأنه صحفي, و لكن دون تقديم المزيد من التفاصيل , حيث أن العنف الطائفي مكثف في تلعفر و علي كان مراسل شهير لدي أحد الصحف المحلية الرئيسية في المدينة. يعد علي هو ثاني صحفي يعمل لدى صحيفة أسبوعية محلية يتعرض للقتل , فوفقا لما ذكره عدد من التقارير الإخبارية في أواخر العام المنقضي قتل أحمد حسين المالكي رئيس تحرير أحد الصحف الأسبوعية إثر إطلاق مسلحين مجهولين النار عليه في مقهى إنترنت بالمقاطعة المركزية بالموصل , و تعمل لجنة حماية الصحفيين على التحقيق في ظروف الحادث.

و قال جويل سيمون المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين: “إننا ننعى مقتل زملاؤنا عادل ناجي المنصوري و رياض محمد على , اللذان قتلا بانعدام شعور” و أضاف سيمون “كلما اشتعل العنف الطائفي , كلما بدا من الممكن استهداف الصحفيين المنتمين لجميع الخلفيات , فضلا عن الخطر الغير عادي الذي يواجه العمل الصحفي في العراق”