نيويورك، 26 شباط/فبراير 2013 – قالت لجنة حماية الصحفيين اليوم إنه يجب على السلطات المصرية أن تجلب للعدالة خاطفي الصحفي محمد الصاوي الذي ينشر في الصحافة الإلكترونية والذي عُثر عليه يوم أمس على قارعة طريق صحراوي خارج مدينة الإسكندرية. وكان زملاء الصحفي قد أبلغوا عن اختفائه في 21 شباط/فبراير، أي بعد يومين من اختطافه.
يعمل محمد الصاوي مراسلا للإخبار السياسية في موقع ‘مصراوي’ الإلكتروني الإخباري، وكان قد أجرى اتصالاً وجيزاً بزملائه في يوم الخميس حيث أبلغهم باختطافه بينما كان في حي العاشر من أكتوبر في مدينة القاهرة. وقد نشرت لجنة حماية الصحفيين بياناً صحفياً أمس بشأن عملية الاختطاف وطالبت السلطات المصرية بالعمل على تحديد مكان وجوده. وقال الصاوي لموقع ‘مصراوي’ ليلة أمس إنه بعد اليوم السادس على احتجازه تم تركه على قارعة طريق خارج الإسكندرية، حيث عثرت عليه سيارة عابرة.
وقال الصاوي في شهادته لموقع ‘مصراوي’ إن رجالاً يرتدون ملابس مدنية أجبره على ركوب سيارتهم وزعموا بأنهم يعملون مع الشرطة. وعندما طلب منهم إظهار بطاقات هوياتهم، وضعوا عصابة على عينيه وكبلوا يديه واقتادوه إلى بناية في موقع مجهول. وقال إن الخاطفين حلقوا شعر رأسه وصادروا مقتنياته، وجردوه من ملابسه، وزودوه بالطعام مرة واحدة طوال فترة احتجازه.
وقال الصاوي إن الخاطفين حققوا معه واستولوا على هاتفه الخلوي وسألوه عن سبب حمله أرقام هواتف لأفراد ينتمون لجماعة سياسية شبابية معروفة باسم 6 أبريل. وكانت هذه المجموعة في طليعة التظاهرات ضد الرئيس مرسي خلال الأشهر الأخيرة. وأفاد الصاوي أنه أخبرهم أنه يحتاج أرقام الهواتف كمصادر لعمله الصحفي.
وقال الصاوي لموقع ‘مصراوي’ إنه يعتقد بأنه استُهدف في العقاب بسبب عمله الصحفي ونشاطه السياسي. وقال إن الخاطفين أخبروه بأنهم ينتمون إلى “الدولة العميقة”، وهي عبارة تستخدم لوصف شبكة من النخبة يُعتقد أنها تسيطر على السياسات المصرية من خلف الكواليس.
وكان آخر تقرير نشره الصاوي قبل احتجازه يتضمن عنواناً يصف الرئيس مرسي بأنه جزء من فلول نظام حسني مبارك السابق. وكان قد غطى مرات عديدة الملاحقات الجنائية ضد أعضاء النظام السابق، كما كان معروفاً بتغطيته للتظاهرات المناهضة للنظام التي جرت في شارع محمد محمود في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 في القاهرة.
وقال الصاوي لموقع ‘مصراوي’ إنه رفع شكوى ضد النظام المصري أمام مركز شرطة محرم بيك في الإسكندرية، ولكنه لم يورد أية تفاصيل إضافية.
وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “كان يُفترض أن تتحسن ظروف الصحفيين في العهد الجديد في مصر، إلا أنهم لا زالوا معرضين للاختطاف في الشوارع ‘والاختفاء’ لعدة أيام. هذه الأساليب هي الأساليب القديمة للدولة الإجرامية ويجب على حكومة الرئيس مرسي ألا تتسامح معها على الإطلاق. يجب على السلطات أن تلقي القبض على المسؤولين عن اختطاف محمد الصاوي”.
إن وقائع عملية اختطاف الصاوي وتعذيبه شبيهة لما واجهه النشطاء الشباب في مصر ممن تظاهروا ضد الرئيس مرسي خلال الأشهر الأخيرة. فقد أوردت تقارير الأنباء عن ناشط من المعارضة عُثر عليه عارياً ومقيداً في الصحراء قبل 10 أيام. وفي عام 2004، تعرض المحرر الصحفي المعارض، عبد الحليم قنديل، للاختطاف والضرب وتم تجريده من ملابسه، ثم تُرك على قارعة طريق صحراوي، وذلك على يد أربعة مهاجمين، حسب تقارير الأنباء.
وقد قُتل ثلاثة صحفيين على الأقل بينما كانوا يغطون التظاهرات المناهضة للحكومة في مصر منذ انطلاقة الانتفاضة المصرية، حسبما تُظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين.
· للاطلاع على مزيد من البيانات والتحليلات حول مصر، انظر تقرير الاعتداءات على الصحافة الصادر عن لجنة حماية الصحفيين.