استهداف مكاتب وسائل الإعلام في غزة وإصابة عدد من الصحفيين

نيويورك، 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 – قالت لجنة حماية الصحفيين اليوم إنه يجب على السلطات الإسرائيلية أن توقف فوراً الغارات الجوية التي تستهدف مكاتب وسائل الإعلام في قطاع غزة، وذلك على إثر سلسلة هجمات أدت إلى إصابة تسعة صحفيين وتدمير عدة مكاتب إعلامية.

وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “يجب على إسرائيل أن تحترم التزاماتها بموجب القانون الدولي وأن توقف فوراً هجماتها ضد مكاتب وسائل الإعلام. السلطات الإسرائيلية تعلم أن هذه المباني تأوي عدداً كبيرا من المنظمات الإخبارية وأن موظفيها هم مدنيون محميون بموجب القانون الدولي”.

شنت القوات الإسرائيلية سلسلة من الهجمات الجوية ابتداءً من صباح يوم الأحد واستمرت حتى اليوم واستهدفت مبنى برج الشوا والحصري ومبنى برج الشروق، وهما مبنيان معروفان يأويان عدداً كبيراً من مكاتب المنظمات الإعلامية الدولية والمحلية، حسب ما أفادت تقارير الأنباء. وقد أدت الهجمات إلى تدمير مكاتب ‘تلفزيون الأقصى’ و ‘تلفزيون القدس’، و ‘سكاي نيوز’، و ‘روسيا اليوم’، و ‘العربية’، ومكتب وكالة الأنباء المستقلة ‘معاً’ التي تتخذ من بيت لحم مقراً لها، حسب تقارير الأنباء. ويُذكر أن ‘تلفزيون الأقصى’ و ‘تلفزيون القدس’ مرتبطان بحركة حماس، وهي الحزب الإسلامي الذي يحكم قطاع غزة. وتوجد مكاتب أخرى في المبنيين لمنظمات أخبارية دولية ومحلية عديدة، بما فيها وكالة ‘رويترز’، ووكالة ‘أسوشيتد برس’، ومحطة ‘سي أن أن’.

وقد أصيب سبعة صحفيين على الأقل بجراح أثناء الهجوم الأول الذي وقع في الساعة الثانية صباحاً، عندما أصاب صاروخ الطابق الحادي عشر من مبنى برج الشوا والحصري الذي يأوي مكاتب ‘تلفزيون القدس’، حسب تقارير الأنباء. وقد بُترت ساق المصور الصحفي خضر الزهار الذي يعمل في ‘تلفزيون القدس’ جراء الانفجار، ونُقل إلى مستشفى في مصر لتلقي العلاج، حسب التقارير. كما أصيب صحفيون آخرون من ‘تلفزيون القدس’ جراء الشظايا، وهم عمر الأفرنجي، وحسين المدهون، وإبرهيم لبد، ومحمد الأخرس، ودرويش بلبل، وحازم الداعور، حسب تقارير الأنباء.

وفي حوالي الساعة السابعة صباحاً، أدت غارة جوية ثانية إلى إصابة الطابق الخامس عشر في مبنى برج الشروق المجاور، والذي يأوي مكاتب ‘تلفزيون الأقصى’، حسب تقارير الأنباء. ولم ترد تقارير عن إصابة أي من الصحفيين العاملين في ‘تلفزيون الأقصى’، ولكن تم تدمير المكتب تدميراً كاملاً، حسب تقارير الأنباء.

وقال عبد الغني جابر لوكالة ‘رويترز’ للأنباء، وهو مدير شركة الإنتاج الإعلامي الفلسطينية الخاصة، إن اثنين من موظفيه إصيبا بجراح عندما أدى الانفجار إلى تحطيم زجاج النوافذ في مكتب الشركة في برج الشروق. ولم يفصح جابر عن اسمي الصحفيين.

أصيب برج الشروق بغارة إسرائيلية ثانية في يوم الإثنين في فترة ما بعد الظهر، ولكن لم ترد تقارير فورية عن إصابة أي صحفي، وفقاً لتقارير الأنباء.

وقال الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية، مارك ريغيف، لقناة ‘الجزيرة الإنجليزية‘ بأن الغارات الجوية “لم تستهدف الصحفيين” وأنه “لم يُصب أي صحفي أجنبي بأذى” في القصف. ولكنه لم يعلق بشأن الصحفيين المحليين الذين أصيبوا بجراح.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيتال ليبوفيتش، إن الجيش كان يعلم بوجود الصحفيين في المبنى، ولكن هدف القصف كان تدمير هوائي بث تستخدمه حركة حماس: “لقد سيطرت حماس على مبنى مدني واستخدمته لأغراضها. لذا فإن الصحفيين … كانوا يُستخدمون كدروع بشرية لحماس”، حسبما نقلت وكالة ‘رويترز’ عن ليبوفيتش.

وفي حالة منفصلة، أفاد صحفيون محليون بأن الجيش الإسرائيلي سيطر لفترة وجيزة على ترددات بث الراديو في غزة في يوم الأحد حيث بث الجيش تحذيرات للصحفيين والمدنيين: وورد في التحذير، “نحن نوصي بأن تبقوا بعيداً عن أماكن الإرهابيين والبنية التحتية التابعة لحماس”. وأورد ‘تلفزيون الأقصى’ في يوم الأثنين أن الجيش الإسرائيلي سيطر لفترة وجيزة على ترددات البث الخاصة بالتفلزيون، مما أدى إلى تشويش البث لعدة ساعات، حسبما أوردت وكالة الأنباء الفرنسية.

وأوردت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ في يوم الأثنين أن طائرة إسرائيلية دون طيار قصفت سيارة يُعتقد أنها سيارة تاكسي يستخدمها الصحفيون وعليها علامة “صحافة”، وأدى القصف إلى مقتل سائق السيارة. ولم تورد تقارير الأخبار مزيدا من التفاصيل، بما في ذلك هوية الصحفي الذي استأجر السيارة.

وتأتي هذه الهجمات في وسط غارات جوية إسرائيلية متواصلة منذ الأسبوع الماضي على قطاع غزة الخاضع لحركة حماس، مما أدى إلى مقتل عشرات الفلسطينيين، حسبما أفادت تقارير الأخبار.

وقد وثّقت لجنة حماية الصحفيين موجة من الاعتداءات ارتكبتها إسرائيل ضد الصحافة خلال سلسلة من الغارات الجوية امتدت شهرا كاملا ضد قطاع غزة خلال الفترة ما بين كانون الأول/ديسمبر 2008 إلى كانون الثاني/يناير 2009.

·         للاطلاع على مزيد من البيانات والتحليلات حول إسرائيل والمناطق الفسلطينية المحتلة، يرجى زيارة الصفحة المخصصة لإسرائيل والمناطق الفلسطينية المحتلة على الموقع الإلكتروني التابع للجنة حماية الصحفيين، على هذا الرابط.