اختطاف صحفي لبناني من قبل إحدى جماعات الثوار

نيويورك، 29 تشرين الأول/أكتوبر 2012 – اختطفت إحدى جماعات الثوار صحفياً لبنانياً في مدينة حلب في شمال سوريا في يوم السبت، مما يرفع عدد الصحفيين الدوليين المختطفين إلى خمسة على الأقل لدى أطراف مختلفة في النزاع. وتطالب لجنة حماية الصحفيين المختطفين بالإفراج فوراً عن الصحفي والتوقف عن استهداف العاملين في الصحافة والذين يغطون الاضطرابات في المنطقة.

اختُطف المراسل الصحفي اللبناني فداء عيتاني الذي يعمل مع المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشونال (LBCI) وعدة وسائل إعلام لبنانية أخرى، بينما كان يرافق قوات الجيش السوري الحر ويغطي العمليات العسكرية في حي أعزاز في حلب، وفقاً لتقارير الأخبار. وقد أفادت مليشيا تابعة للثوار تطلق على نفسها اسم “لواء عاصفة الشمال في أعزاز” على صفحتها على موقع فيسبوك أن الصحفي محتجز “تحت الإقامة الجبرية” بسبب “عدم تناسب عمله مع مسار الثورة السورية والثوار” حسب تقارير الأنباء. ويُذكر أن الجيش السوري الحر ليس منظمة واحدة موحدة، وإنما لقب عام يُطلق على العديد من المليشيات المحلية مثل لواء عاصفة الشمال، وأحياناً ما يكون لهذه الفصائل أجندات متعارضة.

 

وقد أفادت المؤسسة اللبنانية للإرسال التي يعمل لها الصحفي المُختَطف أنها تحدثت مع قائد الميليشا، أبو إبراهيم، والذي أكد أن لواء عاصفة الشمال يحتجز عيتاني، وزعم بأن عيتاني كان يلتقط صوراً “تثير الاشتباه” لتحركات قوات الثوار ومواقعها. وأفاد أبو إبراهيم للمؤسسة اللبنانية للإرسال بأن جماعته ستفرج عن الصحفي قريباً.

 

وقال جويل سايمون، المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين، “يجب على جميع أطراف النزاع احترام الوضع المعترف به دولياً للصحفيين بوصفهم مدنيين، ويجب إنهاء عمليات الاختطاف المتواصلة التي تستهدف الصحفيين بينما يقومون بعملهم. ويجب على الجماعة التي تحتجز فداء عيتاني أن تفرج عنه فوراً ودون شروط”.

 

وقد ظهر عيتاني على مقطع فيديو نشرته الجماعة التي تختطفه في يوم السبت، وقال إنه بصحة جيدة وأن جماعة من الثوار اختطفته في أعزاز، حسب ما أوردت تقارير الأنباء. ويُذكر أن الجماعة التي تحتجز عيتاني مسؤولة أيضاً عن اختطاف 11 لبنانياً من الحجاج الشيعة في أيار/مايو والذين كانوا في طريق عودتهم من إيران، حسب تقارير الأنباء. وما زال الحجاج قيد الاحتجاز. وكان عيتاني قد غطى قضية اختطافهم، حسب التقارير.

 

وتنهمك لجنة وزارية لبنانية في مفاوضات مع الخاطفين للإفراج عن عيتاني وعن الحجاج المختطفين، حسب تقارير الأنباء.

 

وفي تطور منفصل، تمكنت وكالة الغوث التركية ‘إنساني يارديم فاكفي’ في يوم السبت من الحصول على صورة للمصور الصحفي التركي جنيد أونال الذي يعمل مع قناة ‘الحرة’ التي تمولها حكومة الولايات المتحدة، والذي فُقد في حلب منذ 20 آب/أغسطس، وفقاً لتقارير الأنباء. وقد نشرت الوكالة الصورة وقالت إنها أُبلغت بأن الصورة حديثة التُقطت للصحفي أثناء زيارة إلى دمشق، حسب تقارير الأنباء. وقالت الوكالة إنها لم تتمكن من مقابلة الصحفي شخصياً.

 

وكان أونال قد ظهر على مقطع فيديو بثته قناة ‘الإخبارية’ المؤيدة للحكومة بعد ستة أيام من احتجازه، ولكن القناة لم تحدد الجهة التي تحتجزه. وكان برفقة أونال عند اختطافه، الصحفي بشار فهمي الذي يعمل مع قناة ‘الحرة’ أيضاً، وهو مواطن أردني من أصل فلسطيني، ولكن لم ترد أية معلومات حول أوضاع بشار فهمي أو مكان احتجازه.

 

كما اختفى الصحفي الأمريكي المستقل أوستن تايس في أواسط آب/أغسطس، ويُعتقد أنه محتجز لدى الحكومة السورية، حسب وزارة الخارجية الأمريكية. وفي 9 تشرين الأول/أكتوبر اختفت الصحفية الأوكرانية أنهار كوتشنيفا، والتي تساهم لعدة وسائل إعلام روسية من بينها محطة ‘روسيا اليوم’ الفضائية، وقد اتصلت بزملائها بعد بضعة أيام من اختطافها وقالت إنها محتجزة من قبل قوات الجيش السوري الحر، وفقاً لتقارير الأنباء.

 

وقد قُتل 23 صحفياً بينما كانوا يغطون النزاع في سوريا منذ تشرين الثاني/نوفمبر، بمن فيهم صحفي قتل على الجانب اللبناني من الحدود، مما يجعل سوريا أخطر مكان للصحفيين في العالم، حسب أبحاث لجنة حماية الصحفيين.

 

·         للاطلاع على مزيد من البيانات والتحليلات حول سوريا، يرجى زيارة الصفحة المخصصة لسوريا على الموقع الإلكتروني التابع للجنة حماية الصحفيين، على هذا الرابط.