يجب على سوريا تقديم دليل على أن المدونة السجينة ما زالت على قيد الحياة وبصحة جيدة

نيويورك، 23 حزيران/يونيو 2011 – طالبت لجنة حماية الصحفيين والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان الحكومة السورية اليوم أن تقدم فورا دليلا يظهر أن المدونة طل الملوحي التي أودعت السجن تعسفاً ما زالت على قيد الحياة وتتمتع بصحة جيدة. وتأتي هذه المطالبة على أثر ظهور عدة تقارير إخبارية مؤخراً تفيد بأن طل الملوحي توفيت في سجن سوري قبل شهر.

وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “لقد أظهرت الحكومة السورية مراراً وتكراراً استهانتها بسلامة الصحفيين المعتقلين، وهي ممارسة ازدادت سوءاً خلال الأشهر الثلاث الماضية. يجب على السلطات السورية أن تقدّم فورا أدلة ملموسة على أن طل الملوحي – والتي لا ينبغي أن تكون محتجزة أصلاً – لم تتعرض لأذى وهي قيد الاحتجاز”.

وكانت الملوحي، والتي تبلغ من العمر 20 عاما، قد احتجزت في كانون الأول/ديسمبر 2009 بعد أن تم استدعائها للاستجواب لدى الأجهزة الأمنية. وقد احتُجزت دون أمر قضائي لمدة عام تقريبا بسبب كتابتها على مدونة إلكترونية. وقد أصدرت محكمة أمن الدولة العليا في دمشق، وهي محكمة استثنائية تأسست بموجب قانون الطوارئ السوري، حكما على الملوحي في شباط/فبراير بالسجن لمدة خمسة أعوام على خلفية تهمة ملفقة “بالكشف عن معلومات لدولة أجنبية كان يجب أن تظل سرا من أجل سلامة البلاد”.

وكانت مدونة الملوحي مكرسة لحقوق الفلسطينيين وتنتقد السياسيات الإسرائيلية. كما تناولت الأحباط الذي يشعر به المواطنون العرب حيال حكوماتهم، وتحدثت عن آرائها بشأن ما وصفته بحالة الجمود في العالم العربي.

وقال جمال عيد، المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، “لقد أكدنا دائماً  أن المحاكم الاستثنائية ليست مكانا ملائما لمحاكمة المدونين بسبب ممارستهم للحق بحرية التعبير. وحالياً، يجب على الحكومة السورية أن تقدم برهانا ملموساً على أن طل الملوحي تتمتع بصحة جيدة”.

وقد ظهرت تقارير تتساءل ما إذا كانت الملوحي على قيد الحياة بعد أن أفاد خالد الخلف، وهو مدافع عن حقوق الإنسان، لصحيفة ‘الشروق’ المصرية اليومية بأن “قاضياً سوريا متعاطفا” قال إن الملوحي توفيت في السجن. ولم يفصح الخلف عن اسم القاضي.

وقد اجتذبت قضية الملوحي اهتماما واسع النطاق من المدونات العربية وشبكات التواصل الاجتماعية وبين ناشطي حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. وفي أيلول/سبتمبر، نظم ناشطون مصريون احتجاجا أمام السفارة السورية في القاهرة وطالبوا بالإفراج عن طل الملوحي. وحاول المتظاهرون توصيل رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد عبر سفير سوريا في القاهرة، ولكن مسعاهم لم ينجح. وظهرت الرسالة على الموقع الإلكتروني للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان. وخلال الفترة ذاتها، أرسلت لجنة حماية الصحفيين رسالة إلى الرئيس الأسد للإعراب عن احتجاجها على احتجاز طل الملوحي.

وقد التقى اليوم وفد من لجنة حماية الصحفيين ومنظمة صحفيين بلا حدود مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي-مون، حيث أثار الوفد قضية طل الملوحي. وكان اللقاء مخططا من قبل وركز بصفة أساسية على قضايا الصحافة في الشرق الأوسط وحرية التعبير على شبكة الإنترنت.