قوات الأمن التابعة لحركة حماس تعتدي على صحفيين يغطون تظاهرة سلمية في غزة

نيويورك، 16 آذار/مارس 2011 -اعتدت قوات الأمن التابعة لحركة حماس على صحفيين محليين يغطون تظاهرة سلمية جرت يوم الثلاثاء للمطالبة بتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية. وتوصلت تحريات لجنة حماية الصحفيين إلى أنه تم نقل صحفي واحد على الأقل إلى المستشفى بعد تعرضه للضرب. وتعرب لجنة حماية الصحفيين عن شجبها للعنف المستخدم ضد الصحافة وتدعو السلطات في غزة أن تسمح للصحفيين بتغطية الأخبار بحرية.

 

وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “نحن نشعر بالقلق مما نقلته التقارير عن لجوء حركة حماس للعنف ضد الصحافة. وللأسف فإن السلطات في غزة تقتدي بتصرفات أنظمة الحكم الأخرى في المنطقة عبر مضايقة الصحفيين الذين يقومون بعملهم والاعتداء عليهم بالضرب”.

تجمّع في يوم الثلاثاء مئات النشطاء الفلسطينيين في غزة للمطالبة بتحقيق الوحدة الوطنية والمصالحة السياسية من أجل إنهاء الانقسام بين حركتي حماس وفتح. وكانت حركة حماس قد فرضت سيطرتها الكاملة على قطاع غزة في عام 2007 بعد أن فازت في الانتخابات البرلمانية في عام 2006، في حين ظلت الضفة الغربية تحت سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس وحركة فتح.

وتحدثت لجنة حماية الصحفيين مع فتحي درويش، مدير المحطة الإذاعية المستقلة ‘صوت الوطن’ التي تتخذ من غزة مقرا لها، وأفاد أن اثنين من العاملين في المحطة تعرضا للضرب بينما كانا يغطيان التظاهرة، وهما أحمد حتحت، وهو مراسل صحفي، ومحمود أبو طه، وهو مذيع برامج. وقال درويش، “كان يوجد عدد كبير من الصحفيين الآخرين ممن تعرضوا للاعتداء أثناء التظاهرة”، وأضاف أن الصحفي أكرم عطاالله الذي يكتب في صحيفة ‘الأيام’ التي تصدر من الضفة الغربية، تعرض أيضاً لضرب مبرح وأصيب بكسر في ذراعه الأيسر، وتم نقله إلى المستشفى.

وقال محمود أبو طه أن رجالا يرتدون ملابس مدنية اعتدوا عليه وعلى صحفيين آخرين بينما كانوا يغطون التظاهرة. وأفاد للجنة حماية الصحفيين، “تعرضت للضرب بقضيب معدني وبهري وتم تهديدي بالاحتجاز إذا لم أغادر مكان التظاهرة”. كما قام عناصر من جهاز الأمن يرتدون ملابس مدنية بضرب المصور الصحفي محمد البابا، الذي يعمل مع وكالة الأنباء الفرنسية، بينما كان يغطي التظاهرة، وذلك وفقاً لما أفاد به الصحفي للجنة حماية الصحفيين. كما أفاد أن عناصر الأمن هددوه بأنهم سيعتقلونه ويصادرون الكاميرا التي بحوزته إن لم يغادر مكان التظاهرة.

وأضاف محمد البابا أن عدة صحفيين آخرين تعرضوا للضرب، ولكن بسبب الفوضى التي كانت سائدة وأن الظلام بدأ يحل حينها، لم يتمكن من تقدير عدد الصحفيين الذين تم الاعتداء عليهم. وأوردت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ أن ثلاثة صحفيين نقلوا إلى المستشفى. ولم تتمكن لجنة حماية الصحفيين من التحقق من العدد.