لجنة حماية الصحفيين تستنكر الاعتداء على محطة إذاعية في كردستان العراق

نيويورك، 8 آذار/مارس 2011 – قام ما يقارب اثني عشر مسلحا بمداهمة مكاتب محطة إذاعية مستقلة في يوم الأحد في منطقة كالار في السليمانية، وحطموا المكاتب وخربوا معظم الأجهزة وصادروا ما تبقى منها. تعرب لجنة حماية الصحفيين عن استنكارها لهذا الاعتداء على راديو ‘دانغ’ وتطالب السلطات في كردستان العراق بإجراء تحقيق شامل بشأنه. وهذا الاعتداء المسلح هو الثاني الذي تتعرض له محطات إذاعية في السليمانية خلال أقل من شهر، وذلك وفقاً للتقارير الإخبارية.

 

وأعرب أزاد عثمان، المدير التنفيذي لإذاعة ‘دانغ’ عن اعتقاده بأن التغطية التي أوردتها الإذاعة للتظاهرات المناهضة للحكومة في السليمانية كانت السبب وراء الاعتداء. وقال، “لقد غطينا التظاهرات على نحو مباشر ومهني، وأعتقد أن البعض لم يعجبه ذلك، لا سيما المسؤولين في السلطات”.

حدثت احتجاجات متناثرة في شمال العراق خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وأسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وجرح 158 آخرين لغاية الآن، وذلك وفقاً لما صرح به الدكتور نوزاد أحمد، رئيس مديرية العناية الطبية الطارئة، لمحطة ‘سي أن أن’ التلفزيونية. واليوم تجمّع مئات المتظاهرين في السليمانية للاحتجاج ضد مسعود البرزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان، وذلك وفقاً لتقارير إخبارية دولية.

وقال روبرت ماهوني، نائب مدير لجنة حماية الصحفيين، “هذه هي المرة الثانية خلال أقل من شهر يقوم بها رجال مسلحون بالاعتداء على محطة إذاعية انتقاما منها على تغطيتها للاحتجاجات المناهضة لحكومية إقليم كردستان. نحن نحمل الحكومة المسؤولية عن سلامة وحماية الصحفيين المستقلين ووسائل الإعلام والذين يخضعون لولايتها. إن الدستور العراقي يضمن حرية الصحافة، ويجب على السلطات إعمال هذا الحق”.

في يوم الأحد، وحوالي الساعة 2:30 صباحاً، حضر ما لا يقل عن 10 مسلحين يستقلون سيارتين وداهموا مكاتب المحطة الإذاعية في كالار، وهي منطقة تقع في الجنوب الشرقي من السليمانية، وذلك وفقاً لما أفاد به ماريوان حمة سعيد للحنة حماية الصحفيين، وهو رئيس مجموعة محلية معنية بحرية الصحافة تدعى مركز مترو.

وفي 20 شباط/فبراير، داهم 50 مسلحاً محطة ‘ناليا’ للإذاعة والتلفزيون التي تأسست حديثاً، وتم تحطيم معدات البث بإطلاق الرصاص عليها وإشعال النيران فيها. وقد أصيب في الاعتداء حارسان وموظف تنظيفات. ولغاية الآن، لم يتم اعتقال أي أحد على خلفية هذا الاعتداء، وذلك وفقاً لأقوال صحفيين محليين.

ويشعر الصحفيون المحليون بالخوف جراء الاعتدائين على المحطتين خلال شهر واحد. وقال أزاد عثمان، “لقد خلّف الاعتداءات شعورا بالقلق لدى الصحفيين المستقلين، وجعلهم يتوخون مزيدا من الحرص والحذر في تغطيتهم الصحفية”.

وكان الاعتداء الذي وقع يوم الأحد هو ثاني اعتداء تتعرض له إذاعة ‘دانغ’ منذ تأسيسها في عام 2010، إذ كانت هي أول محطة إذاعية مستقلة تبث في المنطقة. ففي آذار/مارس 2010، داهمت قوات الأمن الكردية مكاتب المحطة وقطعت بثها وصادرت معداتها. وزعمت السلطات أن المحطة لم تحصل على ترخيص يسمح لها بالبث، ولكن محطة ‘دانغ’ نفت هذه المزاعم. وبعد موجة من الاحتجاج من قبل جماعات تدافع عن حرية الصحافة، استعادت المحطة معداتها وعاودت بثها.