في ليبيا، أربعة صحفيين محتجزين، و ثلاثة مفقودين، وصحفي لقي حتفه

نيويورك، 20 آذار/مارس 2011 – قالت قناة ‘الجزيرة’ اليوم إن السلطات الليبية تحتجز أربعة من صحفييها في طرابلس منذ عدة أيام، في حين أوردت وكالة الأنباء الفرنسية أن ثلاثة صحفيين باتوا مفقودون في شرق ليبيا. وفي يوم السبت، قُتل مؤسس ومدير محطة تلفزيونية ليبية تبث عبر الإنترنت إثر إصابته بالرصاص بينما كان يغطي معركة في ضواحي بنغازي. وتعرب لجنة حماية الصحفيين عن شجبها للاعتداءات الجارية ضد الصحافة في ليبيا، وتطالب السلطات الليبية بالإفراج الفوري عن الصحفيين المحتجزين.

قالت قناة ‘الجزيرة’ في بيان صحفي إن السلطات الليبية احتجزت المراسلين الصحفيين أحمد فال ولد الدين، ولطفي المسعودي، والمصورين كامل التلوع وعمار الحمدان، وذلك بينما كانوا يغطون الأخبار في غرب ليبيا. ولم يحدد بيان ‘الجزيرة’ وقت الاحتجاز، ولكن مسؤولين في القناة أخبروا لجنة حماية الصحفيين إن الصحفيين احتجزوا منذ بضعة أيام.

 

وقالت قناة ‘الجزيرة’ التي تتخذ من قطر مقرا لها إنها تحمل نظام القذافي المسؤولية عن أمن الصحفيين الأربعة وسلامتهم، وطالبت السلطات الليبية بالإفراج عنهم دون تأخير. وتأتي أخبار احتجاز هؤلاء الصحفيين في الوقت الذي بدأت فيه قوات أمريكية وأوروبية بشن غارات ضد قوات القذافي في مسعى لفرض منطقة حظر الطيران التي وافقت عليها الأمم المتحدة.

 

وفي يوم الثلاثاء، احتجزت السلطات الليبية أربعة من صحفيي صحيفة ‘نيويورك تايمز’. وقال سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، للمذيعة كريستيان أمنبور من محطة ‘آيه بي سي’ خلال مقابلة صحفية جرت الأسبوع الماضي، إنه سيتم الإفراج عن صحفيي صحيفة ‘نيويورك تايمز’ بعد فترة وجيزة. إلا أنه لم تحدث أية تطورات جديدة بهذا الشأن منذ ذلك الوقت.

 

وكذلك لا زال ستة صحفيين على الأقل ممن انتقدوا الحكومة علنا، مجهولي المصير وسط توقعات واسعة النطاق بأنهم محتجزون لدى القوات الموالية للقذافي. وقد اختفى ثلاثة من الصحفيين الستة بعد فترة وجيزة من تحدثهم مع قناة ‘الجزيرة’ على الهواء. كما تعرض للاحتجاز عدد كبير من الصحفيين، من بينهم صحفيون من محطة ‘بي بي سي’ ومن صحيفة ‘غارديان’ التي تصدر من لندن، وقد ظلوا محتجزين لفترات مختلفة قبل الإفراج عنهم.

 

وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “يجب على السلطات الليبية الإفراج عن جميع الصحفيين المحتجزين فوراً”.

 

وأوردت وكالة الأنباء الفرنسية اليوم إن صحفيين يعملان لديها، وهم ديف كلارك وروبيرتو شميت، والمصور جو رايدل الذي يعمل مع وكالة التصوير ‘غيتي إيميجز’ أصبحوا مجهولي المصير. وقالت الوكالة إن آخر مرة اتصل الصحفيون بها كانت ليلة الجمعة عبر البريد الإلكتروني، وذلك قبيل مغادرتهم مدينة طبرق التي تقع في شرق ليبيا.

 

ومنذ أن بدأت الثورة في ليبيا في شباط/فبراير، وثقت لجنة حماية الصحفيين أكثر من 50 اعتداءا على الصحافة، بما فيها مصرع صحفيين اثنين، واحتجاز ما يزيد عن 33 صحفياً، وخمسة اعتداءات، واعتدائين على مرافق صحفية، وحالات عديدة من مصادرة معدات الصحفيين، وثلاث حالات من إعاقة عمل الصحافة، والتشويش على إشارات بث قناتين فضائيتين، وتعطيل خدمات الإنترنت. (انقر هذا الرابط للاطلاع على السرد المتواصل الذي أعدته لجنة حماية الصحفيين حول الاعتداءات على الصحافة في ليبيا).

 

وفي يوم السبت، قُتل محمد النبوس، وهو مؤسس تفلزيون ‘ليبيا الحرة’ الذي يبث عبر الإنترنت، وذلك جراء إصابته برصاص قناص بينما كان يغطي معركة في محيط بنغازي، وذلك وفقاً لما أوردته وكالة ‘أسوشيتد برس’ ومواقع إلكترونية إقليمية. (وكان آخر تقرير بثه النبوس قد انقطع فجأة، ويبدو أن ذلك بسبب إصابته بالرصاص حينها). وكانت محطة ‘ليبيا الحرة’ تبث صورا حية وتعليقات سياسية من ليبيا منذ أواسط شباط/فبراير.

 

النبوس هو ثاني ضحية يلقى مصرعه في ليبيا خلال أسبوع. ففي 12 آذار/مارس، قُتل بالرصاص المصور علي حسن الجابر الذي يعمل مع قناة ‘الجزيرة’ عندما تعرض طاقمه لكمين على يد مسحلين يشتبه بأنهم ينتمون لقوات الأمن المؤيدة للقذافي، وذلك على طريق سريع بالقرب من بنغازي. وأصيب صحفي آخر من ‘الجزيرة’ بجراح. وقد سجلت ست حالات قتل صحفيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال هذا العام: واحد في تونس، وواحد في مصر، وواحد في العراق، وواحد في اليمن، واثنان في ليبيا.

 

وقالت الهيئة العامة الليبية للإعلام الخارجي، وهي هيئة حكومية مسؤولة عن تنظيم عمل وسائل الإعلام الدولية، إن ليبيا ليست مسؤولة عن أمن الصحفيين الأجانب الذين يدخلون البلاد دون اتباع الإجراءات التي تتضمن الحصول على إذن من الحكومة والخضوع لمراقبتها. وقال بيان صادر عن الهيئة إن “[ليبيا] لا تتحمل أي مسؤولية قانونية وأخلاقية عن ما يمكن أن يتعرض له الإعلاميون من مخاطر”. وفي بيان منفصل، قال نائب وزير الخارجية، خالد الكعيم، إن الصحفيين الذين يدخلون البلاد بصفة “غير مشروعة” سيعاملون معاملة “الخارجين عن القانون” و “المتعاونين مع تنظيم القاعدة”.

 

وقال محمد عبد الدايم، “نحن نرسل تعازينا إلى أسرة وأصدقاء زميلنا محمد النبوس. ويجب على الحكومة الليبية أن تكف عن اللجوء إلى اللغو الترهيبي فيما يتعلق بالصحفيين، والكف عن استهدافهم أو احتجازهم بصفة تعسفية”.