السلطات العراقية تقمع وسائل الإعلام؛ والانتهكات تتواصل في اليمن وليبيا

نيويورك، 25 شباط/فبراير 2011 – تعرب لجنة حماية الصحفيين عن استنكارها للاعتداءات الجديدة التي حدثت اليوم في العراق واليمن وليبيا ضد الصحفيين الذين يحاولون تغطية الاحتجاجات المناهضة للحكومات. فقد شنت الحكومة العراقية حملة قمع ضد وسائل الإعلام إذ قامت قوات الأمن بمداهمة مكاتب قناة فضائية، كما أنها اعتقلت عشرات الصحفيين، وصادرت معدات ، وذلك وفقاً لصحفيين محليين وتقارير إخبارية. وفي اليمن، قامت السلطات اليوم باحتجاز أربعة صحفيين على الأقل، حسبما أورد صحفيون محليون، وكذلك أوردت قناة الجزيرة أنه تم منع فريقها الإعلامي من تغطية التظاهرات في صنعاء. وفي ليبيا، قامت قوات حرس الحدود بمصادرة كاميرات وبطاقات ذاكرة إلكترونية من صحفيين في طريق دخولهم إلى ليبيا من تونس، وذلك وفقاً لتقارير صحفية

وقال روبرت ماهوني، نائب مدير لجنة حماية الصحفيين، “لقد ظل الإعلام في الشرق الأوسط ومنذ فترة طويلة يتعرض لضغوط من الحكومات، ولكن ما نشهده الآن يمثل تصعيدا واضحاً في القمع. نحن نشعر بالقلق بصفة خاصة كون الحكومات المنتخبة بصفة ديمقراطية، مثل حكومة العراق، تسعى لكبح التغطية الإعلامية للاحتجاجات السياسية. ونحن نطالب السلطات في بغداد أن تفي بالتزاماتها باحترام الحريات الإعلامية”.

وقامت قوات الأمن العراقية بمنع إدخال الكاميرات إلى ساحة التحرير في بغداد، حيث كان يتجمع آلاف المحتجين، وذلك وفقاً لتقارير إخبارية وصحفيين محليين. وصادرت الشرطة أشرطة تمكّن المصورون من تصويرها في الساحة، وذلك حسبما أوردت قناة الجزيرة.

وأوردت قناة الجزيرة أيضاً أنه تم اليوم اعتقال عشرات الصحفيين في وسط بغداد، ومن بينهم أربعة صحفيين يعملون مع وسائل الإعلام العراقية، وهم حسام السراي، وهو مراسل صحيفة الصباح؛ وعلي عبد السادة، وهو مراسل صحيفة المدى؛ وهادي المهدي، وهو مذيع في إذاعة ديموزي، وعلي سميران، وهو محرر في صحيفة الصباح، وذلك وفقاً لتقارير إخبارية. وقد تم اقتيادهم إلى مكان مجهول حسبما افاد صحفيون محليون لموقع ‘السومرية’ الإلكتروني الإخباري. وقال أحد الصحفيين، “قامت قوة عسكرية بمداهمة مطعم الترف في وسط بغداد واعتقلت الصحفيين الأربعة بعد أن قامت بضربهم”.

وقامت قوات الجيش والشرطة باعتقال علي جاسم وصفاء حاتم ، وهما مصوران يعملان مع قناة ‘السومرية’ الفضائية، والمراسلين الصحفيين سنان عدنان وإدريس جواد، وذلك بينما كانوا يقومون بتغطية التظاهرات في بغداد، وذلك وفقاً لموقع ‘السومرية نيوز‘. كما قامت قوات مكافحة الشغب بمداهمة مكاتب قناة ‘الديار’ الفضائية في بغداد واحتجزت عشرة من موظفي القناة لمدة ثلاث ساعات، وذلك وفقاً لموقع قناة ‘الديار’ الإلكتروني. وفي فترة ما بعد الظهر، قامت قوات مكافحة الشغب بمداهمة المكتب مرة ثانية، ومنعت الموظفين من دخول المبنى، واعتقلت ثلاثة موظفين آخرين على الأقل.

تعرضت الصحفية نياز عبدالله لاعتداء اليوم بينما كانت تغطي التظاهرات في أربيل، وتعمل الصحفية مراسلة لراديو ‘نوى’ ومتطوعة في مركز مترو، وهو جماعة محلية معنية بالحريات الصحفية، وقالت للجنة حماية الصحفيين “كنت أتحدث للإذاعة عبر بث مباشر عندما أتى ضابط أمن يرتدي ملابس مدنية وبدأ بتوجيه تهديدات لي”. وقد هددها الضابط باستدعاء رجال للاعتداء عليها، ملمحاً إلى اعتداء جنسي. وأضافت الصحفية “لقد حافظت على هدوئي، ولكن الأمر كان مخيفاً جداً”، وأضافت أنه قد تمت مصادرة معدات تصوير من اثنين من زملائها بينما كانتا تغطيان التظاهرات.

وفي كربلاء، اعتدت قوات مكافحة الشغب على فريقين إعلاميين تابعين لقناة ‘آفاق’ وقناة ‘السلام’، وذلك وفقاً لتقارير إخبارية. وقال مراسل قناة ‘آفاق’، جهاد جعفر، لموقع ‘نون’ الإخباري “لقد تعرضوا للضرب والشتم بينما كانوا يعملون على تغطية الأخبار خلال التظاهرة في كربلاء”. وأضاف أنه تمت مصادرة الأشرطة المسلجة من الفريقين الإعلاميين.

وفي اليمن، اعتدت قوات الأمن على مصور لم يُعلن عن اسمه يعمل في قناة ‘سهيل’ التلفزيونية التابعة للمعارضة، كما احتجزت أربعة صحفيين على الأقل بينما كانوا يغطون تظاهرات في المنصورة في محافظة عدن، وذلك حسبما أفاد صحفيون محليون للجنة حماية الصحفيين. واحتجزت قوات الأمن الصحفيين المستقلين مرزوق ياسين، وعبد الرحمن أنيس، وباسم الشعبي، وذلك بينما كانوا يعملون على تغطية التظاهرات في المنصورة لعدة مواقع إخبارية إلكترونية. كما عمدت قوات الأمن إلى منع فريق إعلامي تابع لقناة الجزيرة من الوصول إلى التظاهرات التي حدثت قرب جامعة صنعاء، وذلك حسبما أوردت القناة.

وفي ليبيا، أفاد صحفيون أجانب دخلوا البلاد عبر تونس، ومن خلال رسائل نشروها على موقع تويتر، أن حرس الحدود صادروا الكاميرات التي بحوزتهم والأقراص الصلبة من أجهزة الكمبيوتر وبطاقات الذاكرة الإلكترونية. وقال بوول دانار، وهو صحفي يعمل مع محطة ‘بي بي سي’ ويغطي الأخبار من الحدود الليبية التونسية إنه تحدث مع الصحفي سوريش كوثيا، “وهو صحفي هندي وصل للتو إلى ليبيا” الذي أخبره بدوره أنه “عند نقطة التفتيش الأخيرة قام الجيش الليبي بمصادرة بطاقات الذاكرة من الهواتف الخلوية من جميع الصحفيين كما صادر الأقراص الصلبة من أجهزة الكمبيوتر المحمولة، وذلك لمنع إخراج الصور التي تم التقاطها للانتفاضة الشعبية”. وقال كوثيا للصحفي دانار إن عناصر الجيش حطموا المعدات التي كانت بحوزته وألقوا بها على الأرض.