لجنة حماية الصحفيين تعرب عن قلقها جراء الموجة الأخيرة من انتهاكات الحريات الصحفية في الضفة الغربية

حضرة معالي الوزير إيهود باراك،

تعرب لجنة حماية الصحفيين عن قلقها جراء الموجة الأخيرة من انتهاكات الحريات الصحفية في الضفة الغربية، بما في ذلك عمليات الاحتجاز والرقابة والمضايقات والاعتداءات الجسدية على يد الجنود الإسرائيليين. ونناشدكم أن تضمنوا قيام قوات الدفاع الإسرائيلية بدراسة الحالات المعروضة أدناه وفرض إجراءات تأديبية ضد أي فرد يثبت ارتكابه لانتهاكات.

منذ بداية شهر شباط/فبراير، وثّقت لجنة حماية الصحفيين سبع حالات وتحدثت بصفة مباشرة مع الصحفيين المعنيين. وقد وجهنا طلباً إلى جيش الدفاع الإسرائيلي للحصول على تعليقاته، ولكن لم تتلقَ رداً سريعاً.

أطلقت القوات الإسرائيلية رصاصاً مطاطياً على مصور وكالة أنباء شينخوا، السيد نضال اشيته، في قرية عراق بورين قرب نابلس في 6 شباط/فبراير. وكان نضال اشتيه يغطي المواجهات بين المستوطنين الإسرائليين وبين أهالي القرية. وقال اشتيه للجنة حماية الصحفيين أن افراداً من الجيش طلبوا منه التوقف، ولكن عندما أصر على مواصلة عمله أطلق عليه أحد الجنود رصاصاً مطاطياً وأصابه في قدمه.

وفي اليوم نفسه، أورد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية أن الجيش الإسرائيلي احتجز حافلة تقل 50 صحفياً عند حاجز الكونتينر خارج بيت لحم، وكان الصحفيون في طريق عودتهم من رام الله إلى الخليل بعد مشاركتهم في عملية التصويت لانتخابات نقابة الصحفيين الفلسطينيين. وقال رائد الأطرش للجنة حماية الصحفيين، وهو منتج ومقدم برامج في محطة إذاعة “بلدنا” في الخليل، إن الجنود الإسرائيليين أمروا الصحفيين بالنزول من الحافلة وصادروا منهم بطاقات الهوية التي تشير إلى أنهم صحفيون. على أثر ذلك دخل رائد الأطرش في جدال مع أحد الجنود فقام الجندي بدفعه وتكبيله ثم احتجزه في غرفة. ورفض سائر الصحفيين المغادرة دون زميلهم ولم يبارحوا الحاجز حتى تم الإفراج عنه بعد ساعة ونصف. وأفاد رائد الأطرش للجنة حماية الصحفيين أن الجنود أجبروه على توقيع وثيقة تصرح بأنه لم يتعرض للتعذيب.

وأوردت قناة الجزيرة أن عدة صحفيين يغطون العمليات العسكرية الإسرائيلية في مخيم شعفاط للاجئين بالقرب من القدس أصيبوا بجراح بسبب قيام جنود إسرائيليين بإطلاق قنابل مسيلة للدموع وقنابل صوتية ورصاص مطاطي نحو تجمع من الناس يضم صحفيين يومي 8 و 9 شباط/فبراير. وقد أصيبت الصحفية ديالا جويحان بجراح في البطن نتيجة لإصابتها بقنبلة صوتية أطلقها جنود إسرائيليون، وتعمل الصحفية مراسلة للموقع الإلكتروني “قدس نت”. وقالت جويحان للجنة حماية الصحفيين إنها كانت تغطي الصدامات من مسافة بعيدة عندما قام جندي بإطلاق القنبلة الصوتية صوبها. ووفقاً لقناة الجزيرة، أصيب بجراح أثناء تغطية المصادمات ذاتها يوم 8 شباط/فبراير، كل من مصور التلفزيون الفلسطيني نادر بيبرس، ومصور محطة “سي أن أن” كريم خضر ومصور وكالة “رويترز” سنان أبو ميزر وعمار عوض، وذلك جراء تعرضهم للقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي التي أطلقها الجيش الإسرائيلي. وفي 9 شباط/فبراير، أثناء اليوم الثاني للمصادامات بين سكان المخيم والجنود الإسرائيليين، أصيب ثلاثة مصورين صحفيين آخرين بجراح أثناء قيامهم بتغطية الأحداث، وهم عطا عويسات، ومحمود عليان من صحيفة “القدس”، وأحمد غرابلة الذي يعمل لوكالة الأنباء الفرنسية. وقال أحمد غرابلة للجنة حماية الصحفيين إن الجنود استهدفوا الصحفيين وحاولوا مصادرة معداتهم.

وفي 23 شباط/فبراير، اعتقلت القوات الإسرائيلية المصور ناصر الشيوخي الذي يعمل مع وكالة “أسوشيتد برس”، وذلك خارج الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل. وقال الشيوخي للجنة حماية الصحفيين إنه كان يلتقط صوراً للمسجد عندما اقترب منه جندي إسرائيلي ثم صادر الكاميرا التي بحوزته وناداه باسم “إرهابي”. بعد ذلك تم اقتياده لغرفة تحقيق في مستوطنة كريات أربع، وتم إعلامه هناك أن مستوطناً رفع عليه قضية بتهمة الاعتداء. وقد أنكر الشيوخي التهمة وتم الإفراج عنه بكفالة بلغت 1,000 شيكل إسرائيلي جديد (ما يعادل 266 دولار أمريكي). وقال إنه استدعي للمثول أمام المحكمة في 28 أيلول/سبتمبر.

وفي 7 آذار/مارس، وفقاً لتقارير صحفية، تعرض المصور محفوظ أبو ترك الذي يعمل مع وكالة “أسوشيتد برس”، والمصور محمود عليان من صحيفة “القدس” لجراح على يد القوات الإسرائيلية بينما كانا يغطيان مصادمات بين الجنود وبين مواطنين فلسطينيين في ساحة المسجد الأقصى في البلدة القديمة في القدس. وقال محفوظ أبو ترك للجنة حماية الصحفيين أنه إصيب بجرح في فخذه الأيمن جراء إصابته برصاص مطاطي، وأن أحد الجنود حاول مصادرة الكاميرا التي بحوزته.

وفي اليوم نفسه، إصيب بجراح على يد القوات الإسرائيلية كل من عبد الحافظ الهشلمون الذي يعمل مع الوكالة الأوروبية للتصوير الصحفي، والمصور عبد الغني النتشة الذي يعمل مع الموقع الإلكتروني الإخباري “بال ميديا”، وأكرم النتشة الذي يعمل مراسلاً لتلفزيون “القدس”، ومحمد حميدات الذي يعمل مصوراً مع تلفزيون فلسطين. وكان الصحفيون يغطون المصادمات التي جرت قرب الحرم الإبراهيمي في الخليل. وقال عبد الحافظ الهشلمون للجنة حماية الصحفيين إن جنديين إسرائيليين دفعاه نحو جدار وقاما بكسر الكاميرا التي بحوزته. وقال محمد حميدات وأكرم النتشة للجنة حماية الصحفيين إنهما تعرضا للضرب وأصيبا بكدمات على يد الجنود الإسرائيليين كما أجبرهما الجنود على مغادرة مكان الأحداث.

نحن نطالبكم باتخاذ إجراءات حاسمة لإنهاء المضايقات ضد الصحفيين، وجعل ممارسات جيش الدفاع الإسرائيلي منسجمة مع المعايير الدولية لحرية الصحافة، والسماح للصحفيين بالقيام بعملهم بأمان ودون تدخل متعمد.

نشكركم مقدماً على اهتمامكم بهذه الشؤون المهمة. ونتطلع لتلقي ردكم.

مع التحية،

جويل سايمون

المدير التنفيذي