عنصر من المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي يقف عند نقطة في مدينة عدن باليمن، في 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2021. قُتلت مؤخراً الصحفية اليمنية رشا عبدالله الحرازي بعبوة ناسفة زرعت في سيارتها في عدن، وأُصيب زوجها بجراح في التفجير نفسه. (رويترز/ فواز سلمان)

لجنة حماية الصحفيين تدين مقتل الصحفية اليمنية رشا عبدالله الحرازي بعبوة ناسفة

نيويورك، 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021- قالت لجنة حماية الصحفيين اليوم إنه يجب على كافة أطراف النزاع في اليمن التوقف عن استهداف العاملين في الصحافة، ويجب عليهم ضمان إجراء تحقيقات كاملة في جرائم قتل الصحفيين ومحاسبة المسؤولين عنها.

قُتلت يوم أمس الصحفية رشا عبدالله الحرازي بتفجير عبوة ناسفة زُرعت بسيارتها أثناء قيادتها للسيارة في حي خور مكسر بمدينة عدن جنوب البلاد، وفقاً لتقارير أوردتها وكالتا رويترز وأسيوشيتد برس وصحيفة المصدر اليمنية المستقلة.

وأفادت التقارير أن الصحفية رشا الحرازي قُتلت، وقد كانت حامل. كما أصيب زوجها، محمود العتمي، الذي يعمل صحفياً أيضاً بإصابة خطيرة من جراء التفجير وتم إدخاله إلى المستشفى لتلقي العلاج.

ولم تعلن أية جماعة عن مسؤوليتها عن الهجوم، وفقاً لما ذكرته وكالة أسيوشيتد برس.

وقال جستن شيلاد، الباحث المتقدم في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بلجنة حماية الصحفيين “يتضح لنا من مقتل الصحفية رشا عبدالله الحرازي بهذه الطريقة المروعة وإصابة محمود العتمي بجروح بليغة كيف يواجه الصحفيون اليمنيون شبح الموت بشكل يومي لمجرد عيشهم في وطنهم وتغطية أخباره. يجب على كافة أطراف النزاع في اليمن التوقف عن قتل الصحفيين، ويجب على المؤسسات الدولية والدول الأعضاء فيها الكف عن سياسة دفن الرأس في الرمال والعمل بشكل فوري على محاسبة المسؤولين عن مثل هذه الجرائم”.

وكانت رشا الحرازي تعمل لدى قناتي العين والشرق الإخباريتين الإماراتيتين، حسب ما جاء في تقرير وكالة أسيوشيتد برس وتقرير بثته قناة العربية الفضائية السعودية، حيث عملت رشا مصورة فوتوغرافية وتلفزيونية في قناة العين وفي قناة بلومبيرغ الشرق وهي قناة انبثقت عن تعاون بين وكالة الأخبار المالية الأمريكية (بلومبيرغ بيزنس نيوز) والمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام المملوكة للحكومة السعودية وتبث من الإمارات، بحسب ما علمت لجنة حماية الصحفيين من شخص مطلع على طبيعة عمل الصحفية، وقد اشترط عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية.

أما الصحفي محمود العتمي فيكتب لقناة العربية والقناة الإخبارية السعودية ’الحدث‘، وفقاً لما جاء في تقرير العربية.

وكان محمود العتمي قد تلقى في السابق تهديدات من جماعة أنصار الله، المعروفة باسم الحوثيين، حسب صحيفة المصدر. وعقب الهجوم، نشر الصحفي اليمني بسيم الجناني على حسابه في موقع تويتر لقطات شاشة يظهر فحواها رسائل لمحمود العتمي تفيد بأن أعضاء من جماعة الحوثيين كانوا يجمعون معلومات عن عنوانه في عدن وأوصاف سيارته.

وقال الجناني إنه طلب من العتمي مغادرة عدن لكن هذا الأخير رد بأنه لا يستطيع لأن زوجته على وشك أن تضع مولودهما الثاني.

وقد تواصلت لجنة حماية الصحفيين مع بسيم الجناني عبر تطبيق للتراسل ولكنها لم تتلق منه رداً فورياً.

وكانت تقارير أولية قد ذكرت أن نجل الصحفييًن، واسمه جواد، قد قُتل أيضاً في التفجير، لكن أفاد الشخص الذي تحدثت إليه لجنة حماية الصحفيين بأن جواد لم يكن في السيارة عند وقوع الانفجار.

وتخضع عدن لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي، الذي وافق في عام 2019 على تقاسم السلطة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا لكن ذلك الاتفاق لم يُنفّذ تنفيذاً كاملاً، فيما يعمل المجلس الانتقالي بصورة مستقلة عن الحكومة وله قواته الأمنية الخاصة به وميليشيات متحالفة معه، وفقاً لما أوردته تقارير الأنباء.

وتواصلت لجنة حماية الصحفيين عن طريق تطبيق للتراسل مع المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح الذي قال إن المجلس يدين بشدة هذا التفجير وإن القوات الأمنية التابعة للمجلس تُجري تحقيقات بشأنه.

وأفاد صالح بأن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي أمر المجلس بتغطية تكاليف العلاج الطبي للصحفي محمود العتمي.

يُذكر أن 19 صحفياً قتلوا في اليمن منذ اندلاع النزاع في عام 2014، فيما شهدت عدن مقتل صحفيين اثنين على الأقل خلال العام الماضي، حسب ما تظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين.

وكان مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة قد صوت الشهر الماضي على إنهاء انتداب فريق الخبراء البارزين المعني باليمن، وهو ما يعني في واقع الأمر سحب الآلية الدولية المستقلة الوحيدة للمساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من قبل كافة الأطراف في النزاع.