تعرّض ما لا يقل عن 15 صحفياً للاعتداء واعتُقل سبعة أثناء تغطيتهم للاحتجاجات الواسعة التي عمت مناطق شمال العراق الواقعة تحت السيطرة الكردية في الفترة ما بين 25 و 27 مارس/ آذار، حسب تقصيات لجنة حماية الصحفيين وما ذكرته جماعات مناصرة لحرية الصحافة وحقوق الإنسان.
وقد أثارت موجة الاعتقالات والاعتداءات هذه مخاوف في أوساط الصحفيين المحليين وجماعات الدفاع عن حرية الصحافة من أن السلطات الكردية ستتعامل بقسوة خلال الفترة التي تسبق الانتخابات. وفي هذا الصدد، أصدر فريق الاستجابة لحالات الطوارئ في لجنة حماية الصحفيين التنبيه التالي للصحفيين العاملين في هذه المنطقة.
لقد ألقى الاستفتاء حول الاستقلال الكردي الملغى سنة 2017 بظلاله على المشهد السياسي في إقليم كردستان وعمَّق من حالة التشظي والانقسام التي تعتريه. ويواجه الحزبان الرئيسيان، الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني تراجعاً غير مسبوق في مستوى شعبيتهما أدى إلى تزايد وتيرة الانشقاقات السياسية وصعود أحزاب جديدة تتحدى الوضع القائم. في غضون ذلك، من المتوقع إجراء انتخابات البرلمان العراقي والانتخابات العامة الكردية في مايو/ أيار وسبتمبر/ أيلول 2018، على الترتيب. وتظهر تقصيات لجنة حماية الصحفيين أن وسائل الإعلام تصبح عرضة للمخاطر كلما اشتدت حدة التوترات السياسية الداخلية في كردستان العراق.
تظاهر موظفو القطاع العام الكردي في 24 مارس/ آذار احتجاجاً على الفساد وإجراءات التقشف التي يقولون إنها أدت إلى عدم دفع الرواتب. وما زالت تلك الاحتجاجات جارية. وقد تعرض المتظاهرون للضرب والمضايقات، حسب منظمة العفو الدولية. ففي الفترة الواقعة ما بين 25 و27 مارس/ آذار، تعرض 15 صحفياً على الأقل ممن كانوا يغطون أخبار تلك التظاهرات للاعتداء فيما تم انتزاع معدات بعضهم من قبل قوات الأمن، بما في ذلك ضباط تابعين لقوات الأمن الداخلي الكردية، أسايش، حيث اندس هؤلاء بين صفوف المتظاهرين، تارة وهم يرتدون لباسهم الرسمي أو بملابس مدنية تارة أخرى، وفقاً لما ذكره صحفيان كانا حاضرين هناك. وقد جرى اعتقال سبعة صحفيين واحتجازهم لعدة ساعات، حسب قولهم. وقد صودرت معدات هؤلاء الأخيرين ومُسحت محتويات بطاقات الذاكرة والهواتف المحمولة التي كانت بحوزتهم. ووفقاً لتقصيات لجنة حماية الصحفيين، كان الصحفيون الذين تعرضوا للضرب والاعتقال يعملون في مؤسسات إعلامية مرتبطة بالمعارضة السياسية في أغلبية الحالات.
هذا، ولم تعلن السلطات عن الموعد المحدد لإجراء الانتخابات الرئاسية الكردية المتوقع عقدها في شهر سبتمبر/ أيلول، غير أنه من المتوقع أن تحدث تجمعات جماهيرية وتظاهرات محتملة مع تصاعد وتيرة الحملة الانتخابية. وعليه، يُنصح الصحفيون الذين يغطون نلك الأحداث باتباع ما يلي:
تحضيرات قبل التوجه إلى المهمات:
– قم بتخطيط المهمة وتأكد من أن بطارية هاتفك المحمول مشحونة بالكامل . وإذا كان لديك الكثير من المواد الحساسة على هاتفك الشخصي، ففكر في أخذ جهاز فارغ معك يمكنك فقدانه إذا لزم الأمر.
– اعرف المنطقة التي ستذهب إليها. وخطط سلفاً ما يتوجب عليك فعله في حالة الطوارئ.
– حاول دائماً أن تعمل مع زميل لك وأن يكون لديك إجراء نظامي تتبعه لتسجيل حضورك مع قاعدتك. وليكن لديك رسالة نصية مسبقة التسجيل وجاهزة للانطلاق إشارة إلى أن الوضع آخذ في التدهور أو إذا بات تعرضك للاعتقال وشيكاً. وتأكد من أن زملاءك يدركون ما الذي يتعين عليهم فعله في حال تعرضك للاعتقال. فكر في ترتيب مساعدة قانونية مسبقاً، للتصرف والسؤال عنك إذا لم تقم بتسجيل حضورك.
– ارتدي ملابس وحذاء يسمحان لك بالتحرك بسرعة. وتجنب الملابس الفضفاضة وارتداء الأربطة حول العنق كي لا يتم اجتذابك منها، وتجنب أيضاً المواد القابلة للاشتعال مثل النايلون. قد تثني بطاقات التعريف الصحافية قوات الأمن عن توجيه إجراء عنيف ضدك، ولكن حاول، ما أمكن، أن لا تميّز نفسك بشكل محدد كمنتسب لمؤسسة إعلامية بعينها، وخاصة إذا كان ذلك يجعلك مستهدفاً. احمل معك دائماً أوراق الاعتماد الصحفية لإبرازها إذا ما تعرضت للاستجواب من قبل السلطات.
– تخيّر موقعك. الموقع المثالي هو الموقع المرتفع الذي يوفر لك قدراً أكبر من السلامة. وإن كنت تعمل ضمن حشود، ضع استراتيجية لتحركك. حاول البقاء خارج كتلة الجماهير وتحاشى التواجد في وسطها كي لا يكون الهروب عسيراً. حدد لنفسك مساراً للهرب.
– خطط دائماً المسار الذي ستخلي عبره المكان أياً كان موقع تواجدك. وإذا كنت تعمل مع آخرين، قم مسبقاً باختيار نقطة الملتقى المتفق عليها.
– حافظ في كل وقت على إلمامك بالأوضاع وقلل من المقتنيات الثمينة في حوزتك.
– بالنظر إلى المناخ السائد، يتوجب على الصحفيين أيضاً إدراك الحساسية المحتملة فيما يتعلق بالنقل عن المصادر في هذه الاحتجاجات إذ قد تخشى هذه المصادر ما قد يترتب من نتائج عكسية إذا تم التعرف على هويتها.
وعند التعامل مع الاعتداء:
– اقرأ لغة الجسد واستخدم لغة الجسد الخاصة بك لتهدئة الوضع.
– حافظ على النظر في عين المعتدي واستخدم إيماءات اليد المفتوحة وواصل الكلام بأسلوب يبعث على الهدوء.
– حافظ على مسافة بمقدار ذراع ممدودة بينك وبين التهديد. تراجع للخلف وإذا ما أمسك بك أحد ما، انفصل عنه بثبات دون اعتداء. أما إذا ما تم حشرك في زاوية وأصبحت في خطر، فاصرخ.
– إذا ما تفاقم الموقف، اجعل إحدى يديك فارغة كي تكون جاهزة لحماية رأسك وتحرك بخطوات قصيرة ومتأنية لتجنب السقوط أرضاً. وإن كنتم ضمن فريق فابقوا معاً مع تشبيك بالأذرع.
– كن واعياً لما يجري ولمسألة سلامتك. ففي الوقت الذي يكتسب فيه توثيق الاعتداء أهمية صحفية في بعض الأحيان، قد يعمل التقاط الصور لمرتكبي الاعتداءات على تصعيد الوضع.
أصدر فريق الطوارئ التابع للجنة حماية الصحفيين في أغسطس/ آب 2017 تنبيهاً بشأن السلامة يحذر فيه من مخاطر صعود الميليشيات وتفتت السيطرة في أعقاب هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية. ينبغي للصحفي الدولي الذي يعتزم التوجه إلى مناطق متنازع عليها في العراق أن يقرأ هذا المقال حول طفرة حواجز التفتيش الذي كتبته أليسا روبن، المديرة السابقة لمكتب صحيفة ‘نيويورك تايمز’ في بغداد.
إن لجنة حماية الصحفيين تشجع الصحفيين المحليين والمستقلين والمؤسسات الإعلامية التي تغطي الاحتجاجات في كردستان على التقيد التام بمبادئ وممارسات السلامة الصادرة عن ائتلاف ثقافة السلامة المهنية للصحفيين (ACOS) والتي يمكنكم الاطلاع عليها هـنا.