نيويورك، 6 مارس/ آذار 2018- قالت لجنة حماية الصحفيين اليوم إنه يتوجب على السلطات اليمنية في عدن التحقيق في هجوم تعرض له مكتب إحدى المؤسسات الإعلامية، وأن تكفل للصحفيين العاملين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها إمكانية العمل في جو من الحرية والأمان.
وكان رجال مسلحون قد داهموا يوم 1 مارس/ آذار مكاتب مؤسسة الشموع وأضرموا النيران في المطابع التي تستخدمها المؤسسة لطباعة مجلتها الأسبوعية ‘الشموع’ وصحيفتها اليومية ‘أخبار اليوم’، وفقاً لما ذكرته منظمة رايتس رادار المحلية لحقوق الإنسان وتقارير الأنباء.
وفي واشنطن العاصمة، قال منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، شريف منصور، إنه “يتعين على كافة السلطات التي تمسك بزمام السلطة في عدن أن تحقق على الفور في هذا الهجوم وأن تضمن سلامة الصحفيين العاملين في مناطق تزعم هذه السلطات أنها واقعة تحت سيطرتها”.
ويظهر تسجيل مصور التقطته إحدى كاميرات الحماية في المؤسسة رجالاً مسلحين يندفعون إلى داخل المبنى ثم يقودون الموظفين إلى الخارج تحت تهديد السلاح، فيما يُظهر تسجيل مصور آخر من كاميرا ثانية مثبتة داخل غرفة الطباعة المهاجمين وهم يشهرون أسلحتهم في وجه الموظفين ويأمرونهم بإيقاف المطبعة. وبعد أن اقتاد المسلحون الموظفين إلى خارج الغرفة، شوهد أحد هؤلاء المسلحين وهو يسكب مادة سائلة على آلة الطباعة والجرائد قبل أن يتراجع نحو الباب ويشعل النار فيها.
وقال وكيل نقابة الصحفيين اليمنيين نبيل الأسيدي للجنة حماية الصحفيين إن المؤسسة الإعلامية والصحف الصادرة عنها، والتي تشكل أخبار اليمن محور اهتمامها، تُعتبر مقربة من الحكومة المعترف بها دولياً ومن نائب الرئيس على محسن الأحمر.
من جانبه ذكر سيف الحيدري، رئيس مؤسسة الشموع، للجنة حماية الصحفيين أن المهاجمين حضروا إلى المكان في سيارات وأنهم كانوا يرتدون زياً مطابقاً لزي قوات “الحزام الأمني” التي تعمل داخل عدن وفي محيطها، وهي المدينة التي تتخذ منها الحكومة المعترف بها دولياً مقراً لها. وتخضع هذه القوات للحكومة اليمنية لكن تسليحها وتمويلها وتدريبها وعملها يتم في إطار التحالف الذي تقوده الإمارات العربية المتحدة. وفيما يتعلق بما إذا كانت المؤسسة قادرة على مواصلة النشر فلم تتمكن لجنة حماية الصحفيين من تحديد ذلك على الفور.
ولم يرد المحلق العسكري الإماراتي مباشرة على الطلب الذي أرسلته لجنة حماية الصحفيين له عبر الموقع الإلكتروني لسفارة الإمارات في واشنطن العاصمة، للتعليق على ذلك. هذا، ولم تتمكن لجنة حماية الصحفيين من التثبت من الجهة التي يتبع لها المهاجمون.
ويأتي هذا الهجوم بعد نحو أسبوع من توثيق لجنة حماية الصحفيين للكيفية التي قامت بها قوات النخبة في الجيش اليمني، والتي تعمل أيضاً تحت لواء التحالف الإماراتي، باعتقال الصحفي اليمني عوض كشميم عند حاجز تفتيش بالقرب من مدينة المكلا بمحافظة حضرموت في 21 شباط/ فبراير. ولا يزال كشميم، الذي كتب مقالات انتقد فيها الحملة التي يشنها التحالف، قيد الاعتقال، بحسب الأسيدي.