نيويورك، 30 مايو/ أيار 2017 – قالت لجنة حماية الصحفيين اليوم إن مقتل صحفيين اثنين وإصابة اثنين آخرين بجراح خطيرة في مدينة تعز اليمنية أواخر الأسبوع الماضي، يمثل تذكيراً فظيعاً بالمخاطر التي يواجهها الصحفيون الذين يغطون النزاع الممتد منذ عامين.
قُتل المصوران الصحفيان تقي الدين الحذيفي ووائل العبسي في 26 مايو/ أيار بينما كانا يغطيان القتال بين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والمدعومة من أنظمة دول الخليج وبين القوات الموالية لميليشيا الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، وذلك على الأطراف الشرقية لمدينة تعز اليمنية التي تقع في وسط البلد، وفقاً لمسؤولين محليين وتقارير الأنباء، ونقابة الصحفيين اليمنيين. كما أصيب المصور صلاح الدين الوهباني بجرح في يده، وأصيب المصور وليد القدسي بجرح خطير في ساقه، مما استدعى بتر الساق، وفقاً لتقارير الأنباء.
وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “إن مقتل المصورين تقي الدين الحذيفي ووائل العبسي يبرهن على الشجاعة التي يظهرها يومياً الصحفيون الذين يغطون النزاع في اليمن. ونحن نطالب جميع أطراف النزاع في اليمن اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لضمان سلامة الصحفيين وغيرهم من المدنيين، وإجراء تحقيقات كاملة وموثوقة بشأن ظروف مقتل الصحفيين”.
وأفاد محمد الحذيفي للجنة حماية الصحفيين، وهو والد أحد الصحفيين القتيلين، أن شهود عيان أخبروه بأن الصحفيين كانا يصوران قرب الخط الأمامي للقتال في شرق تعز عندما تعرضا لإطلاق نار مما دفعهما للجوء إلى بناية قريبة. ووفقاً لصحفي آخر تحدث بشرط عدم الإفصاح عن اسمه كونه يتنقل بين المنطقتين الخاضعتين لطرفي النزاع، قامت مجموعة من المقاتلين الحوثيين بإطلاق قذيفة نحو البناية التي كان الصحفيان مختبئين فيها، مما أدى إلى مقتل الحذيفي والعبسي وإصابة الوهباني والقدسي. ولم يكن واضحاً ما إذا كانت البناية قد استهدفت بسبب وجود الصحفيين في داخلها. وأفاد والد الحذيفي أن شهود العيان قالوا إن البناية استُهدفت لهذا السبب بالذات.
وأفاد الصحفي نفسه، والذي كان يعرف الحذيفي والعبسي، إن كلا الصحفيين أصيبا بجراح بينما كانا يغطيان القتال في العام الماضي.
أورد الموقع الإلكتروني الإخباري ‘إلمام’ بأن الحذيفي كان يغطي القتال في تعز لحساب القناة التلفزيونية ‘الإخبارية’ التابعة للحكومة السعودية عندما لقي حتفه، ولكنه عمل كمصور مستقل لعدة وسائل إعلام، من بينها الموقع الإلكتروني الإخباري ‘مأرب برس’ والذي يعمل فيه والده مراسلاً صحفياً. ولم تستجب قناة ‘الإخبارية’ لطلب لجنة حماية الصحفيين للتعليق على الخبر.
وكان العبسي يعمل لحساب القناة الفضائية اليمنية الرسمية. وكان كلا الصحفيين طالبين في جامعة تعز: إذ كان الحذيفي يدرس إدارة الأعمال، والعبسي يدرس الاتصال الجماهيري.
وأصدر المكتب الإعلامي لمحافظ تعز، علي المعمري، تصريحاً صحفياً في 26 مايو/ أيار زعم فيه أن قوات الحوثيين استهدفت الصحفيين، دون أن يقدم أي توضيحات أخرى. وأصدرت نقابة الصحفيين اليمنيين بياناً في 26 مايو/ أيار نعت فيه مقتل الصحفيين ووصفت هذه الحادثة بأنها جزء من الجهود المتواصلة التي يبذلها الحوثيون لاستهداف الصحفيين.
ويحاصر المقاتلون الحوثيون ومقاتلون متحالفون معهم مدينة تعز. وقتل 16 مدنياً على الأقل من جراء القصف منذ الأسبوع الماضي، وفقاً لتقارير الأنباء.