عندما سقطت مدينة الموصل تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في 10 يونيو/حزيران 2014، حدث أحد أكبر الاعتداءات على حرية الصحافة في العصر الحديث. فقد أُغلقت الصحف، ونُهبت محتويات مقرات القنوات التلفزيونية، واختفت المحطات الإذاعية عن موجات الأثير، واختفى عشرات الصحفيين. وخلال بضعة أيام، بات تنظيم الدولة الإسلامية يحتكر بث المعلومات.
وبعد مرور عامين على سقوط الموصل، ما زال قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين يحقق بشأن ما جرى للعديد من الصحفيين الذين اختفوا. وأوفدت لجنة حماية الصحفيين بعثة لتقصي الحقائق في العراق في أواخر عام 2015، ووجدت البعثة أن بعض هؤلاء الصحفيين فروا من المدينة، وعمد آخرون للاختباء وقاموا بتغيير أسمائهم وبدأوا يعملون في الخفاء، في حين تعرض آخرون للاختطاف من مكاتبهم وبيوتهم، وما زال من الصعب التحقق من مصيرهم لغاية هذا اليوم.
وبمناسبة الذكرى السنوية الثانية على سقوط مدينة الموصل، أعدت لجنة حماية الصحفيين خريطة تفاعلية تتضمن نبذات عن 27 صحفياً وعاملاً إعلامياً ممن وثقت اللجنة مقتلهم على يد تنظيم الدولة الإسلامية. وتتألف الخريطة من طبقتين: واحدة توضح التسلسل الزمني للاعتداءات على الصحافة، والثانية تُظهر نبذات حول الاعتداءات المختلفة. وللانتقال بين الطبقتين، يرجى النقر على زر الطبقات الذي يظهر على الجهة اليمنى العليا من الصفحة.
تتضمن الخريطة حالات من مدن في سوريا وتركيا وفرنسا، إلا أن التركيز الأكبر لهذه الاغتيالات هو في الموصل. وتتضمن الخريطة أيضاً حالات 11 صحفياً يُعتبرون في عداد المفقودين. وعلى الرغم من وجود دلائل على مقتلهم، إلا أنه لم يُعثر على جثثهم لغاية الآن، لذا لا تصنفهم لجنة حماية الصحفيين على أنهم قتلى. وهناك عشرات الصحفيين الآخرين مفقودون في سوريا والعراق في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية. وعلى الأرجح أنهم محتجزون لدى التنظيم، إلا أن مصيرهم مجهول.
Like this article? Support our work