صحفيون يتعرضون للاحتجاز واعتداءات في الذكرى السنوية الثالثة للثورة المصرية

نيويورك، 28 يناير/كانون الثاني 2014 – تعرّض عدة صحفيين محليين ودوليين للاعتداء والاحتجاز في مصر بينما كانوا يغطون المصادمات العنيفة بين الشرطة وبين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، وفقاً لتقارير الأنباء. وقد اندلعت هذه المصادمات في يوم السبت في الذكرى السنوية الثالثة للثورة المصرية.

وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “لم تنفّذ أي من الحكومات التي استلمت السلطة في مصر منذ ثورة عام 2011 وعودها باحترام حرية الصحافة. ومن الصعب أن نرى كيف يمكن للبلد أن يحقق أي شيء يشابه الديمقراطية عندما يكون أحد أخطر الأماكن في العالم للصحفيين الذين يقومون بعملهم”.

 

وقد ظل صحفي واحد على الأقل قيد الاحتجاز منذ يوم السبت. فقد احتجزت السلطات الصحفي كريم البحيري مراسل صحيفة ‘البديل’ اليومية المستقلة بينما كان يغطي الاحتجاجات في حي 6 أكتوبر في القاهرة، وفقاً لتقارير الأنباء. وقالت الصحيفة إن النيابة العامة في القاهرة وجهت للصحفي اليوم تهمة إلقاء زجاجة حارقة (مولوتوف) نحو الشرطة وأمرت بحسبه على ذمة التحقيق. وأصدر صحفيون محليون اليوم بياناً نيابة عن كريم البحيري قالوا فيه إنه كان يقوم بعمله الصحفي عندما تم اعتقاله. وسوف ينظمون احتجاجاً في يوم الأربعاء للمطالبة بالإفراج عنه.

 

واحتُجز أيضاً 14 صحفياً على الأقل لفترات قصيرة منذ يوم السبت. فقد احتجزت السلطات اليوم مصورَين يعملان مع وكالة ‘الأناضول’ للأنباء، وهما محمد الشامي وفيليب كاسورا، واحتجزتهما لمدة ست ساعات، وفقاً لتغريدة نشرها المصور المستقل مصعب الشامي، شقيق محمد الشامي. وقد تم التحقيق مع الصحفيين بشأن وثائق اعتمادهما الصحفية، وطُلب منهما تجديدها، وفقاً للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، وهي منظمة إقليمية معنية بحرية الصحافة.

 

وأوردت تقارير الأنباء أن 12 صحفياً محلياً ودولياً على الأقل احتجزوا لفترات قصيرة في يوم السبت. ومن بينهم خالد عبد العزيز، مراسل قناة ‘مصر 25’ التلفزيونية؛ وعيد سعيد، مراسل صحيفة ‘وطني’ اليومية؛ والصحفي عصام فؤاد، مراسل الموقع الإلكتروني الإخباري ‘فيتو’؛ والصحفيان أحمد الحسيني وخالد كامل، مراسلا صحيفة ‘البديل’؛ وطارق وجيه، المصور في صحيفة ‘اليوم’؛ وعمرو صلاح، المصور في وكالة ‘شينخوا’ للأنباء’، وأحمد فؤاد، مراسل الموقع الإلكتروني الإخباري ‘كرموز‘؛ وعبد الخالق صلاح، مراسل الموقع الإلكتروني الإخباري ‘صدى البلد’؛ وطاقم برنامج ‘القاهرة والناس’ التلفزيوني، وهم أحمد الشيمي ونور إبراهيم ومحمد الجباس. وقد أفرج عن هؤلاء الصحفيين خلال بضعة ساعات.

 

وأصيب عدة صحفيين بجراح بينما كانوا يغطون المصادمات التي اندلعت يوم السبت بين الشرطة والمحتجين. فقد أصيب المصور حسام بكير من صحيفة ‘البديل’ برصاص حي بينما كان يغطي الاحتجاجات أمام نقابة الصحفيين المصريين في القاهرة، وفقاً لتقارير الأنباء. وأفاد بكير للموقع الإلكتروني الإخباري ‘مصراوي’ أنه أصيب برصاصة في بطنه أطلقتها الشرطة المصرية التي كانت تطلق الرصاص على الحشد. وقد خضع الصحفي لعملية جراحية لمعالجة إصابته.

 

وأصيب المصور محمد فوزي من صحيفة ‘الوفد’ برصاص حي بينما كان يغطي المصادمات في حي المطرية، وفقاً لتقارير الأنباء. وقال محرر الصحيفة، مجدي سرحان، إن مهاجمين مجهولين أصابوا فوزي برصاصة في الفك بينما كان يقف بالقرب من سيارة شرطة. وخضع الصحفي لعملية جراحية لمعالجة إصابته.

 

وأصيب مصور آخر من صحيفة ‘البديل’، وهو عبدالله أبو الغيط، بطلقات خرطوش أطلقها مؤيدو جماعة الإخوان المسلمين، وفقاً لصحيفة ‘البديل’ التي نشرت على موقع يوتيوب مقطع فيديو حول الاعتداء. وقد عولج المصور في مستشفى قريب.

 

وأصدر مكتب قناة ‘العالم’ الفضائية الإيرانية في القاهرة بياناً قال فيه إن اثنين من طاقمه الصحفي أصيبا برصاص خرطوش بينما كانا يغطيان التظاهرات في حي المهندسين في الجيزة. فقد أصيب المصور محمد بيومي في ذراعه وقدمه، وأصيب فني الصوت علي عبد الوهاب في رأسه. وقال أحمد سيوفي المحرر في قناة ‘العالم’ إن بيومي توجه للمستشفى لمعالجة جراحه، في حين لم تتطلب إصابة علي عبد الوهاب علاجاً في المستشفى، وفقاً لقناة ‘العالم’.

 

وفي يوم السبت، وجه حشد من مؤيدي الحكومة اتهامات لأربعة صحفيين على الأقل بأنهم يعملون لقناة ‘الجزيرة’ القطرية وقاموا بمضايقتهم وضربهم، وهم سماح فرج مراسل الموقع الإلكتروني الإخباري ‘البوابة نيوز’؛ وولاء وحيد، مراسلة صحيفة ‘الوفد’ اليومية المعارضة؛ ومرسلان للصحيفة اليومية ‘ديلي نيوز’ الناطق بالإنجليزية هما نادين ماروشي وباسل الضبع، وذلك وفقاً لتقارير الأنباء وجماعات محلية معنية بحرية الصحافة. ولم يُصب الصحفيون بجراح خطيرة.

 

ونُشر مقطع فيديو على موقع ‘يوتيوب’ في يوم السبت يُظهر ضابطاً في الشرطة يطلب من صحفيين يعملون مع قناة ‘إم بي سي مصر’ الفضائية بأن يتوقفوا عن تصوير عناصر الشرطة الذين يقفون أمام احتجاج لجماعة الأخوان المسلمين، وإلا فسيعلن أن الصحفيين يعملون مع قناة الجزيرة ويسلط الناس لمهاجمتهم.

 

وقد ظل الصحفيون الذين يعملون مع قناة ‘الجزيرة’ والقنوات المرتبطة بها يتعرضون باستمرار لمضايقات من السلطات المصرية. وينظر قطاع عريض من المصرين إلى القناة على أنها متحيزة لمرسي. وقد أنكرت قناة ‘الجزيرة’ هذه المزاعم.

 

وثمة خمسة صحفيين على الأقل من العاملين في قناة ‘الجزيرة’ قيد الاحتجاز حالياً في مصر، ومن بينهم الصحفي عبدالله الشامي الذي أعلن إضراباً عن الطعام في الأسبوع الماضي، وفقاً لقناة ‘الجزيرة’، إضافة إلى الصحفي بيتر غريست الذي أرسل رسالة من السجن قال فيها إنه يمضي معظم وقته في الحبس الانفرادي، وطالب بممارسة قدر أكبر من الضغط على الحكومة المصرية كي تفرج عن الصحفيين.

 

إن مصر هي من بين الدول العشرة التي تسجن أكبر عدد من الصحفيين، وفقاً للإحصاء السنوي الذي أجرته لجنة حماية الصحفيين في 1 ديسمبر/كانون الأول. كما كانت مصر هي ثالث بلد من حيث عدد الصحفيين القتلى في عام 2013، حسبما تُظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين.

 

وقال شريف منصور، من لجنة حماية الصحفيين، “يجب على السلطات المصرية أن تفرج عن جميع الصحفيين المحتجزين وأن تتوقف عن مضايقة الصحفيين المرتبطين بقناة الجزيرة”.

 

·         للاطلاع على مزيد من البيانات والتحليلات حول مصر، يرجى زيارة الصفحة المخصصة لمصر على الموقع الإلكتروني التابع للجنة حماية الصحفيين، على هذا الرابط.

 

 

###

لجنة حماية الصحفيين هي منظمة دولية مستقلة غير ربحية تعمل على حماية حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم.

 

للاتصال:

شريف منصور

منسق برنامج

هاتف: +1.212.300.9018

البريد الإلكتروني: [email protected]

جيسون ستيرن

موظف أبحاث

هاتف: +1.212.300.9017

البريد الإلكتروني: [email protected]