نيويورك، 7 أكتوبر/تشرين الأول 2013 – قُتل صحفيان عراقيان بالرصاص على يد مهاجمين مجهولين في مدينة الموصل في يوم السبت، وفقاً لتقارير الأنباء. وتعرب لجنة حماية الصحفيين عن شجبها لهذه الجريمة وتطالب الحكومة العراقية بضمان تقديم الجناة إلى العدالة.
أطلق مسلحون الرصاص على محمد كريم البدراني، مراسل القناة التلفزيونية المستقلة ‘الشرقية’ ومحمد غانم الذي يعمل مصوراً في القناة، وذلك بينما كانا يصوران في منطقة السرجخانة في الموصل في محافظة نينوى، حسبما أفادت القناة. وقد أصيب الصحفيان بالرصاص في الرأس والصدر، حسب التقارير.
ولم يتضح على الفور ما الذي كان الصحفيان يصورانه في وقت الاعتداء. وأفاد بيان صادر عن جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق أن الصحفيين كانا يصوران تقريراً حول سوق في منطقة السرجخانة. ونقلت قناة ‘البغدادية’ عن مصدر أمني لم تعلن عن هويته أن الصحفيين كانا يعدان تقريراً حول الاستعدادات لعيد الأضحى الذي سيحل قريباً.
ولم يتضح كذلك سبب استهداف الصحفيين. وأفاد صحفي يعمل في قناة ‘الشرقية’ لوكالة الأنباء الفرنسية أن التقارير الأخيرة التي بثتها القناة حول العمليات الأمنية في الموصل أثارت غضب الميليشيات المناوئة للحكومة. وقال الصحفي إن القناة تلقت تهديدات بالقتل وردت من هذه الميليشيات.
ولكن قناة ‘الشرقية’ الرائجة في أوساط المنتمين للأقلية السنية في العراق معروفة أيضاً بمواقفها الناقدة للحكومة التي تقودها الطائفة الشيعية في ظل رئيس الوزراء نوري المالكي. وفي أبريل/نيسان، أصدرت الحكومة قراراً بتعليق ترخيص قناة ‘الشرقية’ إلى جانب تسع قنوات أخرى، بعد اتهامها بانتهاج “خط طائفي” في أعقاب المداهمات الأمنية ضد التظاهرات التي قام بها أتباع الطائفة السنية، مما أدى لمقتل عشرات الأشخاص.
وقال محافظ نينوى، أثيل النجيفي، إن السلطات فتحت تحقيقاً في جريمة قتل الصحفيين. وقال أيضاً إن الاعتداء كان يهدف إلى “أخماد صوت الناس”.
وأفاد مدير قسم الأخبار في قناة ‘الشرقية’، علي وجيه، لوكالة ‘أسوشيتد برس’ “هذا ليس أمراً جديداً لقناة الشرقية. فهو أمر معتاد في العراق، إذ يُقتل الصحفيون”.
وأصدر وزير الداخلية العراقي بياناً اليوم أعلن فيه عن تشكيل لجنة مشتركة من اليونسكو ومفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة من أجل عقد مؤتمر حول حماية الصحفيين ومكافحة الإفلات من العقاب. ولم يتطرق البيان لجريمة القتل التي ذهب ضحيتها صحفيا قناة ‘الشرقية’ في 5 أكتوبر/تشرين الأول.
ويأتي مقتل الصحفيين محمد البدراني ومحمد غانم وسط تصاعد في العنف في العراق أدى إلى مقتل آلاف الأشخاص على امتداد هذا العام. وقد قُتل آربعة صحفيين آخرين على الأقل في العراق خلال عام 2013. وتواصل لجنة حماية الصحفيين التحقيق لتحديد ما إذا كان مقتلهم مرتبطاً بعملهم. ولم تظهر أية إشارات على أن السلطات تجري تحقيقات لحل 93 جريمة قتل ذهب ضحيتها صحفيون خلال العقد الماضي، مما جعل العراق يحتل أسوأ مرتبة على مؤشر الإفلات من العقاب الذي تُصدره لجنة حماية الصحفيين سنويا ويسلط الضوء على البلدان التي يُقتل فيها صحفيون بصفة منتظمة ولا يتم إلقاء القبض على الجناة.
وقال روبرت ماهوني، نائب مدير لجنة حماية الصحفيين، “إذا أرادت السلطات العراقية منع ارتكاب جرائم قتل ضد الصحفيين في المستقبل، فعليها إنهاء الإفلات من العقاب عن الجرائم السابقة. لقد لقي عدد كبير من الصحفيين حتفهم في العراق وقد لا يكون لدى الحكومة قدرات كافية لإجراء تحقيقات شاملة بشأن كل جريمة؛ إلا أنه وابتداءً من اليوم، عليها أن تقوم بعمل أفضل مما قامت به في السابق. فلغاية الآن، لم تنجح السلطات في ملاحقة أي من مرتكبي تلك الجرائم”.
وفي قضية منفصلة، رفضت السلطات في سبتمبر/أيلول تجديد ترخيص قناة ‘البغدادية’ الفضائية، حسبما أفادت القناة. وكانت الشرطة قد داهمت مكتب القناة في بغداد وصادرت معداتها متهمة إياها بالعمل دون ترخيص. وفي يوم الأحد، قامت قوات الأمن باحتجاز ثلاثة صحفيين من القناة في مدينة الناصرية بذريعة العمل دون ترخيص، حسبما أفادت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق. وأوردت القناة أن السلطات أفرجت عن الصحفيين اليوم.
- للاطلاع على مزيد من البيانات والتحليلات حول العراق، يرجى زيارة الصفحة المخصصة للعراق على الموقع الإلكتروني التابع للجنة حماية الصحفيين، على هذا الرابط.