نيويورك، 9 يوليو/تموز 2013 – احتجزت قوات تابعة للجيش المصري أربعة صحفيين أتراك لفترة قصيرة اليوم، وذلك في أعقاب اعتداء تعرض له صحفي تركي آخر في يوم الأحد، وفقاً لتقارير الأنباء. وفي حادثة منفصلة جرت الأسبوع الماضي، تعرض صحفي مصري لضرب مبرح على يد أشخاص مؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين.
أصبحت تركيا هدفاً لاحتجاجات جماهيرية في مصر بسبب الوصف الذي أطلقته السلطات التركية على العملية التي سيطر الجيش من خلالها على السلطة وأطاحت بالرئيس محمد مرسي بوصفها انقلاباً عسكرياً. وقد بدأت السفارة التركية استعدادات لإخلاء محتمل للمواطنين الأتراك من مصر، حسب تقارير الأنباء.
وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “إن من حق الصحفيين، سواءً أكانوا صحفيين محليين أم دوليين، أن يغطوا الأحداث في مصر دون خشية من تعرضهم لمضايقات أو اعتداءات. نحن نطالب السلطات المصرية ألا تلجأ للاعتقالات التعسفية وأن تعمل على محاسبة أي جماعات أو أفراد يتورطون بارتكاب اعتداءات بدنية ضد الصحفيين”.
وقد احتُجز الصحفيون الأتراك الأربعة لدى السلطات العسكرية (وهم مراد أوسلو الذي يعمل مراسلاً في قناة ‘ستار’ التلفزيونية، وظافر قراقاش الذي يعمل مصوراً في القناة نفسها، وكذلك المراسل الصحفي فاتح إر والمصور طوفان غوزالغون اللذان يعملان في قناة ‘هابر’). وتم الإفراج عنهم بعد احتجازهم لعدة ساعات، وفقاً لتقارير الأنباء.
وقد تعرض الطاقمان التلفزيونيان للاحتجاز في حادثتين منفصلتين، إلا أن الصحفيين احتجزوا في مركز الاحتجاز نفسه. وأوردت قناة ‘هاربر’ أن الصحفيين احتُجزوا في مدينة نصر وأن الجيش زعم أن سبب احتجازهم هو عدم امتلاكهم أوراق الاعتماد الصحفية المطلوبة. وعمدت سلطات الجيش إلى مصادرة المعدات وجوازات السفر التي كانت بحوزة الصحفيين أوسلو وقراقاش العاملين في قناة ‘ستار’ زعماً منها بأنهما لا يحملا الوثائق الصحفية المطلبة، بيد أن أوسلو قال إن أعضاء الطاقم الصحفي كانوا يحملون الوثائق اللازمة، حسب تقارير الأنباء.
وفي يوم الأحد، تعرض المراسل الصحفي بيليج إيغمن الذي يعمل مع قناة ‘بلس ون‘ التلفزيونية لاعتداء على يد جماعة من المتظاهرين المناهضين لمرسي في ميدان التحرير لأنه وصف عملية الإطاحة بمرسي بأنها انقلاب عسكري بدلاً من وصفها بأنها ثورة شعبية، حسب تقارير الأنباء. وقال إيغمن عبر موقع تويتر، “لقد أوشكوا على قتلنا اليوم في ميدان التحرير فقط لأننا أتراك، وتمكنا من النجاة بمعجزة”.
وفي حادثة منفصلة، تعرض الصحفي المصري تامر فايز لاعتداء على يد مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين في 2 يوليو/تموز بينما كان يغطي المصادمات في منطقة بين السرايات بالقرب من جامعة القاهرة والتي أدت إلى مقتل 21 شخصاً على الأقل، وفقاً لتقارير الأنباء. يعمل تامر فايز مصوراً صحفياً مع الموقع الإخباري المستقل ‘حقوق’، وقال للجنة حماية الصحفيين إن مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين اعتدوا عليه باستخدام قضبان حديدية وسكاكين بعد أن اتهموه بأنه ضابط في الشرطة. وكان يلتقط صوراً لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين بينما كانوا يطلقون الرصاص من أسلحة كانت بحوزتهم.
وقد أُدخل تامر فايز إلى المستشفى لتلقي العلاج، حيث ظل فيه لمدة خمسة أيام، بما في ذلك يوم في قسم العناية المركزة لإصابته بارتجاج في المخ وكسور في الأضلاع. ونشر موقع ‘حقوق’ صوراً للصحفي الجريح يظهر فيها مصاباً بكدمات وجروح عديدة في جميع أنحاء جسده. ونشر الموقع بياناً حمّل فيه قادة جماعة الإخوان المسلمين المسؤولية عن الاعتداء وشجب الاعتداءات المنهجية التي يتعرض لها الصحفيون على يد أعضاء الجماعة.
وتحدث هذه الاعتداءات والاعتقالات في الوقت الذي يتزايد فيه التوتر بين مؤيدي مرسي ومعارضيه. وجرت اليوم وقفة تأبين أمام نقابة الصحفيين المصريين للصحفي القتيل أحمد عاصم السنوسي الذي كان يعمل مع صحيفة ‘الحرية والعدالة’، ولقي حتفه في يوم الأثنين برصاص قناص، ولكن تحولت هذه الوقفة إلى عراك بين مؤيدي مرسي ومعارضيه، وفقاً لتقارير الأنباء.
أكد مسؤولون هولنديون اليوم للجنة حماية الصحفيين بأن الامرأة الهولندية التي تعرضت لاعتداء جنسي في ميدان التحرير في 28 يونيو/حزيران لم تكن صحفية. وكانت تقارير أولية صدرت وصفتها بأنها صحفية.
· للاطلاع على مزيد من البيانات والتحليلات حول مصر، يرجى زيارة الصفحة المخصصة لمصر على الموقع الإلكتروني التابع للجنة حماية الصحفيين، على هذا الرابط.