نيويورك، 28 أيار/مايو 2013 – قُتلت في يوم الاثنين مراسلة صحفية سورية تعمل مع قناة ‘الإخبارية’ التلفزيونية المؤيدة للحكومة، وذلك إثر تعرض السيارة التي كانت تستقلها برفقة فريقها الإخباري لرصاص قناص، وفقاً لمصادر إخبارية سورية رسمية.
أوردت وكالة الأنباء الرسمية ‘سانا’ أن المراسلة الصحفية يارا عباس كانت تستقل سيارة برفقة المصور أسامة ديوب والسائق بدر عواد بالقرب من قاعدة الضبعة الجوية في ريف مدينة القصير، وتعرضت السيارة لإطلاق نيران من قناص. وقال بدر عواد لوكالة سانا إن السيارة تضررت من الرصاص مما أدى إلى تدهورها. وأضاف أن القوات الحكومية قامت بنقل المصابين إلى المستشفى، ولكن يارا عباس توفيت قبل أن تتلقى العلاج. ولم يتضح من تقارير الأخبار ما إذا كانت السيارة تحمل علامة “صحافة”.
وأكدت وزارة الإعلام السورية التفاصيل التي أوردتها وكالة ‘سانا’ حول مقتل يارا عباس. ولم توضّح الرواية الرسمية ما إذا كانت وفاة الصحفية قد نجمت عن إصابتها بالرصاص أم من جراء تدهور السيارة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو مؤيد للمعارضة، إن يارا عباس قتلت من جراء رصاص قناص قرب القاعدة الجوية، ولكنه لم يوفر أية تفاصيل إضافية.
وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “يمثل مقتل يارا عباس تذكيراً بالمخاطر الجسيمة التي تواجه جميع الصحفيين في سوريا. يجب على جميع أطراف النزاع بذل كل الجهود الممكنة للإقرار بأن الصحفيين هم مدنيون محميون بموجب القانون الدولي”.
وكانت يارا عباس قد أحرزت شهرة بسبب تغطيتها الصحفية من الخطوط الأمامية إذ ترافق القوات الحكومية. وفي آخر تقرير لها من القصير، يمكن مشاهدتها ترتدي زياً مموهاً يشبه الزي الرسمي للجيش السوري. ووصفت في التقرير الذي تم بثه قبل يوم من مقتلها المواجهات بين الجيش السوري والثوار، والذين وصفتهم “بالإرهابيين” و “المرتزقة”.
وقد شهدت مدينة القصير معارك عنيفة خلال الأسابيع الأخيرة إذ سعت قوات النظام المدعومة من حزب الله اللبناني للسيطرة على المدينة التي تعتبر معقلاً رئيسياً للثوار وتربط بين لبنان ومدينة حمص السورية. ومن غير الواضح ما إذا كان طاقم قناة ‘الإخبارية’ قد استُهدف مباشرة أم عن طريق الخطأ اعتقاداً بأنهم مقاتلون.
وقامت قناة ‘الإخبارية’ بتكريم الصحفية القتيلة عبر مقطع فيديو قصير بثته بعد فترة وجيزة من مقتلها، ودعتها “الشهيدة البطلة”.
وقد قُتل أربعة صحفيين على الأقل من العاملين في قناة ‘الإخبارية’ منذ انطلاقة الانتفاضة السورية. وقد صنّفت لجنة حماية الصحفيين سوريا بأنها أخطر مكان للصحفيين في العالم خلال عام 2012، حيث لقي 39 صحفياً حتفهم منذ بدء الانتفاضة في عام 2011، بمن فيهم صحفي قتل على الجانب اللبناني من الحدود مع سوريا، وصحفي قُتل في مستشفى في تركيا من جراء جراح أصيب بها أثناء تغطيته للنزاع في سوريا. وكان 90 بالمائة تقريباً من الصحفيين القتلى هم من الصحفيين المحليين.
وفي حادثة منفصلة، اعتقلت الهيئة الشرعية في الجزء الذي يخضع لسيطرة الثوار من مدينة حلب الصحفي شعبان الحسن الذي يعمل مع صحيفة ‘المسار الحر’، وذلك في يوم السبت، وفقاً لتقارير الأخبار. وقالت رابطة الصحفيين السوريين إنه اعتُقل على خلفية مقابلة مع سجين محتجز لدى الهيئة الشرعية نشرها في 20 أيار/مايو وأثارت اهتماماً إعلامياً كبيراً في شمال سوريا. ولم تعلن الهيئة الشرعية عن أية اتهامات موجهة للصحفي.
· لمزيد من المعلومات والتحليل حول سوريا، يرجى الاطلاع على تقرير الاعتداءات على الصحافة في موقع لجنة حماية الصحفيين.