جنود إسرائيليون يعتدون على أربعة صحفيين فلسطينيين

نيويورك، 14 كانون الأول/ديسمبر 2012 – اعتدى جنود إسرائيليون في يوم الأربعاء على أربعة صحفيين فلسطينيين وأجبروهم على التجرد من ملابسهم عند نقطة تفتيش عسكرية في مدينة الخليل في الضفة الغربية، وفقاً لتقارير الأنباء. ويعمل اثنان من الصحفيين مع وكالة ‘رويترز’، ويعمل الآخران مع وسائل إعلام فلسطينية محلية، حسب التقارير.

أوقف جنود إسرائيليون المصورين الصحفيين يسري الجمل ومأمون وزوز اللذين يعملان مع وكالة ‘رويترز’، والصحفي المستقل محمد الصغير والمراسل الصحفي أكرم النتشة الذي يعمل مع تفلزيون ‘القدس’ التابع لحركة حماس، وذلك بينما كانوا يستقلون سيارة متوجهين لتغطية أخبار الفتى الفلسطيني الذي توفي جراء إصابته برصاص أطلقته جندية إسرائيلية من حرس الحدود، حسب وكالة ‘رويترزوالمركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى)، وهو مجموعة محلية معنية بحرية الصحافة. وأفادت وكالة ‘رويترز’ بأن الصحفيين كانوا في سيارة تحمل علامة “تلفزيون” وأن الصحفيين اللذين يعملان مع الوكالة كانا يرتديان سترات مكتوب عليها “صحافة”.

 

وقال مأمون وزوز لمركز ‘مدى’ إن حوالي 10 جنود أمروا الصحفيين بالخروج من السيارة، ثم قاموا بلكمهم وضربهم باستخدام بنادقهم، وأجبروهم على التجرد من ملابسهم ما عدا اللباس الداخلي ومن ثم الركوع على الأرض وإيديهم خلف رؤوسهم. وصادر الجنود قناعي وقاية من الغاز من سيارة الصحفيين إضافة إلى كاميرا فيديو، وأطلقوا على الصحفيين غازاً مدمعاً، وتركوا المكان مستقلين سيارة دورية تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي، حسب تقارير الأنباء. وفي وقت لاحق وجد الصحفيون كاميرا الفيديو في حالة سليمة ملقاة على جانب الطريق.

 

وقد تلقى مأمون وزوز العلاج في مستشفى محلي جراء استنشاق الغاز المدمع، حسب وكالة ‘رويترز’.

 

وقال يسري الجمل ومأمون وزوز لوكالة ‘رويترز’ إن الجنود لم يسمحوا لهما بإظهار وثائقهما الصحفية. وأوردت ‘رويترز’ أن الجنود اتهموا المصورين بالعمل مع منظمة ‘بتسيلم’، وهي منظمة إسرائيلية معنية بحقوق الإنسان، التي توزع كاميرات فيديو على الفلسطينيين كي يوثقوا انتهاكات حقوق الإنسان في الضفة الغربية.

 

وأوردت وكالة ‘رويترز’ أن المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، العقيد أفيتال ليبوفيتش، قال بأن قوات الدفاع الإسرائيلية ستجري تحقيقاً، ولكنه لم يقدم أي توضيح للاعتداء.

 

وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “هذه التصرفات التي قام بها عناصر من جيش الدفاع الإسرائيلي غير مقبولة بتاتاً وتتطلب اتخاذ إجراءات فورية. يجب على قيادة جيش الدفاع الإسرائيلي إخضاع الجنود للمساءلة جراء هذه الإساءات وأن تتوقف عن تجاهُل الإساءات التي يتعرض لها الصحفيون”.

 

وفي حالة منفصلة حدثت في يوم الثلاثاء، احتجز جنود إسرائيليون لفترة قصيرة أربعة صحفيين بعد أن منعوهم من تغطية المصادمات بين الجنود الإسرائلييين والمتظاهرين الفلسطينيين التي جرت خلال جنازة الفتى الذي توفي جراء إطلاق الرصاص عليه من قبل القوات الإسرائيلية، حسب جماعات محلية معنية بحرية الصحافة ونقابة الصحفيين الفلسطينيين. وقال ناصر الشيوخي لمركز ‘مدى‘، وهو يعمل مصوراً مع وكالة ‘أسوشيتد برس’ إنه احتُجز برفقة المصور حازم بدر الذي يعمل مع وكالة الأنباء الفرنسية، إضافة إلى المصور عبد الحفيظ الهشلمون الذي يعمل مع وكالة الأنباء الأوروبية، والمصور عمار عوض الذي يعمل مع وكالة ‘رويترز’. وأفاد حازم بدر لمركز ‘مدى’ أن الجنود ضربوه على ظهره وقدميه.

 

وقد وثّقت لجنة حماية الصحفيين سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية في أواسط شهر تشرين الثاني/نوفمبر استهدفت مبنيين يأويان مكاتب إعلامية وأدت إلى إصابة صحفيين اثنين بجراح. وشنت القوات الإسرائيلية هجمات صاروخية منفصلة أدت إلى مقتل صحفيين اثنين على الأقل خلال الهجوم على قطاع غزة الذي استغرق ثمانية أيام. وقد زعم مسؤولون إسرائيليون على نحو فضفاض أن الضحايا الأفراد والمرافق الصحفية المستهدفة ترتبط بنشاطات إرهابية، ولكنهم لم يقدموا أية أدلة لدعم هذه المزاعم الخطيرة.

 

وقد أرسلت لجنة حماية الصحفيين رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلبت فيها الحصول على توضيحات بشأن الاعتداءات على الصحفيين التي جرت في غزة. وقال مارك ريغيف، المتحدث باسم نتنياهو، لوكالة الأنباء الفرنسية إن الحكومة ستستجيب للجنة حماية الصحفيين. ولكن لم تستلم اللجنة أية إجابة حتى الآن.

 

·         للاطلاع على مزيد من البيانات والتحليلات حول إسرائيل والمناطق الفلسطينية المحتلة، يرجى زيارة الصفحة المخصصة على الموقع الإلكتروني التابع للجنة حماية الصحفيين، على هذا الرابط.