الاعتداء على صحفيين بينما كانوا يغطون التظاهرات في مصر

نيويورك، 7 كانون الأول/ديسمبر 2012 – تشجب لجنة حماية الصحفيين سلسلة الاعتداءات التي تعرض لها صحفيون أثناء تغطيتهم للتظاهرات في القاهرة احتجاجاً على الدستور المقترح، وتدعو اللجنة السلطات المصرية إلى التحقيق بهذه الاعتداءات والإنهاء الفوري لجميع الاعتداءات على الصحافة. وقد أصيب خمسة صحفيين على الأقل بالرصاص المطاطي، أحدهم في حالة صحية حرجة، وتعرض عدة صحفيين آخرين لاعتداءات أخرى، حسب تقارير الأخبار.

وقال جويل سايمون، المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين، “لقد أدى الصحفيون دوراً رئيسياً على امتداد المرحلة الانتقالية في مصر، إذ عملوا على تغطية التطورات في البلاد لإبلاغ العالم كله بشأنها. إن المسؤولية تقع على الرئيس محمد مرسي خلال الاضطرابات الحالية لضمان تمكين الصحفيين من القيام بعملهم. ويجب على السلطات أن تشرع فوراً بإجراء تحقيقات بشأن هذه الاعتداءات الفظيعة، وأن تقدم مرتكبيها للعدالة”.

 

خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في محيط القصر الرئاسي خلال الأسبوع الماضي للاحتجاج على الدستور المقترح الذي وصفته منظمات دولية ومحلية معنية بحقوق الإنسان وحرية الصحافة بأنه يقيد حقوق الأقليات وحرية التعبير. ومن المخطط إجراء استفتاء عام في 15 كانون الأول/ديسمبر حول الدستور، مما أجج الأزمة الحالية.

 

وفي يوم الأربعاء، أصيب الصحفي الحسيني أبو ضيف الذي يعمل في صحيفة ‘الفجر’ الأسبوعية برصاصة مطاطية في رأسه أطلقت من مسافة قريبة، وقال صحفيون محليون وتقارير إخبارية إن الذي أطلق الرصاص هو شخص من مؤيدي جماعة الأخوان المسلمين، وفقاً لتقارير الأخبار. كما سُلبت الكاميرا التي كانت بحوزة أبو ضيف، وكان هذا الصحفي يغطي الاحتجاجات قرب القصر الرئاسي عندما وقع الاعتداء، وكان قد صوّر مؤيدي جماعة الأخوان المسلمين يضربون المتظاهرين ويطلقون الرصاص الحي، حسب تقارير الأنباء.

 

وقد أصيب أبو ضيف بجراح بليغة في دماغه ورأسه ورقبته، وكان في غيبوبة في يوم الجمعة، وفقاً لما أفاد به مصطفى ثابت، مدير الموقع الإلكتروني لصحيفة ‘الفجر’. وقال الأطباء إن أبو ضيف أصيب بأضرار بالغة في دماغه جراء الرصاصة التي اخترقت جمجمته، حسبما أفاد مصطفى ثابت للجنة حماية الصحفيين.

 

وأصدرت نقابة الصحفيين المصريين بياناً في يوم الخميس قالت فيه إنها رفعت شكوى للنائب العام ضد أعضاء حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الأخوان المسلمين بتهمة التحريض على العنف ضد الصحفيين. ولم تردّ جماعة الأخوان المسلمين على الشكوى بصفة فورية.

 

وأصيب أربعة صحفيين آخرين على الأقل بالرصاص المطاطي بينما كانوا يغطون التظاهرات بالقرب من القصر الرئاسي. فقد أصيب المراسل الصحفي محمد عزوز الذي يعمل في صحيفة ‘الجمهورية’ اليومية التي تديرها الحكومة برصاص مطاطي في وجهه، حسب تقارير الأنباء. كما أوردت التقارير الإخبارية عن إصابات بين الصحفيين بالرصاص المطاطي، وهم أسامة الشاذلي الذي يعمل في صحيفة ‘البديل’ الأهلية؛ والصحفي محمد سعد، وهو صحفي مستقل يساهم في مواقع إلكترونية إخبارية محلية؛ وأحمد عبد السلام، وهو مراسل لصحيفة ‘العالم اليوم’ اليومية الأهلية. ولم توفر التقارير أية تفاصيل تفيد بأن الاعتداءات مترابطة.

 

وتعرّض صحفي آخر، هو أحمد خضر، الذي يعمل مع القناة الفضائية الخاصة ‘أون تي في’، للضرب من قبل مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين بينما كان يغطي الاحتجاجات قرب القصر الرئاسي، وفقاً لتقارير الأنباء. وتعرض الصحفي كريم فريد الذي يعمل مع القناة الفضائية ذاتها للاحتجاز لفترة وجيزة من قبل مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين، حسب التقارير. كما تعرض عدد غير محدد من الصحفيين التلفزيونيين الذين يعملون مع محطة ‘سي بي أس’ لاعتداء بينما كان يغطون التظاهرات ذاتها، حسب تقارير الأخبار. ولم تورد التقارير تفاصيل إضافية.

 

وفي تطور منفصل، استقال مقدم البرامج خيري رمضان الذي يعمل في تلفزيون ‘سي بي سي’، وذلك في يوم الخميس احتجاجاً على قرار المحطة التلفزيونية بمنع المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي من المشاركة في مقابلة على الهواء، حسب تقارير الأنباء. ويأتي ذلك بعد يوم من تظاهرة نظمها عشرات الصحفيين من صحيفة ‘الأهرام’ التي تديرها الحكومة أمام مقر الصحيفة احتجاجاً على سياسة التحرير التي تنتهجها، حسب تقارير الأنباء.

 

وفي يوم الخميس، أعلنت لجنة حماية الصحفيين عند دعمها لدعوة نقابة الصحفيين المصريين إلى الرئيس مرسي بعدم تقديم الدستور المقترح إلى الاستفتاء العام في 15 كانون الأول/ديسمبر.

 

·         للاطلاع على مزيد من البيانات والتحليلات حول مصر، يرجى زيارة الصفحة المخصصة لمصر على الموقع الإلكتروني التابع للجنة حماية الصحفيين، على هذا الرابط.