الصحفيون يواصلون تكبّد خسائر باهظة في سوريا

نيويورك، 4 كانون الأول/ديسمبر 2012 – قُتل محرر صحفي يعمل في صحيفة تديرها الدولة، ومراسل صحفي يعمل في صحيفة أسبوعية مؤيدة للمعارضة خلال الأيام القليلة الماضية في سوريا، مما رفع عدد الخسائر في الأرواح في هذا البلد الذي أصبح أخطر مكان للصحفيين في العالم.

وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “يواجه الصحفيون في سوريا أخطار عديدة من مصادر متنوعة بما في ذلك القتل المستهدف والنيران المتقاطعة الفتاكة. نحن ندعو جميع أطراف هذا النزاع أن يمنحوا الصحفيين الحمايات المدنية التي يستحقونها بموجب القانون الدولي”.

 

قُتل اليوم الصحفي ناجي أسعد جراء إصابته برصاصة بالرأس أطلقها قناص في خارج منزله في حي التضامن في دمشق، وفقاً لوكالة ‘سانا‘ الرسمية للأنباء ووسائل إعلام أخرى مؤيدة للحكومة. وكان الصحفي القتيل يعمل محرراً في صحيفة ‘تشرين’ التي تديرها الحكومة. وأفادت وكالة ‘سانا’ للأنباء بأن الصحفي قتل على يد “جماعات إرهابية مسلحة”، وهو مصطلح يستخدمه النظام لوصف جميع مقاتلي المعارضة المسلحة.

 

لقد شهد حي التضامن في دمشق قتالاً متواصلاً بين قوات الثوار والقوات الحكومية، وفقاً لتقارير الأخبار. وكان الصحفي باسل توفيق يوسف قد قُتل في 21 تشرين الثاني/نوفمبر خارج منزله في الحي نفسه، حسب تقارير الأنباء. وكان الصحفي القتيل يعمل مراسلاً للتلفزيون الحكومي السوري.

 

وقُتل الصحفي محمد قرطيم، الذي يعمل مراسلاً للصحيفة الأسبوعية ‘عنب بلدي’ المؤيدة للمعارضة، وذلك أثناء قصف شنته القوات الحكومية في ضاحية داريا بالقرب من دمشق في 28 تشرين الثاني/نوفمبر، حسبما أوردت الصحيفة وقناة ‘العربية‘ الفضائية. وقد قُتل قرطيم والناشطين المحليين مروان شربجي وعبد الرحيم شربجي عندما أصابت قذيفة هاون المبنى الذي كانوا يعملون فيه، حسبما أفاد إياد شربجي للجنة حماية الصحفيين، وهو من أقارب الناشطين القتيلين وصحفي سوري يعيش في المنفى. ولم يتم العثور على جثث القتلى الثلاثة إلا في 30 تشرين الثاني/نوفمبر بسبب القصف المتواصل وانتشار الأنقاض، حسبما أفاد إياد شربجي.

 

وكان محمد قريطم من مؤسسي صحيفة ‘عنب بلدي’ التي تغطي أخبار النزاع في سوريا. وقد بدأت الصحيفة بالنشر في كانون الثاني/يناير 2012 استجابة للانتفاضة التي انطلقت في آذار/مارس 2011.

 

وقد ظلت داريا تحت حصار فرضته القوات الحكومية منذ بداية تشرين الثاني/ نوفمبر، حسب تقارير الأخبار. وقد فر معظم سكان البلدة عند بدء هجوم القوات الحكومية، ولكن قرطيم ظل فيها لتوثيق الحصار والعمل مع وسائل الإعلام المحلية والدولية لنشر أخبار البلدة، حسبما أفادت صحيفة ‘عنب بلدي’.

 

وقد قتل 27 صحفياً آخرين بينما كانوا يغطون النزاع في سوريا منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2011، بما في ذلك صحفي قُتل على الجانب اللبناني من الحدود، حسبما تُظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين. وقد صنفت لجنة حماية الصحفيين سوريا على أنها أخطر مكان للصحفيين في العالم.

 

وفي تطور منفصل، ظهر مقطع فيديو في 28 تشرين الثاني/نوفمبر تظهر فيه الصحفية الأوكرانية أنهار كوتشنيفا التي فُقدت في سوريا منذ 9 تشرين الأول/أكتوبر، وقالت إنها دخلت سوريا بأوراق اعتماد مزيفة وأنها عملت كجاسوسة روسية عبر تقديم خدمات الترجمة بين القوات الروسية والسورية. وتعتقد لجنة حماية الصحفيين ومنظمات أخرى معنية بحرية الصحافة أن كوتشنيفا أُجبرت على الإدلاء بهذا التصريح. وكانت كوتشنيفا قد اتصلت بزملائها بعد بضعة أيام من اختطافها وقالت لهم إنها محتجزة لدى قوات الجيش السوري الحر، وفقاً لتقارير الأنباء.

 

·         للاطلاع على مزيد من البيانات والتحليلات حول سوريا، يرجى زيارة الصفحة المخصصة لسوريا على الموقع الإلكتروني التابع للجنة حماية الصحفيين، على هذا الرابط.