مقتل صحفيين اثنين على الأقل في سوريا

نيويورك، 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 – قُتل صحفيان على الأقل خلال الأيام الخمسة الماضية بينما كانا يغطيان الاضطرابات في سوريا، حسب تقارير الأنباء ومنظمات معنية بحرية الصحافة.

قُتل الصحفي محمد الخال جراء قصف القوات الحكومية لحي الحميدية في مدينة دير الزور في شرق البلاد، وذلك بينما كان يغطي المصادمات بين القوات الحكومية وبين قوات الجيش السوري الحر في يوم الأحد، وفقاً لوكالة البث المحلية ‘قناة دير الزور‘ و ‘شبكة شام الإخبارية‘. وكان الخال مصور فيديو وساهم بمئات الساعات من المقاطع المصورة ‘لشبكة شام الإخبارية’، بما في ذلك مقاطع مصورة حول المصادمات والإصابات بين المدنيين منذ انطلاقة الانتفاضة السورية في آذار/مارس 2011، كما ساهم بمقاطع مصورة ‘لقناة دير الزور’، حسب المصادر ذاتها.

 

كما قُتل الصحفي باسل توفيق يوسف بالرصاص خارج منزله في حي التضامن في دمشق في يوم الأربعاء، وكان يعمل مع التلفزيون السوري الحكومي، وفقاً لتقرير بثه التلفزيون السوري. وكان يعمل في التلفزيون الحكومي منذ ثمانية أعوام وتعرض للاختطاف والتهديد خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حسب التقرير.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن باسل يوسف قُتل على يد قوات الثوار، حسب ما أفاد المرصد لوكالة الأنباء الفرنسية. وأورد التقرير الذي بثه التلفزيون السوري إن الصحفي قُتل على يد إرهابيين مرتبطين بتنظيم القاعدة. ومنذ انطلاقة الانتفاضة السورية، ظل النظام السوري يستخدم كلمة “إرهابيين” لوصف جميع مقاتلي المعارضة، وفقاً لتقارير الأنباء.

 

وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “يواصل الصحفيون السوريون القيام بمخاطرات كبيرة لتغطية هذا النزاع الخطير. ونحن نذكّر طرفي النزاع بأنه يجب عليهم توفير الحماية للصحفيين المدنيين والتي يستحقونها وفقاً للقانون الدولي”.

 

وفي تطور منفصل، أُفرج عن المصور التركي جنيد أونال الذي يعمل مع قناة ‘الحرة’ التي تمولها الحكومة الأمريكية، وذلك في 17 تشرين الثاني/نوفمبر وبعد ما يقارب ثلاثة أ شهر من الاحتجاز لدى السلطات الحكومية، وفقاً لتقارير الأنباء. وقد تمكن وفد تركي من تأمين الإفراج عن الصحفي، حسب تقارير الأنباء.

 

وكانت القوات الحكومية قد احتجزت جنيد أونال بعد انفجار وقع في حلب أصيب فيه الصحفي بجراح خطيرة كما أصيب فيه زميلة بشار فهمي، وهو مواطن أردني من أصل فلسطيني، يعمل أيضاً في قناة ‘الحرة’. وأجرت القناة التلفزيونية التركية ‘إن تي في’ مقابلة مع أونال قال فيها إنه سحب زميله فهمي إلى مبنى سكني وتركه هناك كي يستدعي مساعدة، ولكنه عندما خرج من المبنى “قامت مجموعة من الأشخاص بالقبض عليه وتسمليه للقوات الحكومية السورية”، وفقاً لتقارير إخبارية نقلت عن المقابلة.

 

وقال أونال للصحفيين إنه احتُجز في زنزانة في سجن في مدينة حلب وكان طعامه مكوناً من “الخبز والبطاطا”، ولكنه لم يتعرض لإساءة معاملة، وفقاً لتقارير الأنباء. ولا يزال مكان وجود بشار فهمي مجهولاً.

 

وتعرض صحفيان دوليان آخران للاحتجاز في سوريا، وهما الصحفي الأمريكي المستقل أوستن تايس الذي انقطعت أخباره منذ أواسط آب/أغسطس، وفقاً لتقارير الأنباء. ويُعتقد أن تايس محتجز لدى الحكومة، حسبما صرحت وزارة الخارجية الأمريكية. كما اختفت الصحفية الأوكرانية أنهار كوتشنيفا في 9 تشرين الأول/أكتوبر، وكانت تساهم بتغطية إخبارية لعدة وسائل إعلام روسية بما فيها قناة ‘روسيا اليوم’ التفلزيونية التي تتخذ من موسكو مقراً لها. وقد اتصلت بزملائها بعد بضعة  أيام على اختفائها وأفادت بأنها محتجزة لدى قوات الجيش السوري الحر، وفقاً لتقارير الأنباء.

 

ولقي ما لا يقل عن 25 صحفياً آخر مصارعهم بينما كانوا يغطون النزاع في سوريا منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2011، بمن فيهم صحفي قُتل على الجانب اللبناني من الحدود، حسبما تُظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين. وقد صنفت لجنة حماية الصحفيين سوريا على أنها أخطر بلد للصحفيين في العالم.

 

·         للاطلاع على مزيد من البيانات والتحليلات حول سوريا، يرجى زيارة الصفحة المخصصة لسوريا على الموقع الإلكتروني التابع للجنة حماية الصحفيين، على هذا الرابط.