نيويورك، 5 تشرين الثاني/نومفبر 2012 – أُعلن عن اختفاء صحفية سودانية ناقدة ومستقلة في 29 تشرين الأول/أكتوبر، وقد عُثر عليها في يوم الجمعة على قارعة أحد شوارع الخرطوم، حسبما أفادت تقارير الأنباء. وقد تعرضت الصحفية سمية إبراهيم إسماعيل هندوسة للتعذيب وتم حلق شعر رأسها بينما كانت محتجزة، حسب التقارير.
عُثر على الصحفية في منطقة نائية في العاصمة، حسب تقارير الأنباء. وقالت أسرة الصحفية إنها تعرضت “لتعذيب بدني وضرب بالسوط”، وإن الخاطفين أبلغوها بأنهم حلقوا شعر رأسها لأن “شعرها يشبه شعر العرب وهي تنتمي لمجموعات العبيد في دارفور”، وفقاً لمجموعة ‘قرفنا‘ المؤيدة للديمقراطية. والصحفية موجودة حالياً في منزلها لتتعافى من إصاباتها.
وقال أفراد أسرة هندوسة لوسائل الإعلام المحلية بأنها اختطفت بالقرب من منزلها في الخرطوم وتم اقتيادها إلى جهة مجهولة. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم تلقت شقيقتها مكالمة هاتفية سمعت فيه صوت سمية في الخلفية ترجوا خاطفيها بأن يسمحوا لها بأن تتحدث مع شقيقتها، وفقاً لتقارير الأنباء. وفي اليوم التالي تلقى ابن شقيقتها رسالة نصية مجهولة المصدر تقول إن الصحفية معتقلة لدى جهاز الأمن والمخابرات الوطني، حسب تقارير الأنباء.
وقالت سمية هندوسة لأسرتها لاحقاً بأنها تعتقد أن خاطفيها كانوا فعلاً من عملاء جهاز الأمن والمخابرات الوطني. ولم يؤكد جهاز الأمن أو ينفي مسؤوليته عن هذا الاعتداء.
وقد قام الخاطفون بإطلاع سمية هندوسة على عدد من مقالاتها وكتاباتها واتهموها بأنها تعارض نظام الرئيس عمر البشير وتوجه إليه إهانات، وفقاً لتقارير الإنباء ونقلاً عن أسرة الصحفية. وكانت سمية هندوسة قد غطت في كتاباتها انتهاكات حقوق الإنسان في غرب دارفور وفي جبال النوبة في جنوب كردفان، وهي موضوعات تعتبر محظورة في السودان، وفقاً لتقارير الأنباء. وقد ظهرت مقالاتها في صحف سودانية محلية بما في ذلك الصحيفتين اليوميتين المستقلتين ‘الوطن’ و ‘ الصحافة’. كما تعرضت صفحتها على موقع فيسبوك للاختراق عدة مرات في الماضي، حسب تقارير الأنباء.
وكانت سمية هندوسة قد استُدعيت إلى مكتب جهاز الأمن والمخابرات الوطني لاستجوابها قبل يومين من اختطافها، حسب تقارير الأنباء. كما قالت لأسرتها قبل اختطافها بأنها لاحظت سيارة حمراء تلاحقها، حسب التقارير.
تنحدر سمية هندوسة من أسرة تعود في أصلها إلى منطقة دارفور التي عانت الكثير من القمع تحت النظام الحالي، وتعيش الصحفية حالياً في مصر ولكنها كانت في زيارة إلى أسرتها لقضاء إجازة العيد معها، حسب تقارير الأنباء.
وتخطط أسرة الصحفية إلى رفع شكوى جنائية ضد أعضاء غير محددين من جهاز الأمن والمخابرات الوطني بتهمة الاعتداء على الصحفية، حسب تقارير الأنباء.
وقال روبرت ماهوني، نائب مدير لجنة حماية الصحفيين، “يجب على السلطات أن تقوم فوراً بتحقيق موثوق بشأن هذا الاعتداء الرهيب ضد سمية إبراهيم إسماعيل هندوسة، وأن تجلب مرتكبي الاعتداء إلى العدالة، وبصرف النظر عن هويتهم. ويُظهر هذا الاعتداء المخاطر التي يواصل الصحفيون مواجهتها في السودان فيما إذا تجرأوا على انتقاد الحكومة”.
وقد وثّقت لجنة حماية الصحفيين في شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو سلسلة من الاعتداءات مثل احتجاز الصحفيين ومصادرة الصحف ومداهمة مقراتها من قبل قوات الأمن، وحجب المواقع الإلكترونية الناقدة ومنع التغطية الصحفية للاحتجاجات التي انطلقت في أواسط حزيران/يونيو في الخرطوم حيث تظاهر المواطنون ضد إجراءات التقشف.
· للاطلاع على مزيد من البيانات والتحليلات حول السودان، يرجى زيارة الصفحة المخصصة للسودان على الموقع الإلكتروني التابع للجنة حماية الصحفيين، على هذا الرابط.