مقتل صحفي في سوريا واختفاء صحفية أخرى

نيويورك، 16 تشرين الأول/أكتوبر 2012 – ازدادت الخسائر الفادحة التي تعاني منها وسائل الإعلام التي تغطي النزاع في سوريا خلال الأسبوع الماضي إذ قُتل صحفي يعمل مع محطة تلفزيونية مؤيدة للحكومة وفُقدت صحفية أوكرانية تعمل مع وسائل الإعلام الروسية ويُعتقد بأنها اختُطفت.

وقال روبرت ماهوني، نائب مدير لجنة حماية الصحفيين، “لقد أصبحت تغطية النزاع في سوريا من بين أخطر المهمات للصحفيين في العالم. كما يتسم الأمر بخطورة خاصة على الصحفيين السوريين المحليين الذين يخاطرون بأن يصبحوا مستهدفين بسبب انتماءاتهم المتصورة. يجب على جميع أطراف النزاع أن تتذكر أن الصحفيين هم مدنيون ولا يجب استهدافهم لمجرد قيامهم بعملهم”.

 

قُتل المصور التلفزيوني محمد الأشرم الذي يعمل مع قناة ‘الإخبارية’  إثر تعرضه لإطلاق رصاص في 10 تشرين الأول/أكتوبر بينما كان يغطي المصادمات بين القوات الحكومية السورية وبين مقاتلي الجيش السوري الحر في مدينة دير الزور شرق البلاد، حسب ما أفادت القناة التلفزيونية.

 

وأوردت محطة ‘الإخبارية’ أن محمد الأشرم أصيب في صدره وفخذه. وأفاد مدير المحطة، عمادة سارة، لوكالة الأنباء الفرنسية بأن الأشرم “قُتل علي يد الإرهابيين”. ومنذ بدء الانتفاضة السورية في آذار/مارس 2011، ظل النظام يستخدم عبارة “الإرهابيين” لوصف جميع المقاتلين المعارضين، حسب تقارير الأنباء.

 

وفي حين تشير أبحاث لجنة حماية الصحفيين إلى أن العديد من حالات قتل الصحفيين جرت على يد القوات الحكومية، إلا أن عددا متزايداً من الاعتداءات ضد الصحفيين ووسائل الإعلام التي تُعتبر مؤيدة للحكومة تُعزا لقوات الثوار. وقد قتل ما لا يقل عن 23 صحفياً آخر بينما كانوا يغطون النزاع في سوريا منذ تشرين الثاني/نوفمبر، بمن فيهم صحفي واحد قتل في لبنان في المنطقة المحاذية لسوريا، مما جعل سوريا أخطر مكان للصحفين في العالم، وفقاً لأبحاث لجنة حماية الصحفيين.

 

انقطعت أخبار الصحفية أنهار كوتشنيفا منذ 9 تشرين الأول/أكتوبر، وهي صحفية أوكرانية وتساهم في العديد من وسائل الإعلام الروسية بما فيها محطة ‘روسيا اليوم’ التي تبث من موسكو، وذلك حسب تقارير الأنباء. وأوردت محطة ‘روسيا اليوم’ نقلاً عن زميل الصحفية إنها توجهت إلى حمص لإعداد تقرير للمحطة التلفزيونية الروسية ‘إن تي في’. ويُعتقد أنها اختُطفت في حمص بالقرب من الحدود اللبنانية، حسب التقرير.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية، أولكساندر ديكوساروف، لوكالة الأنباء الفرنسية إن كوتشنيفا اتصلت بقناة ‘إن تي في’ في يومي 12 و 13 تشرين الأول/أكتوبر وقالت إنها محتجزة من قبل قوات الجيش السوري الحر وإنها تتلقى معاملة حسنة. وقال ديكوساروف بأن حكومتي أوكرانيا وروسيا تعملان من أجل تأمين الإفراج عن الصحفية، وفقاً لوكالة ‘أسوشيتد برس‘ للأنباء.

 

الصحفية كوتشنيفا تبلغ من العمر 40 عاماً وهي تتحدث العربية بطلاقة وظلت تعمل في سوريا منذ العام الماضي، وفقاً لتقارير الأنباء. وقد دافعت علناً عن نظام الرئيس بشار الأسد في مقابلات تلفزيونية في روسيا وفي وسائل الإعلام السورية المؤيدة للنظام، وأورت تقارير إخبارية أنها تلقت تهديدات عبر رسائل هاتفية نصية.

 

وقد انقطعت أخبار ثلاثة صحفيين دوليين آخرين في سوريا منذ آب/أغسطس. فقد أوردت التقارير عن اختفاء المصور التركي جنيد أونال والمراسل الصحفي بشار فهمي، وهو مواطن أردني من أصل فلسطيني، وكانا يعملان مع قناة ‘الحرة’ التي تمولها الحكومة الأمريكية، وأوردت التقارير أنهما اختفيا في مدينة حلب في 20 آب/أغسطس، كما اختفى الصحفي الأمريكي المستقل أوستن تايس في أواسط آب/أغسطس، وفقاً لتقارير الأنباء. ويُعتقد أن تايس محتجز لدى الحكومة السورية، وفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية. وقد ظهر جنيد أونيل في مقطع فيديو بثته محطة ‘الإخبارية’ بعد ستة أيام من احتجازه، ولكنه لم يحدد الجهة التي تحتجزه. وما زال مكان وجود بشار فهمي مجهولاً.

 

·         للاطلاع على مزيد من البيانات والتحليلات حول سوريا، يرجى زيارة الصفحة المخصصة لسوريا على الموقع الإلكتروني التابع للجنة حماية الصحفيين، على هذا الرابط.