نيويورك، 14 آب/أغسطس 2012 – قالت لجنة حماية الصحفيين اليوم إن سلسلة من الهجمات استهدفت صحفيين خلال الأسبوعين الماضيين، وكان من نتائجها مقتل ثلاثة صحفيين على الأقل واختطاف عدة صحفيين آخرين. وقد استهدفت معظم هذه الاعتداءات الأخيرة وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة.
وقال روبرت ماهوني، نائب مدير لجنة حماية الصحفيين، “نطالب جميع أطراف النزاع في سوريا أن يتذكروا بأن الصحفيين الذين يغطون النزاع هم مدنيون وأن الاعتداءات التي تستهدفهم تمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي. لقد تكبّد الصحفيون ثمناً باهضاً في سوريا وهم يخاطرون بحياتهم يومياً من أجل تغطية الأخبار، ويجب حمايتهم”.
أوردت وكالة ‘سانا’ الرسمية للأنباء في يوم الأثنين نقلاً عن المحطة التلفزيونية ‘الإخبارية’ المؤيدة للحكومة تقريراً يرجّح أن فني التصوير حاتم أبو يحيى الذي يعمل مع المحطة قد لقي مصرعه. وكان أبو يحيى قد اختُطف على يد ثوار ينتمون للجيش السوري الحر في منطقة التل في ضواحي دمشق في يوم الجمعة برفقة زميلته يارا الصالح التي تعمل مذيعة في المحطة التلفزيونية، وعبدالله الطبرة، ويعمل مصوراً، وسائق كان برفقتهم يدعى حسام عماد، وفقاً لتقارير الأنباء. وكان طاقم تلفزيون ‘الإخبارية’ يغطي المصادمات في منطقة التل بين الثوار وبين قوات الأمن عندما تم اختطافهم، حسب تقارير الأنباء.
وقد نشر الجيش السوري الحر مقطع فيديو قال فيه المتحدث باسم الثوار بأن حاتم أبو يحيى قُتل نتيجة لقصف القوات الحكومية وأن القصف أودى بحياة شخصين آخرين من الثوار، حسبما أوردت وكالة ‘أسوشيدت برس’. وقد ظهر في الفيديو بقية أفراد الطاقم الصحفي والسائق الذي برفقتهم وقالوا إنهم بصحة جيدة وإنهم يتلقون معاملة حسنة، وفقاً لوكالة ‘أسوشيتد برس’.
وفي يوم السبت، قُتل الصحفي علي عباس، رئيس قسم الأخبار المحلية في وكالة ‘سانا’ للأنباء على يد مسحلين مجهولين اقتحموا منزله في منطقة جديدة عرطوز في دمشق، وفقاً لبيان نشرته الوكالة على موقعها على شبكة الإنترنت. وقالت الوكالة أن “مجموعة أرهابية مسلحة” قتلت الصحفي في إطار حملة لإسكات وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة، ولكن الوكالة لم توفر أية تفاصيل أخرى. وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مسلحين مجهولين أطلقوا الرصاص على الصحفي في منزله، وفقاً لتقارير الأنباء.
وفي يوم السبت أيضاً، قُتل الصحفي براء يوسف البوشي الذي كان ينشر تقارير ومقاطع مصورة في وسائل إعلام دولية، بما فيها قنوات ‘العربية’ و ‘الجزيرة’ و ‘سكاي نيوز’. وقد قُتل الصحفي جراء قصف القوات الحكومية لحي التل بينما كان يغطي المصادمات هناك، حسبما أفادت قناة ‘العربية’. وكان البوشي قد انشق عن قوات الجيش وانضم إلى الجيش السوري الحر في أيار/مايو أثناء أدائه للخدمة العسكرية الإلزامية، حسب تقارير الأنباء. وعلمت لجنة حماية الصحفيين من أحد أصدقائه، وهو صحفي مواطن ويستخدم الاسم المستعار مطر إسماعيل، أن البوشي تخرج من كلية الصحافة في جامعة دمشق وكان يكتب للموقع الإلكتروني الإخباري “سيريا نيوز’ في عام 2009 قبل أن يبدأ الخدمة العسكرية الإلزامية في عام 2010.
وتعرب لجنة حماية الصحفيين عن انشغالها أيضاً بشأن مصير الصحفي محمد السعيد، الذي يعمل مقدماً للأخبار في التلفزيون الحكومي. وقد زعمت جبهة النصرة على موقع ‘شبكة أنصار الشام’ الإلكتروني، وهي جماعة إسلامية مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة، بأن عناصرها قاموا بقطع رأس الصحفي في 4 آب/أغسطس بعد أختطافه في دمشق في 19 تموز/يوليو، وفقاً لتقارير الأنباء. وكان محمد السعيد يستضيف برنامجا يدعى “حديث البلد” للتلفزيون الحكومي، حسب تقارير الأنباء. ولم تعلن أية منظمة إخبارية عن تأكيد خبر مقتله بصفة مستقلة.
وفي 3 آب/أغسطس، كان المصور طلال جنبكلي الذي يعمل مع التلفزيون الحكومي يصور في دمشق عندما اختطفه رجال مسلحون ينتمون لجماعة من الثوار تدعى كتائب هارون الرشيد، وفقاً لتقارير الأنباء. وقد نشرت الجماعة مقطعاً مصوراً على موقع يوتيوب ظهر فيه جنبكلي ويبدو عليه الهلع وقال إنه تعرض للأسر. وتضمن المقطع سؤالاً وجهه المسلحون للصحفي الأسير يسألونه عمّا ينصح به زملائه الصحفيين؛ ورد بالقول إن عليهم الانشقاق عن الرئيس بشار الأسد وجيشه.
لقد ازدادت الاعتداءات على وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة خلال الشهرين الماضيين. ففي 6 آب/أغسطس، انفجرت قنبلة في الطابق الثالث من مبنى الإذاعة والتلفزيون في دمشق، وفقاً لتقارير الأنباء. وقد أصيب ثلاثة أشخاص على الأقل بجراح، حسب التقارير. ولم تحدد الأنباء ما إذا كان المصابون من الصحفيين. وفي حزيران/يونيو، وثّقت لجنة حماية الصحفيين اعتداءً ضد مقر قناة ‘الإخبارية’ أدى إلى مقتل سبعة موظفين، بمن فيهم صحفيان على الأقل.
وتأتي هذه الموجة الأخيرة من الاعتداءات في أعقاب الإفراج عن صحفيين أجنبيين في نهاية تموز/يوليو بعد أن احتُجزا لمدة أسبوع، وفقاً لتقارير الأنباء. فقد اختطف رجال مسلحون ينتمون لميليشيا إسلامية المصور الصحفي البريطاني المستقل جون كانتلي، والمصور الصحفي الهولندي المستقل يرون أورلمانز بينما كانا يعبران الحدود إلى سوريا قادمين من تركيا في 19 تموز/يوليو، حسب تقارير الأنباء. وقال أورلمانز لوسائل الإعلام إن الخاطفين لم يكونوا سوريين وإن جماعة من المقاتلين السوريين المناهضين للحكومة قامت بإنقاذه وزمليه.
· للاطلاع على مزيد من البيانات والتحليلات حول سوريا، يرجى زيارة الصفحة المخصصة لسوريا على الموقع الإلكتروني التابع للجنة حماية الصحفيين، على هذا الرابط.