الاعتداء على تسعة صحفيين على الأقل بينما كانوا يغطون مصادمات في لبنان

القاهرة، 19 حزيران/يونيو 2012 – تعرب لجنة حماية الصحفيين عن قلقها جراء ما تعتبره توجهاً للاعتداء على الصحفيين اللبنانيين الذين يغطون المصادمات بين مؤيدي ومعارضي النظام السوري. فخلال الشهر الماضي، تعرض تسعة صحفيين على الأقل لاعتداءات في أربع مناسبات مختلفة.

وقال نائب مدير لجنة حماية الصحفيين من نيويورك، روبرت ماهوني، “نحن نلاحظ توجهاً مثيراً للقلق من الاعتداءات على الصحفيين الذين يغطون هذا الموضوع الذي حظي بتغطية إعلامية دولية واسعة. إن الحكومة اللبنانية مسؤولة عن ضمان تمكين الصحفيين من القيام بعملهم دون تعرضهم لتهديدات ودون خشية من الاعتداءات، ويجب عليها بذل كل ما في وسعها لحمايتهم”.

 

في 10 حزيران/يونيو، كانت الصحفية غدي فرانسيس، مراسلة محطة ‘الجديد’ التلفزيونية التي تتخذ من بيروت مقراً لها، تغطي الانتخابات الداخلية للحزب السوري القومي الاجتماعي في ضهور الشوير التي تقع إلى الشمال من بيروت، واعتدى عليها المدعو حسين هاشم، وهو الحارس الشخصي لرئيس الحزب، أسعد حردان، حسب تقارير الأنباء. وأفادت التقارير أن حسين هاشم طلب من الصحفية المغادرة، وعندما رفضت ذلك لكمها على وجهها وركلها عدة مرات. وحاول صحفي آخر التدخل، وهو فراس الشوفي من صحيفة ‘الأخبار’، ولكنه تعرض للضرب على وجهه أيضاً، حسب التقارير.

 

وأصدر الحزب السوري القومي الاجتماعي بياناً اعتذر فيه عن الاعتداء وزعم أن حارس زعيم الحزب لم يكن مسؤولاً عما حدث، حسب تقارير الأنباء. وقبل يوم من ذلك، كانت غدي فرانسيس قد نشرت موضوعاً حول انتخابات الحزب أشارت فيه إلى احتمالية أن يخسر أسعد حردان في انتخابات الحزب، حسب تقارير الأنباء.

 

كما تعرض المصور الصحفي ناجي مزبودي لاعتداء قام به مهاجمان بينما كان يصور في أحد مستشفيات بيروت في 21 أيار/مايو، حسب تقارير الأنباء، ويعمل ناجي في قناة ‘المستقبل’ التلفزيونية الخاصة التي تتخذ من بيروت مقراً لها، وكان يصور مرضى أصيبوا بجراح جراء المصادمات التي وقعت في منطقة الطريق الجديد، حسب تقارير الأخبار. وقام المهاجمون بضرب الصحفي عندما غادر المستشفى ووجهوا له وللمحطة التي يعمل بها عدة إهانات وطلبوا منه عدم العودة إلى المستشفى، حسب التقارير.

 

وفي 20 أيار/مايو، هاجم عدد من الرجال مجهولي الهوية الصحفية رونا الحلبي، مراسلة قناة ‘الجديد’ التلفزيونية التي تتخذ من بيروت مقراً لها، والمصور عمر خداج والمصور إيلي أبو عسلي، وذلك بينما كانوا يغطون المصادمات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس السوري بشار الأسد بالقرب من منطقة العبدة في الشمال والقريبة من طرابلس، وفق تقارير الأنباء. وعمد المهاجمون إلى منع الصحفيين من التصوير ثم قاموا بضرب عمر خداج على رأسه وحاولوا الاستيلاء على الكاميرا التي بحوزته، حسب تقارير الأنباء. وأصيب خداج بكدمات في رأسه، ولم يتعرض الصحفيان الآخران لأي أذى. وقد حدثت المصادمات في أعقاب إطلاق النار على أحمد عبد الواحد بالقرب من نقطة تفتيش عسكرية، وهو شيخ سني معارض للنظام السوري، حسب تقارير الأخبار.

 

وأخيراً، قامت مجموعة من رجال مسلحين مجهولي الهوية بالاعتداء على فريق إخباري من قناة ‘روسيا اليوم’ التلفزيونية التي تتخذ من موسكو مقراً لها، وذلك في 17 أيار/مايو، وبينما كان الفريق يغطي المصادمات بين مؤيدي النظام السوري ومعارضيه في مدينة طرابلس في شمال لبنان، حسبما أفادت القناة. وقد اعتدى المسلحون على الفريق المكون من ثلاثة صحفيين، وحطموا المعدات التي كانت بحوزتهم، ووصفوهم بأنهم “جواسيس بشار الأسد”، حسب تقارير الأنباء. ولم تحدد التقارير هوية الصحفيين الثلاثة.

 

وقد بدأ لبنان يتأثر على نحو متزايد بالاضطرابات في سوريا المجاورة، حسبما تُظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين. ففي نيسان/إبريل، وثقت لجنة حماية الصحفيين مقتل مصور صحفي لبناني بينما كان يصور بالقرب من الحدود السورية.