مقتل خمسة مواطنين صحفيين خلال يومين في سوريا

القاهرة، 8 حزيران/يونيو 2012 – لقي خمسة مواطنين صحفيين حتفهم في سوريا بينما كانوا يوثقون الاضطرابات في دمشق وحمص، حسب تقارير الأنباء وصحفيين محليين. وقد قُتلوا جميعاً خلال يومين في نهاية أيار/مايو.

وقال جويل سايمون، المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين، “هؤلاء الضحايا يمثلون تذكيراً مأساوياً للدور الذي أداه المواطنون الصحفيون في تغطية النزاع في سوريا، بما في ذلك توثيق العنف الشنيع الذي ترتكبه السلطات ضد المدنيين. وفي حين أخفقت مساعي الحكومة السورية في القضاء على شهود العيان، فإن الثمن الذي دفعه الصحفيون المحليون والدوليون كان ثمناً باهضاً”.

 

قُتل ثلاثة صحفيين يعملون مع منظمة المواطنين الإخبارية ‘شبكة شام الإخبارية‘ في 27 أيار/مايو بينما كانوا يصورون مصادمات بين قوات الأمن وثوار مسلحين في دمشق، حسب ما أفاد للجنة حماية الصحفيين ممثل عن ‘شبكة شام الإخبارية’ طلب عدم نشر اسمه. فقد قُتل كل من عمار محمد سهيل زادو، مدير شبكة ‘شام’ في حمص، وأحمد عدنان الأشلق، وهو مراسل يعمل مع الشبكة، ولورنس فهمي النعيمي، وهو مدير البث المباشر في الشبكة، وذلك بينما كانوا يصورون المصادمات من شقة سكنية في حي الميدان، حيث قصفت قوات الأمن الشقة، حسبما أفاد ممثل الشبكة.

 

ويعتقد أعضاء في الشبكة الإخبارية أنه نظراً للتواجد الكثيف لعناصر المخابرات في دمشق، فمن الممكن أن قوات الأمن استهدفت الصحفيين بناء على معرفتها بموقع وجودهم، حسبما أفاد ممثل شبكة ‘شام’ للجنة حماية الصحفيين. وأضاف ممثل الشبكة أن الجيش أخذ جثث الصحفيين القتلى ولم يسلمها لأسرهم من أجل دفنها.

 

وأوردت تقارير إخبارية أن الصحفيين الثلاثة قتلوا في حمص، ولكن ممثل شبكة ‘شام’ قال للجنة حماية الصحفيين إنهم قُتلوا في دمشق.

 

وكانت ‘شبكة شام الإخبارية’ التي تتخذ من دمشق مقراً لها قد نشرت آلاف من مقاطع الفيديو توثق الاضطرابات في سوريا منذ انطلاقة الانتفاضة هناك في آذار/مارس 2011. وقد استخدمت مؤسسات إخبارية دولية المقاطع التي نشرتها الشبكة، مثل قناة ‘الجزيرة’ ومحطة ‘بي بي سي’.

 

وفي اليوم التالي، قُتل صحفيان آخران جراء قصف شنته قوات الأمن، وهما باسل الشحادة، وهو مواطن صحفي ومخرج أفلام، وأحمد الأصم والمعروف أيضاً باسم أحمد أبو إبراهيم وهو مصور كان برفقة الشحادة ، وذلك بينما كانا يصوران الاضطرابات في حمص في 28 أيار/مايو في حي الصفصافة، حسب تقارير الأنباء. وكان الشحادة والأصم يصوران عملية اجتياح كانت تشنها قوات الأمن عندما أصابت قذيفة السيارة التي كانا يستقلانها مما أدى إلى مصرعمها، حسبما أفاد عامر مطر للجنة حماية الصحفيين، وهو صحفي سوري يعيش في المنفى وصديق لباسل الشحادة. وأعربت تقارير إخبارية عن شكوك بأن قوات الأمن استهدفت الصحفيين لأنهما كانا يقومان بالتصوير.

 

وقال عامر مطر إن باسل الشحادة كان يعمل على إنتاج فيلم لإحياء الذكرى السنوية الأولى للانتفاضة السورية. وكان الشحادة قد حصل على منحة من مؤسسة فولبرايت لدراسة إخراج الأفلام في جامعة سيراكيوز في ولاية نيويورك في أمريكا، ولكنه طلب إجازة عن الدراسة بعد فصل الخريف كي يعود إلى سوريا ويعمل على تغطية الانتفاضة، حسب تقارير الأنباء. وفي كانون الأول/ديسمبر 2011، أجرى معه البرنامج الإذاعي الأمريكي ‘الديمقراطية الآن!’ مقابلة حول الاضطرابات في سوريا.

 

وكان أحمد الأصم قد أنتج عدداً من التقارير حول النزاع في حمص، بما في ذلك تقرير تم استخدامه على نطاق واسع في وسائل الأنباء الإقليمية حول الهجرة الجماعية للناس من مدينة حمص بسبب الحرب الدائرة بها، وفقاً لتقارير الأنباء.

 

وكان برفقة الصحفيين تلميذان لم يُعلن عن هويتيهما.

 

وتُظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين أن تسعة صحفيين محليين ودوليين قد لقوا مصرعهم في سوريا بينما كانوا يقومون بعملهم منذ تشرين الثاني/نوفمبر، وكان ستة منهم قد قتلوا في ظروف أثارت تساؤلات حول مسؤولية الحكومة في استهدافهم، مما يجعل سوريا أخطر مكان للصحفيين في العالم.