نيويورك، 3 أيار/مايو 2012 – تعرب لجنة حماية الصحفيين عن شجبها لسلسلة الاعتداءات ضد الصحافة اليمنية التي حدثت خلال الأيام العشرة الماضية، بما فيها اعتداءان على صحفيين، وتهديدات ضد صحفيين آخرين، والمضايقات الرسمية ضد صحيفة محلية.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “لقد تعرض الصحفيون اليمنيون بكافة فئاتهم لاعتداءات وتهديدات خلال الأيام الماضية. إن من واجب السلطات أن تفرض القانون وأن تنهي هذه الأساليب المصممة لترهيب الصحافة من أجل إسكاتها”.
تعرّض الصحفي أنور البحري، مراسل وكالة أنباء ‘سبأ’ الرسمية، للضرب على يد رجال مجهولين اقتحموا منزله في يوم الاثنين، حسبما أفادت الوكالة. وأوردت تقارير إخبارية أن المهاجمين ينتمون إلى أسرة الأحمر، وهي أكثر جماعة قبلية نفوذاً في البلاد. وقالت التقارير إن البحري تعرض للضرب أمام زوجته وأطفاله، ثم نُقل إلى مستشفى محلي للعلاج من جراح لم تحددها التقارير.
كان الصحفي وائل العبسي الذي يعمل مع الموقع الإلكتروني الإخباري ‘الاشتراكي’ يصور تظاهرة في ميدان التحرير في تعز، وهي ثالث أكبر مدينة في اليمن، في 24 نيسان/إبريل، وتعرض لاعتداء قام به رجال مجهولون، وفقاً للموقع. وأفادت تقارير الأخبار أن المهاجمين متحالفون مع قوات الأمن التي تشرف على ميدان التحرير. وموقع ‘الاشتراكي’ مرتبط بالحزب الاشتراكي اليمني. وقد أصيب العبسي بجراح في الرأس والعين وتلقى علاجاً في مستشفى محلي، حسب تقارير الأخبار.
وفي اليوم نفسه، تلقى صحفيان تهديدات عبر مكالمات هاتفية، حسب تقارير الأنباء. فقد تلقى الصحفي فتحي أبو النصر الذي يساهم بمقالات في العديد من الصحف اليمنية اتصالاً من شخص مجهول قال له إنه سيُقتل إذا لم يتوقف عن الكتابة، حسب تقارير الأخبار. وكان هذا الصحفي قد كتب دعماً للثورة، كما انتقد الثوار الشيعة المعروفين بالحوثيين في منطقة صعدة في شمال البلاد، حسب التقارير.
واتصل شخص مجهول بالصحفي عبد القادر المنصوب، رئيس مكتب الموقع الإلكتروني الإخباري ‘حشد’ في مدينة الحديدة، وحذّره من الكتابة عن قضية فساد مزعومة تخص شركة نفط محلية، وفقاً لتقارير الأخبار. وقال المتصل إنه إذا حدث أي شيء للمنصوب، فعليه ألا يلوم إلا نفسه.
كما أطلق نجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح حملة مضايقة ضد صحيفة محلية. فقد أوردت صحيفة ‘الأهالي’ الأسبوعية في يوم الثلاثاء أن مكتب رئيس الحرس الجمهوري، أحمد علي عبدالله صالح، أصدر بياناً قال فيه إن الصحيفة تجسست على معسكرات تابعة للجيش وتعاونت مع تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، وإنه يجب محاكمة موظفي الصحيفة أمام محكمة عسكرية. وقامت عدة مواقع إلكترونية إخبارية محلية موالية لصالح بنشر البيان، وفقاً لتقارير الأخبار.
وكانت صحيفة ‘الأهالي’ قد نشرت مقالة في 23 نيسان/إبريل قالت فيها إن رئيس الحرس الجمهوري يحتفظ بأربع طائرات مروحية عسكرية من نوع أباتشي موجودة في معسكر في منطقة سنحان، وهي مسقط رأس الرئيس السابق. ويُذكر أن صحيفة ‘الأهالي’ مرتبطة بحزب ‘الإصلاح’ المعارض، وأنها ظلت دائما توجه انتقادات للحكومة والجيش اليمنيين.
وتعرضت صحيفة ‘الأهالي’ لاعتداءات في الماضي. ففي نيسان/إبريل 2011، جرت مصادرة آلاف النسخ من الصحيفة. وفي عام 2009، حظرت الحكومة اليمنية بيع نسخ الصحيفة لمدة من الوقت، حسبما تُظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين.
وقد وثقت لجنة حماية الصحفيين موجة من الاعتداءات ضد الصحفيين في اليمن منذ انطلاقة الاضطرابات السياسية في العام الماضي، بما في ذلك حالات قتل، واعتداءات بدنية، واحتجاز، ومضايقات، واعتداءات على مقرات وسائل الإعلام.
· لمزيد من المعلومات والتحليل حول اليمن، يرجى الاطلاع على تقرير الاعتداءات على الصحافة في موقع لجنة حماية الصحفيين.