مقتل مصور صحفي في لبنان برصاص القوات السورية

نيويورك، 9 نيسان/إبريل 2012 – قتلت قوات الأمن السورية اليوم مصوراً صحفياً لبنانيا بينما كان يعمل في بلدة وادي خالد في شمال لبنان والمحاذية للحدود السورية، حسبما أفادت المؤسسة الإعلامية التي يعمل بها المصور القتيل، ووفقاً لتقارير إخبارية نقلاً عن مسؤولين لبنانيين. وتأتي عملية القتل عبر الحدود هذه في اليوم نفسه الذي أطلقت فيه القوات السورية النيران نحو مخيم لاجئين بالقرب من الحدود التركية مما أدى إلى إصابة عدة أشخاص، حسب تقارير الأنباء.

أصيب المصور الصحفي علي شعبان بعدة رصاصات في صدره بينما كان جالساً في سيارة مملوكة لتلفزيون ‘الجديد’ الذي يتخذ من بيروت مقراً له ويعمل فيه الصحفي القتيل، وذلك حسب بيان أصدر تلفزيون ‘الجديد’. وأفاد التلفزيون أن قوات الأمن السورية أطلقت الرصاص من بلدة أرموتا السورية الحدودية.

وقال جويل سايمون، المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين، “نتقدم بأحر التعازي لأسرة زميلنا علي شعبان. لقد ازداد الوضع خطورةً إذ أخذ العنف يتجاوز الحدود السورية مما يعرض للخطر الصحفيين العاملين في البلدان المجاورة”.

وكان علي شعبان برفقة الصحفي حسين خريس والمصور عبد العظيم خياط من تلفزيون ‘الجديد’ وكانوا يعملون على موضوع صحفي حول قضايا الأمن على المنطقة الحدودية، وفقا لتلفزيون ‘الجديد’. وقال خريس في مقابلة مع تلفزيون ‘الجديد’ إن الفريق كان يصور من داخل الأراضي اللبنانية عندما أمرهم عناصر من قوات الأمن السورية يرتدون ملابس مدنية بأن يتراجعوا. وقال خريس إن إطلاق النار بدأ حالما دخل شعبان والخياط إلى السيارة المملوكة للتلفزيون، بينما ظل هو خارج السيارة لينتهي من كتابة ملاحظته الإخبارية.

ووصف خريس في المقابلة تعرض الصحفيين لإطلاق الرصاص لمدة طويلة من القوات السورية. وقالت وكالة ‘أسوشيتد برس’ نقلاً عن تلفزيون ‘الجديد’ أن الجيش أطلق أكثر من 40 رصاصة، مما ترك سيارة التلفزيون مثقبة بالرصاص. وقالت خريس أن تواصُل إطلاق الرصاص أخّر وصول الإسعاف لزميله. ولم يُصب الخياط وخريس بأي أذى.

وقال رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، على موقع تويتر إنه طلب من الجيش اللبناني التحقيق بهذا الاعتداء. ونقل تلفزيون ‘الجديد’ عن الإعلام السوري الرسمي قوله إن الفريق التلفزيوني تعرض للاعتداء لأن قوات الحدود السورية تعرضت “لإطلاق رصاص من قبل جماعات إرهابية مسلحة” من الأر اضي اللبنانية.

أما بخصوص إطلاق الرصاص عبر الحدود التركية، فقد نقلت وكالة ‘أسوشيتد برس’ عن نشطاء معنيين بحقوق الإنسان قولهم إن الجنود السوريين أطلقوا الرصاص على ثوار كانوا يحاولون العبور إلى مخيم للاجئين.

وتُظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين أن ثمانية صحفيين محليين ودوليين على الأقل لقوا حتفهم بينما كانوا يقومون بعملهم في سوريا منذ تشرين الثاني/نوفمبر، وكان خمسة منهم قد قُتلوا ضمن ظروف تثير تساؤلات بشأن مسؤولية الحكومة عن مقتلهم، مما يجعل سوريا أخطر مكان لعمل الصحفيين في العالم.

·         للاطلاع على مزيد من البيانات والتحليلات حول سوريا، يرجى قراءة تقرير الاعتداءات على الصحافة على موقع لجنة حماية الصحفيين.