جمهورية الكونغو الديمقراطية، انتشار موثّق لفيروس إيبولا في أيلول/سبتمبر 2007
انتشر الفيروس في إقليم كاساي أوكسيدانتال واستمر انتشاره حتى شباط/فبراير 2008. وقد وفرت التقارير الإخبارية الإذاعية معلومات صحية ضرورية وصلت إلى 60 بالمائة من السكان.
القتلى: 166 على الأقل
زمبابوي، انتشار وباء الكوليرا في آب/أغسسطس 2008
وصل معدل تسجيل المرضى الجدد في ذروة انتشار الوباء إلى مريض واحد في كل دقيقة. وعانت المستشفيات من نقص العاملين والأدوية والغذاء والمعدات. وقد أنكرت السلطات وجود أزمة، ثم عملت على التقليل من شأنها، واتهمت الصحفيين بالسعي لتلطيخ سمعة البلاد.
القتلى: 3,623
المتأثرون: 76,127
باكستان، انتشار موثّق لحمى الضنك في تموز/يوليو 2011
أدت الظروف المناخية الموسمية الشديدة إلى أوضاع مثالية لتكاثر البعوض. ووجهت وسائل الإعلام المحلية انتقادات للحكومة بسبب بطء تعاملها مع الأزمة الصحية التي أودت بحياة رئيس سابق لاتحاد صحفيي شرق باكستان.
القتلى: 300
المتأثرون: 20.000
2011
ضربت الصومال موجة من الجفاف أدت إلى حدوث مجاعة أجبرت مئات آلاف الناس على الفرار إلى إثيوبيا وكينيا. وبحلول عام 2012 أعلنت الأمم المتحدة أن ملايين الناس بحاجة إلى مساعدة. وقد أدى العنف السياسي المستمر منذ فترة طويلة إلى تدمير الصحافة المحلية وجعل ظروف العمل للإعلام الأجنبي شديدة الصعوبة.
القتلى: عشرات الآلاف
المتأثرون: 10 مليون
على مستوى العالم، الإعلان عن انتشار فيروس أتش 1 إن 1 في حزيران/يونيو 2009
قالت منظمة الصحة العالمية إن سلالة جديدة من إنفلونزا الخنازير انتشرت في أكثر من 200 بلد. وقال مسؤولون صحيون إن السفر الجوي وشدة قابلية العدوى في الاتصال الشخصي بين الناس تسببا في انتشار الفيروس. وأصدرت المراكز الإعلامية توجيهات إرشادية حول السلامة العامة للصحفيين الذين يغطون انتشار الفيروس.
القتلى: 15,292 على الأقل
الولايات المتحدة الأمريكية، 20 نيسان/إبريل 2010، تسرب نفط في خليج المكسيك
على مرفق للحفر في أعماق البحر تابع لشركة النفط البريطانية مما أدى إلى تسرب النفط لمدة ثلاثة أشهر دون توقف. وبلغت كمية النفط المتسربة أكثر من 200 مليون غالون، مما جعل هذا التسرب أسوأ حادث من نوعه في التاريخ. وعملت السلطات ووكلاء لشركة النفط على إعاقة عدد من الصحفيين الذين كانوا يتابعون هذه القضية.
القتلى: 11
الأضرار 40 ملياردولار أمريكي
هايتي، انتشار موثّق لوباء الكوليرا في تشرين الأول/أكتوبر 2010
بعد عشرة أشهر من الزلزال الذي ضرب هايتي وأدى إلى مقتل أكثر من 200,000 شخص، أعلنت السلطات عن انتشار وباء الكوليرا. أما القطاع الإعلامي الذي تلقى ضربة قاصمة جراء الزلزال، فقد جاهد لتغطية الكارثة الجديدة.
القتلى: حوالي 7,000
المتأثرون: حوالي 500,000
/مارس 2011، انصهار مفاعل نوو
أدى الزلزال بقوة 9.0 درجات وموجات التسونامي الناشئة عنه إلى انصهار ثلاثة مفاعلات نووية. وأصدرت السلطات أمراً بإجلاء منطقة نصف قطرها 20 كيلومتر. وعمل المسؤولون الرسميون على إعاقة وسائل الإعلام وتجنبوا الأسئلة الصعبة بشأن الأزمة.
الأضرار: 235 مليار دولار أمريكي
الصين، 23 تموز/يوليو
تصادم قطاران بسبب خطأ في إشارات الخطوط الحديدية. وأعلنت السلطات عن تفسيرات متناقضة للحادث، وأمرت وسائل الإعلام أن لا تورد تغطية حول الجوانب المهمة من الحادث.
القتلى: 39
إن تفشي فيروس الإيبولا في إفريقيا الوسطى، والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة أو سارس الفيروس التاجي في آسيا، وفيروسH1N1 في المناطق المدارية وبقاع أخرى في العالم، ووباء الكوليرا في هايتي هي كلها أمثلة للأوبئة الصحية التي شكّلت تحديا بالغا لوسائل الإعلام الإخبارية. كما إن الأحداث التي تنطوي على الإرهاب البيولوجي وحالات الطوارئ الكيميائية والإشعاعية تفرض مخاطر أخرى إضافية على المراسلين والمصورين الصحفيين الذين يغطون تلك الأحداث. وكما ورد في الفصل السابع، فإنه ينبغي للصحفيين المستقلين أن يدركوا بأنه قد يتعين عليهم التصدي لتلك المخاطر وتقبل عواقبها على مسؤوليتهم. ويستحسن للصحفي المستقل الراغب في تغطية خبرٍ حول تفشي أحد الأوبئة أو وقوع خطر شامل أن يتصل بمحرريه أولا للتأكد من اهتمامهم بالقصص الإخبارية التي سيكتبها، وليحدد مقدار الدعم المؤسسي الذي قد تقدمه له المؤسسة الإخبارية التي يتعامل معها.
ينبغي لكل صحفي ينوي تغطية تفشٍ وبائي أو طارئ صحي من صنع الإنسان أن يتمتع بصحة جيدة وبجهاز مناعي غير منقوص، ولا يعاني من حالة صحية قد تجعله عرضةً للمرض.
قبل السفر إلى منطقة متضررة، راجع كتيب السفر الدولي والصحة الصادر من منظمة الصحة العالمية ومنشوراتها الخاصة بمناطق محددة وراجع كذلك دورية الأمراض المعدية الناشئة الصادرة من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. توفر منظمة الصحة العالمية مبادئ توجيهية خاصة بأمراض محددة، حيث تبين طبيعة تلك الأمراض والتدابير المتبعة لتجنب العدوى والإصابة بها. وفي عام 2005، نشرت المنظمة كُتيبا للصحفيين بشأن وباء الإنفلونزا. وتوفر المنظمة عبر موقعها الإلكتروني المتاح بلغات عديدة نشرات صحية، وآخر المستجدات الإقليمية، والقيود المفروضة على السفر.
تقدم منظمة الصحة العالمية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها معلومات بشأن حالات الطوارئ البيولوجية والكيميائية والإشعاعية. وينبغي العودة إلى هذه المصادر وغيرها والتردد عليها بانتظام لمعرفة ما يستجد من معلومات. ويقدم كلا الموقعين نشرات مسموعة (بودكاست)، وخدمة متابعة آخر التحديثات (آر أس أس) وغيرها مما يستجد من معلومات لمساعدة الصحفيين في معرفة التطورات حال وقوعها.
استشر مختصا بالرعاية الصحية قبل السفر. واحصل على اللقاحات الموصى بها وأعطِها الوقت الكافي لكي تأخذ مفعولها. (انظر القسم الخاص بالرعاية الطبية واللقاحات في الفصل الأول.) واحرص على تحديث مجموعة المستلزمات الطبية بإضافة المعدات والأدوية الخاصة بالمخاطر التي ستواجهك في مهمتك. (انظر القوائم المرجعية في الملحق ألف). وأحضر أدويةً بقدر ما هو مسموح، فقد يكون هناك نقص في الأدوية محليا.
راجع بوليصة تأمينك الصحي لمعرفة ما إذا كانت تغطي نفقات العلاج وسواها من التكاليف المرجح تكبدها في حال المرض، بما فيها تكاليف الإجلاء في حالات الطوارئ الطبية. وقد لا يُسمح للصحفيين وغيرهم بمغادرة مناطق انتشار المرض إذا ما مرضوا. وهذا قد يفاقم إصابتك الجسدية وحالتك النفسية كذلك. وتذكّر بأن حدوث طارئ صحي جسيم قد يؤدي إلى اكتظاظ المرافق الصحية المحلية، لذا فلتكن لديك خطط بديلة.
ينبغي للصحفيين أن يُولوا الأولوية دائما لسلامتهم الشخصية. فما من قصةٍ صحفية تستحق أن تفقد حياتك لأجلها، وإذا ما لقيت حتفك أو مرضت جراء التعرض لمسببات المرض فإنك سوف تصبح عبئا لا ذُخرا.
إن التمتع بصحة جيدة والحصول على اللقاح لا يكفيان للتحصن ضد المرض. اغسل يديك باستمرار ولا سيما مباشرةً بعد أي تعرضٍ محتمل، كما يوصي بذلك كتيب السفر الدولي والصحة الصادر من منظمة الصحة العالمية والمحدَّث سنويا. احمل معك معقما لليدين في مثل هذه المواقف. تجنب تناول الأطعمة وشرب المياه المحتمل تلوثها. وتجنب ملامسة سوائل الأجسام، والجلد، والأغشية المخاطية، والنفايات الطبية ذات الصلة.
تعلم كيف ينتقل المرض المعني، ومن ثم اتخذ الاحتياطات المناسبة لتفاديه. تورِد منظمة الصحة العالمية سبع طرق يمكن أن تنتشر الأمراض من خلالها وهي الغذاء والماء، ونواقل الأمراض كالبعوض، والحيوانات المصابة، والتربة، والهواء، والاتصال الجنسي، وملامسة الدم وسوائل الجسم. ومن الاحتياطات الممكن اتخاذها استخدام الناموسية عند النوم، وتجنب الاتصال الجنسي، وإن أمكن، تجنب الأماكن المكتظة والمساحات المحصورة.
تعرَّف إلى الطُرق التي تنتشر بها مخاطر شاملة معينة. يشتمل الإرهاب البيولوجي والأخطار البيولوجية الأخرى، استنادا إلى المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، على الجمرة الخبيثة، والتسمم السجقي، وداء البروسيلات، والطاعون، والجدري، وحمى الأرانب، والحميات النزفية الفيروسية. لكل عامل بيولوجي طريقته التي ينتشر بها، وأعراضه، وسُبل الوقاية منه، وعلاجه. وهناك عوامل كيميائية أخرى يمكن أن تكون من أصل طبيعي أو صناعي أو عسكري. وبالمثل، فإن كل عامل كيميائي يختلف عن الآخر بطرق انتشاره وسُبل الوقاية منه وعلاجه. تقدم المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ووزارة الصحة والخدمات البشرية معلومات عن حالات الطوارئ الإشعاعية بما فيها آثار القنابل القذرة، والتفجيرات النووية، وحوادث المفاعلات النووية، وحوادث النقل. يمكن أن يترتب على التعرض للإشعاع حالات صحية قصيرة الأجل وطويلة الأجل أيضا، ومن ضمنها بعض الآثار التي قد تظهر بعد سنوات.
كُن على دراية بطبيعة التهديدات البيولوجية والكيميائية والإشعاعية. “في حالة الطوارئ الإشعاعية، عليك أن تفكر بالمسافة، والوقت، وسُبل التدرع مثل وسائل الوقاية،” وفقا لوثيقة أعدها محررو صحيفة ‘نيويورك تايمز’ في 2011 لمراسلي الصحيفة. “المسافة تعني عدم الاقتراب كثيرا من مادة إشعاعية متسربة أو المصادر الإشعاعية الأخرى. وعامل الوقت يقتضي أن لا تبقى لفترة أطول مما يتعين عليك إذا كنت في منطقة ذات إشعاعات منبثقة حسبما يشير مقياس الجرعات الذي تحمله. وفي بعض الحالات، يمكنك أن تحصل على بعض الحماية بالاحتماء داخل مبنى خرساني أو مُشيَّد من الطوب.”
وقد يكون الخطر غير محسوس، فقد “يسجل مقياس النشاط الإشعاعي نشاطا متزايدا، ولكنك لا تشعر بشيء البتة،” بحسب ما قاله تيتسو جيمبو، وهو صحفي ياباني ومؤسس موقع ” “Videonew، لشبكة ‘سي أن أن‘ في 2011 بعد أن سافر وبحوزته عداد غايغر للإشعاع إلى منطقة الحَجر النووي اليابانية بالقرب من مفاعل فوكوشيما المعطوب. “أنت لا تشم شيئا، ولا تشعر بحرارة، أنت ببساطة لا تشعر بشيء البتة. وهذا في الواقع هو أكثر ما يخيف في الرحلة كلها.”
ولا بد من توخي الحذر الشديد في كل حالة. ولا بد للصحفيين وغيرهم أن يدركوا سلفا بأن بعض السيناريوهات تكون ببساطة خطرة جدا وتتعذر تغطيتها صحفيا طالما بقي التهديد قائما. وينبغي للصحفيين البحث في التهديد المعني، والفترة الممكنة لاستمرار عامل الخطر، والتدابير أو المعدات الوقائية الضرورية. وهناك قائمة شاملة بالمعدات الموصى بها في الحالات الوخيمة. وينبغي الحصول على جرعات الترياق للتصدي للعوامل الخطرة من الخبراء الطبيين المؤهلين وحسب، لأن استخدامها مخصص ومحدود وينطوي على مخاطر كبيرة.
لا تتردد في أن تطلب من رب عملك أو المنظمة الإخبارية المكلِّفة لك شراء عتاد واقٍ. واعلم، في الوقت نفسه، بأن أفضل التدابير وأحدث المعدات قد تكون، رغم ذلك، غير فعالة في الحالات الوخيمة.
جمهورية الكونغو الديمقراطية، انتشار موثّق لفيروس إيبولا في أيلول/سبتمبر 2007
انتشر الفيروس في إقليم كاساي أوكسيدانتال واستمر انتشاره حتى شباط/فبراير 2008. وقد وفرت التقارير الإخبارية الإذاعية معلومات صحية ضرورية وصلت إلى 60 بالمائة من السكان.
القتلى: 166 على الأقل
زمبابوي، انتشار وباء الكوليرا في آب/أغسسطس 2008
وصل معدل تسجيل المرضى الجدد في ذروة انتشار الوباء إلى مريض واحد في كل دقيقة. وعانت المستشفيات من نقص العاملين والأدوية والغذاء والمعدات. وقد أنكرت السلطات وجود أزمة، ثم عملت على التقليل من شأنها، واتهمت الصحفيين بالسعي لتلطيخ سمعة البلاد.
القتلى: 3,623
المتأثرون: 76,127
باكستان، انتشار موثّق لحمى الضنك في تموز/يوليو 2011
أدت الظروف المناخية الموسمية الشديدة إلى أوضاع مثالية لتكاثر البعوض. ووجهت وسائل الإعلام المحلية انتقادات للحكومة بسبب بطء تعاملها مع الأزمة الصحية التي أودت بحياة رئيس سابق لاتحاد صحفيي شرق باكستان.
القتلى: 300
المتأثرون: 20.000
2011
ضربت الصومال موجة من الجفاف أدت إلى حدوث مجاعة أجبرت مئات آلاف الناس على الفرار إلى إثيوبيا وكينيا. وبحلول عام 2012 أعلنت الأمم المتحدة أن ملايين الناس بحاجة إلى مساعدة. وقد أدى العنف السياسي المستمر منذ فترة طويلة إلى تدمير الصحافة المحلية وجعل ظروف العمل للإعلام الأجنبي شديدة الصعوبة.
القتلى: عشرات الآلاف
المتأثرون: 10 مليون
على مستوى العالم، الإعلان عن انتشار فيروس أتش 1 إن 1 في حزيران/يونيو 2009
قالت منظمة الصحة العالمية إن سلالة جديدة من إنفلونزا الخنازير انتشرت في أكثر من 200 بلد. وقال مسؤولون صحيون إن السفر الجوي وشدة قابلية العدوى في الاتصال الشخصي بين الناس تسببا في انتشار الفيروس. وأصدرت المراكز الإعلامية توجيهات إرشادية حول السلامة العامة للصحفيين الذين يغطون انتشار الفيروس.
القتلى: 15,292 على الأقل
الولايات المتحدة الأمريكية، 20 نيسان/إبريل 2010، تسرب نفط في خليج المكسيك
على مرفق للحفر في أعماق البحر تابع لشركة النفط البريطانية مما أدى إلى تسرب النفط لمدة ثلاثة أشهر دون توقف. وبلغت كمية النفط المتسربة أكثر من 200 مليون غالون، مما جعل هذا التسرب أسوأ حادث من نوعه في التاريخ. وعملت السلطات ووكلاء لشركة النفط على إعاقة عدد من الصحفيين الذين كانوا يتابعون هذه القضية.
القتلى: 11
الأضرار 40 ملياردولار أمريكي
هايتي، انتشار موثّق لوباء الكوليرا في تشرين الأول/أكتوبر 2010
بعد عشرة أشهر من الزلزال الذي ضرب هايتي وأدى إلى مقتل أكثر من 200,000 شخص، أعلنت السلطات عن انتشار وباء الكوليرا. أما القطاع الإعلامي الذي تلقى ضربة قاصمة جراء الزلزال، فقد جاهد لتغطية الكارثة الجديدة.
القتلى: حوالي 7,000
المتأثرون: حوالي 500,000
/مارس 2011، انصهار مفاعل نوو
أدى الزلزال بقوة 9.0 درجات وموجات التسونامي الناشئة عنه إلى انصهار ثلاثة مفاعلات نووية. وأصدرت السلطات أمراً بإجلاء منطقة نصف قطرها 20 كيلومتر. وعمل المسؤولون الرسميون على إعاقة وسائل الإعلام وتجنبوا الأسئلة الصعبة بشأن الأزمة.
الأضرار: 235 مليار دولار أمريكي
الصين، 23 تموز/يوليو
تصادم قطاران بسبب خطأ في إشارات الخطوط الحديدية. وأعلنت السلطات عن تفسيرات متناقضة للحادث، وأمرت وسائل الإعلام أن لا تورد تغطية حول الجوانب المهمة من الحادث.
القتلى: 39
إن تفشي فيروس الإيبولا في إفريقيا الوسطى، والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة أو سارس الفيروس التاجي في آسيا، وفيروسH1N1 في المناطق المدارية وبقاع أخرى في العالم، ووباء الكوليرا في هايتي هي كلها أمثلة للأوبئة الصحية التي شكّلت تحديا بالغا لوسائل الإعلام الإخبارية. كما إن الأحداث التي تنطوي على الإرهاب البيولوجي وحالات الطوارئ الكيميائية والإشعاعية تفرض مخاطر أخرى إضافية على المراسلين والمصورين الصحفيين الذين يغطون تلك الأحداث. وكما ورد في الفصل السابع، فإنه ينبغي للصحفيين المستقلين أن يدركوا بأنه قد يتعين عليهم التصدي لتلك المخاطر وتقبل عواقبها على مسؤوليتهم. ويستحسن للصحفي المستقل الراغب في تغطية خبرٍ حول تفشي أحد الأوبئة أو وقوع خطر شامل أن يتصل بمحرريه أولا للتأكد من اهتمامهم بالقصص الإخبارية التي سيكتبها، وليحدد مقدار الدعم المؤسسي الذي قد تقدمه له المؤسسة الإخبارية التي يتعامل معها.
ينبغي لكل صحفي ينوي تغطية تفشٍ وبائي أو طارئ صحي من صنع الإنسان أن يتمتع بصحة جيدة وبجهاز مناعي غير منقوص، ولا يعاني من حالة صحية قد تجعله عرضةً للمرض.
قبل السفر إلى منطقة متضررة، راجع كتيب السفر الدولي والصحة الصادر من منظمة الصحة العالمية ومنشوراتها الخاصة بمناطق محددة وراجع كذلك دورية الأمراض المعدية الناشئة الصادرة من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. توفر منظمة الصحة العالمية مبادئ توجيهية خاصة بأمراض محددة، حيث تبين طبيعة تلك الأمراض والتدابير المتبعة لتجنب العدوى والإصابة بها. وفي عام 2005، نشرت المنظمة كُتيبا للصحفيين بشأن وباء الإنفلونزا. وتوفر المنظمة عبر موقعها الإلكتروني المتاح بلغات عديدة نشرات صحية، وآخر المستجدات الإقليمية، والقيود المفروضة على السفر.
تقدم منظمة الصحة العالمية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها معلومات بشأن حالات الطوارئ البيولوجية والكيميائية والإشعاعية. وينبغي العودة إلى هذه المصادر وغيرها والتردد عليها بانتظام لمعرفة ما يستجد من معلومات. ويقدم كلا الموقعين نشرات مسموعة (بودكاست)، وخدمة متابعة آخر التحديثات (آر أس أس) وغيرها مما يستجد من معلومات لمساعدة الصحفيين في معرفة التطورات حال وقوعها.
استشر مختصا بالرعاية الصحية قبل السفر. واحصل على اللقاحات الموصى بها وأعطِها الوقت الكافي لكي تأخذ مفعولها. (انظر القسم الخاص بالرعاية الطبية واللقاحات في الفصل الأول.) واحرص على تحديث مجموعة المستلزمات الطبية بإضافة المعدات والأدوية الخاصة بالمخاطر التي ستواجهك في مهمتك. (انظر القوائم المرجعية في الملحق ألف). وأحضر أدويةً بقدر ما هو مسموح، فقد يكون هناك نقص في الأدوية محليا.
راجع بوليصة تأمينك الصحي لمعرفة ما إذا كانت تغطي نفقات العلاج وسواها من التكاليف المرجح تكبدها في حال المرض، بما فيها تكاليف الإجلاء في حالات الطوارئ الطبية. وقد لا يُسمح للصحفيين وغيرهم بمغادرة مناطق انتشار المرض إذا ما مرضوا. وهذا قد يفاقم إصابتك الجسدية وحالتك النفسية كذلك. وتذكّر بأن حدوث طارئ صحي جسيم قد يؤدي إلى اكتظاظ المرافق الصحية المحلية، لذا فلتكن لديك خطط بديلة.
ينبغي للصحفيين أن يُولوا الأولوية دائما لسلامتهم الشخصية. فما من قصةٍ صحفية تستحق أن تفقد حياتك لأجلها، وإذا ما لقيت حتفك أو مرضت جراء التعرض لمسببات المرض فإنك سوف تصبح عبئا لا ذُخرا.
إن التمتع بصحة جيدة والحصول على اللقاح لا يكفيان للتحصن ضد المرض. اغسل يديك باستمرار ولا سيما مباشرةً بعد أي تعرضٍ محتمل، كما يوصي بذلك كتيب السفر الدولي والصحة الصادر من منظمة الصحة العالمية والمحدَّث سنويا. احمل معك معقما لليدين في مثل هذه المواقف. تجنب تناول الأطعمة وشرب المياه المحتمل تلوثها. وتجنب ملامسة سوائل الأجسام، والجلد، والأغشية المخاطية، والنفايات الطبية ذات الصلة.
تعلم كيف ينتقل المرض المعني، ومن ثم اتخذ الاحتياطات المناسبة لتفاديه. تورِد منظمة الصحة العالمية سبع طرق يمكن أن تنتشر الأمراض من خلالها وهي الغذاء والماء، ونواقل الأمراض كالبعوض، والحيوانات المصابة، والتربة، والهواء، والاتصال الجنسي، وملامسة الدم وسوائل الجسم. ومن الاحتياطات الممكن اتخاذها استخدام الناموسية عند النوم، وتجنب الاتصال الجنسي، وإن أمكن، تجنب الأماكن المكتظة والمساحات المحصورة.
تعرَّف إلى الطُرق التي تنتشر بها مخاطر شاملة معينة. يشتمل الإرهاب البيولوجي والأخطار البيولوجية الأخرى، استنادا إلى المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، على الجمرة الخبيثة، والتسمم السجقي، وداء البروسيلات، والطاعون، والجدري، وحمى الأرانب، والحميات النزفية الفيروسية. لكل عامل بيولوجي طريقته التي ينتشر بها، وأعراضه، وسُبل الوقاية منه، وعلاجه. وهناك عوامل كيميائية أخرى يمكن أن تكون من أصل طبيعي أو صناعي أو عسكري. وبالمثل، فإن كل عامل كيميائي يختلف عن الآخر بطرق انتشاره وسُبل الوقاية منه وعلاجه. تقدم المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ووزارة الصحة والخدمات البشرية معلومات عن حالات الطوارئ الإشعاعية بما فيها آثار القنابل القذرة، والتفجيرات النووية، وحوادث المفاعلات النووية، وحوادث النقل. يمكن أن يترتب على التعرض للإشعاع حالات صحية قصيرة الأجل وطويلة الأجل أيضا، ومن ضمنها بعض الآثار التي قد تظهر بعد سنوات.
كُن على دراية بطبيعة التهديدات البيولوجية والكيميائية والإشعاعية. “في حالة الطوارئ الإشعاعية، عليك أن تفكر بالمسافة، والوقت، وسُبل التدرع مثل وسائل الوقاية،” وفقا لوثيقة أعدها محررو صحيفة ‘نيويورك تايمز’ في 2011 لمراسلي الصحيفة. “المسافة تعني عدم الاقتراب كثيرا من مادة إشعاعية متسربة أو المصادر الإشعاعية الأخرى. وعامل الوقت يقتضي أن لا تبقى لفترة أطول مما يتعين عليك إذا كنت في منطقة ذات إشعاعات منبثقة حسبما يشير مقياس الجرعات الذي تحمله. وفي بعض الحالات، يمكنك أن تحصل على بعض الحماية بالاحتماء داخل مبنى خرساني أو مُشيَّد من الطوب.”
وقد يكون الخطر غير محسوس، فقد “يسجل مقياس النشاط الإشعاعي نشاطا متزايدا، ولكنك لا تشعر بشيء البتة،” بحسب ما قاله تيتسو جيمبو، وهو صحفي ياباني ومؤسس موقع ” “Videonew، لشبكة ‘سي أن أن‘ في 2011 بعد أن سافر وبحوزته عداد غايغر للإشعاع إلى منطقة الحَجر النووي اليابانية بالقرب من مفاعل فوكوشيما المعطوب. “أنت لا تشم شيئا، ولا تشعر بحرارة، أنت ببساطة لا تشعر بشيء البتة. وهذا في الواقع هو أكثر ما يخيف في الرحلة كلها.”
ولا بد من توخي الحذر الشديد في كل حالة. ولا بد للصحفيين وغيرهم أن يدركوا سلفا بأن بعض السيناريوهات تكون ببساطة خطرة جدا وتتعذر تغطيتها صحفيا طالما بقي التهديد قائما. وينبغي للصحفيين البحث في التهديد المعني، والفترة الممكنة لاستمرار عامل الخطر، والتدابير أو المعدات الوقائية الضرورية. وهناك قائمة شاملة بالمعدات الموصى بها في الحالات الوخيمة. وينبغي الحصول على جرعات الترياق للتصدي للعوامل الخطرة من الخبراء الطبيين المؤهلين وحسب، لأن استخدامها مخصص ومحدود وينطوي على مخاطر كبيرة.
لا تتردد في أن تطلب من رب عملك أو المنظمة الإخبارية المكلِّفة لك شراء عتاد واقٍ. واعلم، في الوقت نفسه، بأن أفضل التدابير وأحدث المعدات قد تكون، رغم ذلك، غير فعالة في الحالات الوخيمة.