نيويورك، 29 شباط/فبراير 2012 – قالت لجنة حماية الصحفيين اليوم إنه يجب على السلطات الأردنية إجراء تحقيق جدي بشأن تعرض شابة مدونة للطعن بعد أن كتبت انتقادات للعائلة المالكة في الأردن.
أفادت إيناس مسلم أنها تعرضت للطعن على يد مهاجم مقنّع بينما كانت تغادر مقهى في العاصمة عمان في يوم 20 شباط/فبراير. وقالت إن المهاجم الذي كان يرتدي قناعاً وقفازات أمسك بها من الخلف وقال “باسم جلالة الملك والأمير” قبل أن يطعنها في بطنها، ثم وضع السكين على عنقها وقال “في المرة القادمة سنذبحك” وبعد ذلك دفع بها من أعلى الدرج ولاذ بالفرار، حسبما أفادت. وقالت الصحفية إن أحد أصدقائها نقلها إلى المستشفى حيث خضعت لعملية جراحية وظلت في المستشفى لمدة خمسة أيام.
وقالت إيناس مسلم للجنة حماية الصحفيين إنها في اليوم الذي سبق تعرضها للطعن كتبت مقالا على مدونتها قالت فيه إن تعليقات الأمير حسن بن طلال حول تفريق المتظاهرين في ساحة النخيل في عمان كانت متعالية ومهينة. وكانت قد انتقدت أيضاً الفساد الحكومي في مدونتها، حسبما تظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين.
وبدأت مديرية الأمن العام تحقيقاً في الاعتداء وقالت في بيان لها صدر في 22 شباط/فبراير إن حادثة الطعن كانت نتيجة لخلافات بينها وبين أصدقائها أو شجاراً على خلفية علاقة عاطفية، وأن إيناس مسلم تتسم “بسلوك مضطرب ومتقلب”. ولم يؤدِ التحقيق إلى اعتقال أي مشتبه به، حسبما أفادت الصحفية.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “نحن نشعر بالاستياء لأن المسؤولين لم يستجيبوا بجدية لهذه الجريمة الخطيرة، ونحن نحملهم المسؤولية عن سلامة إيناس مسلم. لقد تعرض الصحفيون الأردنيون الذي كتبوا حتى أخف الانتقادات للعائلة المالكة، للترهيب وحملات التشهير والعنف الجسدي”.
وقالت إيناس مسلم للجنة حماية الصحفيين إنه في يوم الأحد، أي بعد يوم واحد من مغادرتها المستشفى، تم استدعاؤها إلى وحدة التحقيق الجنائي في مديرية الشرطة حيث ظلت هناك لمدة ست ساعات دون وجود محامي أو أي من أفراد أسرتها. وقالت أن ضابطا بالشرطة وصفها عدة مرات بأنها كاذبة وهددها بأنها لن تتمكن من إكمال تعليمها في الجامعة. وعندما سعت الصحفية لمغادرة المكتب الأمني، قام الضابط بالأمساك بها من وسطها مما أدى إلى فتح الجرح في بطنها، حسبما أفادت.
وقالت إيناس مسلم للجنة حماية الصحفيين إنه تم استدعاؤها إلى مركز الشرطة مرة ثانية في اليوم التالي، حيث قال لها ضابط في الشرطة إنها ربما “تخيلت” كل ما جرى لها. وأفادت بأن الشرطة تمارس ضغوطا على أصدقائها كي يصفوها بأنها “سكيرة وتتعاطى المخدرات وأن التعامل معها صعب”.
وكان صحفيون ممن كتبوا انتقادات حول الأسرة الملكية قد تعرضوا لتهديدات مماثلة في الماضي، حسبما تظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين. كما تعرض موقع إلكتروني إخباري أردني لاختراق في شباط/فبراير 2011 بسبب نشره بيانا من مجموعة من شخصيات عشائرية طالبت بالأصلاح في المملكة.