نيويورك، 26 أيار/مايو 2011 – قامت قوات عسكرية موالية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح بقصف محطة ‘تلفزيون سهيل’ اليمينية الفضائية في يوم الأربعاء، وذلك خلال تبادل لإطلاق النار مع القوات الموالية للمعارضة السياسية ورجال مسلحين من القبائل. كما تعرضت وكالة’سبأ’ للأنباء لقصف مشابه في يوم الثلاثاء. إضافة إلى ذلك، أصيبت مكاتب موقع الإنترنت الإخباري ‘الصحوة نت’ بعدة قذائف خلال تبادل إطلاق النار، حسبما أفاد صحفيون محليون.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “يجب على جميع أطراف هذا النزاع أن تعي أن الاستهداف المقصود للصحفيين والمؤسسات الإعلامية يمثل جريمة خطيرة – ومن المحتمل أن يعتبر ذلك جريمة حرب. نحن نطالب الحكومة اليمنية أن توقف فورا عنفها ضد وسائل الإعلام”.
وفقا للتقارير الإخبارية، بدأت المواجهات في يوم الأثنين بعد أن قامت قوات الجيش ومسلحون يرتدون ملابس مدنية من المؤيدين للرئيس صالح بمهاجمة قوات عسكرية ومسلحين من القبائل موالين للزعيم القبلي الأكثر نفوذا في اليمن، صادق الأحمر، الذي انضم إلى المعارضة في آذار/مارس. وأتى الهجوم في أعقاب مذكرة اعتقال صدرت بحق صادق الأحمر وعشرة آخرين من القادة القبليين البارزين. وهم متهمون “بالخيانة العظمى والعصيان المسلح”، حسبما أوردت وسائل الإعلام الحكومية.
قام مسلحون يرتدون ملابس عسكرية وملابس مدنية من الموالين للرئيس صالح بفتح نيران بنادقهم الآلية وقذائف الهاون ابتداء من الساعة الثانية بعد الظهر في يوم الأربعاء باتجاه القناة الفضائية الخاصة ‘تلفزيون سهيل’، حسبما أوردت وسائل إعلام محلية. وقد تواصل الهجوم حتى ساعات الليل.
وقد نجم عن الهجوم على القناة، والتي يملكها أحد كبار أسرة الأحمر، إصابة عدة أشخاص بجراح وتدمير معدات، وذلك حسبما أفاد السيد خطّاب الروحاني، المذيع في القناة، للجنة حماية الصحفيين. فقد أصيب المصور محمد المخلفي بجراح عديدة جراء الشظايا، وهو حاليا في مستشفى صنعاء وحالته مستقرة، حسبما أفاد الروحاني. وأصيب مصور آخر، وهو أحمد فراس، بجراح خفيفة لم تتطلب نقله إلى المستشفى. وقال الروحاني إن الهجوم أدى إلى تدمير أجهزة كمبيوتر وكاميرات وسجلات القناة. كما أدى إلى تعطيل بث القناة ابتداء من الساعة 11 ليلا في يوم الأربعاء وحتى الساعة 2 بعد الظهر اليوم، إذ عاودت القناة بثها، حسبما أفاد الروحاني للجنة حماية الصحفيين.
وقام مسؤولون من جهاز الأمن العام باعتقال مدير التصوير في قناة ‘سهيل’، السيد كمال المحشدي، وذلك من أمام مكاتب القناة وفي الساعات المبكرة من صباح اليوم، وفقا لما أفاد به الروحاني. وأضاف أن ضابطا من جهاز الأمن أعرب عن تعاطفه مع القناة وقال لموظفي تلفزيون سهيل إن ثمة قناصين رابضين على أسطح البنايات المجاورة وإنهم تلقوا أوامر بقتل موظفي القناة حال رؤيتهم، وهو زعم لم تتمكن لجنة حماية الصحفيين من التحقق منه بصفة مستقلة. وقد تلقى عدة صحفيين ومدراء من تلفزيون ‘سهيل’ تهديدات بالقتل خلال الأشهر الأربعة الماضية، حسبما تظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين.
وفي يوم الثلاثاء، قام مسلحون موالون للزعيم القبلي صادق الأحمر وللمعارضة بمهاجمة مقر وكالة ‘سبأ’ للأنباء، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية. وقالت وسائل إعلام حكومية إن “قذائف أطلقتها ميليشيات الأحمر” دمرت ثلاثة طوابق من بناية وكالة ‘سبأ’ للأنباء، إضافة إلى “الشبكة التقنية” للوكالة. وقال الموقع الإلكتروني ‘المؤتمر’ التابع للحزب الحاكم إن صحفيين (وهما فاروق الكمالي وأحمد المتوكل) أصيبا بجراح أثناء هذا الهجوم الذي استخدمت فيه البنادق الآلية والقنابل الصاروخية.
بيد أن صحفيين محليين أخبروا لجنة حماية الصحفيين أن المسلحين التابعين للزعيم صادق الأحمر هاجموا بناية وكالة ‘سبأ’ وسيطروا عليها بعدما قام قناصة تابعون للحكومة كانوا متمركزين على سطح البناية بإطلاق النار على مقر عائلة الأحمر في الجهة المقابلة من الشارع، وعلى مقر ‘تلفزيون سهيل’ ومقر الموقع الإلكتروني ‘الصحوة نت’، وجميعها تقع في حي الحصبة في صنعاء. ووجدت أبحاث لجنة حماية الصحفيين أن موقع ‘الصحوة’ لم ينشر أية مواد إخبارية في يوم الثلاثاء أو الأربعاء، ونشر الموقع بيانا في وقت متأخر من يوم الأربعاء صرح فيه أن الموقع لم يتمكن من تحديث المواد المنشورة بسبب انقطاع التيار الكهربائي وبسبب صعوبة الوصول إلى مقر الموقع الذي تعرض لإطلاق نار كثيق على فترات متقطعة على مدار يومين. وبدأ الموقع بتحديث المواد الإخبارية المنشورة ابتداء من مساء يوم الأربعاء.