السلطات اليمنية تغلق مكاتب قناة ‘الجزيرة’؛ وصحفيون يتعرضون للضرب وتهديدات

نيويورك، 24 آذار/مارس 2011 –أصدرت السلطات اليمنية اليوم أمراً بإغلاق مكاتب قناة ‘الجزيرة’ وتجريد صحفييها من بطاقات الاعتماد الصحفية التي بحوزيتهم، وذلك في أسبوع شهد تصعيدا في العمليات الانتقامية ضد هذه القناة الفضائية بما في ذلك عمليات ضرب وطرد ومداهمات وتهديدات بالقتل. تعرب لجنة حماية الصحفيين عن شجبها لقرار الحكومة بإغلاق مكاتب ‘الجزيرة’ وتناشد السلطات أن تتراجع عن قرارها فوراً.

وقال رئيس مكتب ‘الجزيرة’ في اليمن، سعيد ثابت، إن مسؤولا في وزارة الإعلام أبلغه بقرار الإغلاق عبر مكالمة هاتفية، ولم يقدم المسؤول أية أسباب. وقالعبده الجندي، نائب وزير الإعلام اليمني، في مقابلة صحفية مع قناة ‘الجزيرة’ إن القناة تحولت إلى “قناة تحرّض على الثورة”. واستشهدت تقارير إخبارية بمصادر حكومية غير محددة زعمت أن ‘الجزيرة’ نسبت على نحو غير صحيح مقطعا مصورا قصيرا عن عنف يجري في سجن على أنه من اليمن، وهو زعم لم ترد عليه القناة على الفور.

وقد ظلت القناة توفر تغطية شاملة للانتفاضة الشعبية الممتدة منذ أسابيع والتي تهدد حكم الرئيس علي عبد الله صالح المستمر منذ 33 عاما. ويأتي إغلاق مكاتب القناة بعد يومين من قيام حوالي 20 مسلحا يرتدون ملابس مدنية بمداهمة مكتب ‘الجزيرة’ في صنعاء. وقام المسلحون الذين كانون يغطون وجوههم بقماش عمامات رؤوسهم بمصادرة معدات وإعاقة عمليات المكتب، في حين وقف عناصر شرطة يرتدون ملابس رسمية دون القيام بأي إجراء، وذلك حسبما أفاد صحفيو الجزيرة. وفي يوم السبت، قامت السلطات بطرد مراسلين صحفيين يعملون مع القناة.

وفي يوم الأربعاء، قام أشخاص من مؤيدي الحكومة بالاعتداء على مصور قناة ‘الجزيرة’ مجيب الصويلح بينما كان يصور تظاهرة في تعز، وهي ثالث أكبر مدينة في اليمن، حسبما أفاد سعيد ثابت للجنة حماية الصحفيين. وكان الاعتداء من الشدة بحيث كسرت ذراع المصور وبرز عظم الذراع من الجلد. وقال سعيد ثابت إن عمليه جراحية أجريت لمجيب الصويلح اليوم وإنه ما يزال في المستشفى.

وفي يوم السبت، اعتدى رجال يرتدون ملابس مدنية على المصور وليد المقطري أمام مكتب قناة ‘الجزيرة’ في صنعاء، وذلك حسبما أفاد سعيد ثابت للجنة حماية الصحفيين. وقام المهاجمون بركله ولكمه مرارا واستولوا على الكاميرا التي كانت بحوزته ووثائق التعريف الصحفية، وهددوه بإنه سيتعرض لمزيد من العنف إذا واصل التغطية الإخبارية للقناة. وأخبره المهاجمون، “أنت والآخرون في الجزيرة تستحقون الذبح”.

وأفاد موظفو ‘الجزيرة’ عن تلقيهم تهديدات عديدة بالقتل وتهديدات بالعنف الجسدي ضدهم وضد عائلاتهم. وورد آخر هذه التهديدات عبر مكالمة هاتفية من مجهول إلى السيد أحمد الشلفي، وهو أحد مراسلي القناة الرئيسيين في صنعاء، وقد كان التهديد موجها إلى أطفاله. وقال سعيد ثابت للجنة حماية الصحفيين، “نحن مختبئون الآن في أماكن عديدة في اليمن؛ ولا نقطن حاليا في منازلنا. ثمة أشخاص يبحثون عنا ويرغبون بإيذائنا”.

وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين “إن الحكومة ومؤيديها منهمكون منذ شهرين في جهود متصاعدة من الإعاقة والعنف الجسدي والتهديدات الصارخة ضد الصحفيين، خصوصا الصحفيين العاملين مع قناة الجزيرة. وسيتحمل الأشخاص الذين يشغلون مناصب متنفذة في اليمن، ولا سيما في الرئاسة ووزارة الداخلية، المسؤولية عن أي أذى يقع على زملائنا”.

وبعد الاعتداء على وليد المقطري مباشرة، أرسل سعيد ثابت رسالتين إلى وزارة الداخلية اليمنية، وطلب في الرسالة الأولى توفير حماية لمكاتب الجزيرة، وطلب في الثانية إعادة المعدات ووثائق الهوية التي كانت بحوزة المقطري. وقال سعيد ثابت للجنة حماية الصحفيين إن الحكومة لم ترد على الرسالتين.

وقد قامت السلطات اليمنية خلال بضعة أيام في أواسط آذار/فبرايربطرد ستة صحفيين دوليين آخرين. وقد وثقت نقابة الصحفيين اليمنيين ما يزيد عن 60 اعتداء منفصلا على وسائل الإعلام منذ بداية الاضطرابات الاجتماعية في كانون الثاني/يناير. ومن بين هذه الاعتداءات عمليات قتل واختطاف وعشرات الاعتداءات الجسدية ومصادرة المعدات، وعشرات التهديدات بالقتل ضد الصحفيين وأفراد أسرهم.