نيويورك، 15 آذار/مارس 2011 – مهاجمون مسلحون في هذا الصباح بمداهمة مطبعة المنامة التابعة للصحيفة البحرينية المستقلة ‘الوسط’، مما أدى إلى إلحاق أضرار بالمعدات وإعاقة إصدارعدد هذا اليوم من الصحيفة. لجنة حماية الصحفيين تشجب هذا الاعتداء، والذي يأتي متزامناً مع استقدام وحدات عسكرية من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة للمساعدة على احتواء الاضطرابات السياسية في البحرين
وفي هذه الأثناء، عمدت الحكومة في المملكة العربية السعودية إلى سحب أوراق الاعتماد الصحفية من الصحفي أولف لاسينغ، وهو مراسل متقدم في وكالة ‘رويترز’ للأنباء يعمل من الرياض، وذلك وفقاً لما أوردته الوكالة. وزعمت الحكومة أن التغطية الصحفية التي أوردها لاسينغ للاحتجاجات الأخيرة في البلاد كانت غير دقيقة، ولكنها لم تقدم أية تفاصيل، ووقفت وكالة رويترز موقفا مؤيدا لمراسلها. وأضافت الوكالة إن سحب الاعتماد الصحفي من لاسينغ يعني أنه يتعين عليه مغادرة البلاد. وفي وقت مبكر من هذا الشهر، أصدرت السلطات السعودية حظرا على الكتابة إلى أجل غير مسمى ضد ثلاثة صحفيين ناقدين يعملون في صحيفة ‘الوطن’ التي تسيطر عليها الحكومة، ولم تقدم السلطات أي سبب لهذا الإجراء، إلا ان الصحفيين الثلاثة، وهم: أمل زاهد، وأميرة كشغري، وعدوان الأحمري، كانوا قد كتبوا عن الاضطرابات السياسية في المنطقة، وذلك حسب ما تظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين.
وفي البحرين، حيث نظم محتجون من الأغلبية الشيعية تظاهرات تطالب بالإصلاح منذ عدة أسابيع، أعلن الملك حمد بن عيسى آل خليفة اليوم بدء العمل بحالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، وذلك وفقا لتقارير إخبارية. وفي يوم الأثنين، دخل البحرين ما يقارب 1,000 جندي سعودي و 500 جندي إماراتي وذلك بناء على طلب الملك، حسب ما أوردت تقارير إخبارية، وهو تحرك أدى إلى زيادة التوتر في المنطقة.
هاجم عشرات من الرجال المسلحين بالسكاكين والهروات، في حوالي الساعة الواحدة صباحاً، مطبعة الصحيفة البحرينية اليومية ‘الوسط’، وذلك وفقاً لما أفاد به منصور الجمري، رئيس تحرير الصحيفة. وقد دخل المهاجمون مقر المطبعة عنوة، وهددوا الموظفين الذين كانوا يعدون لطباعة عدد اليوم من الصحيفة، ثم قاموا بتحطيم المطبعة مما أدى إلى تعطيلها، وذلك وفقاً لما أفاد به الجمري للجنة حماية الصحفيين. وأضاف الجمري أن الصحيفة اتصلت بوزارة الداخلية، التي قامت بدورها بإرسال قوات أمن لتفريق الحشد. وقد وافقت مطبعة بحرينية أخرى، وهي المطبعة التابعة لصحيفة ‘الأيام’ على طباعة عدد اليوم من صحيفة ‘الوسط’.
وقال روبرت ماهوني، نائب مدير لجنة حماية الصحفيين، “نحن نشجب هذه المحاولة لفرض الرقابة من خلال عنف الغوغاء وتهديداتهم. إن حكومة البحرين مسؤولة عن سلامة الصحفيين والأمن المادي للمرافق الصحفية. يجب على السلطات أن تلاحق جميع المسؤولين عن الاعتداء على صحيفة ‘الوسط'”.
وقال الجمري إن بعض المهاجمين ظلوا متواجدين خارج مقر الصحيفة في وقت لاحق من هذا اليوم، وذلك في جهد واضح لتهديد الصحيفة. وما انفك مؤيدو الحكومية يضايقون موظفي مطبعة صحيفة ‘الوسط’ خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك وفقاً لتقارير إخبارية ومصادر لجنة حماية الصحفيين.
وقال الجمري للجنة حماية الصحفيين أن صحيفته مستهدفة فيما يتصل بتغطيتها للتظاهرات السياسية. ففي يوم الأحد، تعرض المصور محمد المبروق من صحيفة الوسط للضرب على يد مؤيدي الحكومة. كما ظهرت أسماء عدد من صحفيي ‘الوسط’ ومن بينهم الجمري في ما يدعى “قائمة العار” المجهولة المصدر التي انتشرت على نطاق واسع على شبكة الإنترنت في البحرين.